تَستثمِرُ إسرائيلُ النِّصفَ الثاني من الستين يوماً في عملية نسفِ القرى وتفجيرِها والإتيانِ على كلِّ حجرٍ بقيَ صامداً فيها/ هو مشروعٌ بدأَ منذ الحرب واستمرَّ بهدم القرى الحدوديةِ وانتزاعِ كلِّ ما على ارضِها من حياة, وتقفُ قواتُ الطوارئِ الدولية في موقِع الشاكي الذي لا يُسمح له إلا بإبداءِ القلق، إذ نَقلت نيويورك تايمز عن رئيس بَعثةِ اليونيفيل أنَّ القواتِ الدوليةَ قلِقةٌ من استمرار إطلاقِ النارِ والهدمِ الإسرائيلي حول الناقورة/ وليستِ الناقورة هدفاً وَحَسْب بل إنَّ التجريفَ والتنسيفَ والترميدَ تبلُغُ قرىً على طُول وعُمق الشريط الحدودي، إذ يَتَّبِعُ العدوُّ خُططاً تفجيرية تمَنعُ عودةَ الأهالي في المستقبل، وتَجعلُ من قراهُم أرضاً محروقةً غيرَ صالحةٍ للعيشِ والإقامةِ على مدى سنوات/ وبدا أَنَّ الضغطَ الوحيد الذي أعاد اسرائيل إلى أعقابِها جاء عبر الممثلِ الاميركي في لجنةِ المراقبة الجنرال جاسبر جيفرز/ غيرَ أنَّ الاجتماعَ المقبل للّجنة لن يَنعقدَ قبل السابعِ من الشهرِ المقبل، وسيكونُ مسبوقاً بزيارةِ الموفدِ الأميركي اموس هوكستين الى بيروت/ ولا تُخفي أوساطٌ سياسية رَيبَتَها من المدةِ المتبقيةِ لمُهلةِ الستين يوماً وما بعدَها، على الرَّغم من نفيِ الرئيس نجيب ميقاتي ما تم تداولُه بالواسطة عن أنَّ إسرائيل لن تنسحبَ من الجنوب بعد انقضاءِ المُهلة/ وامامَ التصلُّبِ الاسرائيلي وتعمُّدِ الخروقات، فإنَّ الجيشَ اللبناني كاد أنْ يدخلَ المواجهةَ في الحجَير، لكنه التزمَ القرارَ السياسي وموقفَ لجنةِ المراقبة عندما تدخَّلَ الجنرالُ الاميركي وأَمْهَل الإسرائيليين المتوغِّلين ساعاتٍ خمساً للانسحاب/ اما المقاومةُ فلم يتِمَّ سحبُها الى مَيدان الاستفزاز، وقال النائب حسن فضل الله إنَّ هناك مسؤولياتٍ اليومَ تقعُ على عاتقِ الدولةِ اللبنانية وعلى لجنةِ المراقبة واليونيفيل والجيشِ اللبناني وعلى الدولِ التي رَعت هذا الاتفاق/ واضاف فضل الله أنَّ هذا النموذجَ الذي نراهُ اليوم، كُنا نراهُ قبل زمنِ المقاومة، وهذا بوجهِ كلِّ أولئكَ الذين كانوا يطالِبونَ بأنْ نتركَ الأمرَ للمجتمع الدولي وللقراراتِ الدولية وللدولةِ اللبنانية، وأنَّ مَن يَحمي ليس المقاومةَ وليس السلاح، وإنما هذه المِظَلَّةُ الدولية، لافتاً إلى أننا لم نرَ خلال فترةِ الـثلاثين يوماً التي مَضت أيَّ شيءٍ من هذه الحماية// ولبنان في هذا الوقت يبدو انه شَكَّلَ حمايةً ومَلاذاً آمناً ومروراً سالماً لأفرادٍ من النظامِ السوري وعائلةِ الاسد/ وكَشفت وَكالةُ رويترز أنَّ رفعت الاسد غادر الى الاماراتِ العربية المتحدة عبر مطارِ بيروتَ في الايامِ الماضية/ وأَنَّ افراداً عديدين من عائلة الاسد سافروا ايضاً الى دبي من بيروت/ فيما بقي آخَرونَ في لبنان بعد سقوطِ نظام الاسد/ وهذا ما لفت اليه اليومَ زعيمُ الجبل وليد جنبلاط الذي سَأَل: هل يمكنُ للأجهزةِ الأمنيةِ أن تعتقَلَ المسؤولينَ الكبارَ من النظامِ السابق الذين يَمُرُّونَ عبرَ الحدود ويَفِرُّونَ عبر المطار؟،/ وجنبلاط قَبَضَ رئاسياً على القرار وانتقل الى الضِّفة الثانية متجاوِزاً عواملَ الإحراج. لكنه وبعد اسبوعٍ على ترشيحِه قائدَ الجيش للرئاسة ظلَّ جنبلاط وحيداً ولم تبادرْ ايُّ كتلةٍ الى تسميةِ مرشحِها /تَقَدَّم الزعيمُ التقدمي بمفرده .. وبقيتْ سائرُ الكتلِ عند منعطفاتِ المواصفاتِ وبعضُها ينَتظرُ اشارةَ المرورِ من الخارج .