بين الوادِيَيْن.. السلوقي والحجير.. تَبَختَرت "الميركافا" على شاهِدِ مَقبرتِها/ ومُجَنزراتُها دَهَستِ السيادةَ اللبنانية/ وأصابتِ الـ1701 إصاباتٍ بالغة خَرقاً وتَوغُّلاً.. هَدماً وتَجريفاً/ أقامَ جيشُ الاحتلال منطقةً عازلة ومَنَع المواطنين من العودة إلى قراهُم/ وأَطلق نيرانَه على اليونفيل/ وأَخَذ "الآرمات" التي تحمِلُ أسماءَ القرى رهائن/ ولم ينسحبْ من المناطقِ التي توغل فيها إلا بعدما يمحو معالمَها ويجعلُها أَثَراً بعد عَين// الجيشُ اللبناني ينتشرُ جنوباً/ وجيشُ الاحتلال يتمددُ شمالاً/ سيطرَ على مواقعَ وَرفَع أَعلامَه/ ووصلَ إلى ضِفة الليطاني الجنوبية/ عن سابِقِ استهتارٍ بقرارِ وقفِ إطلاق النار/ اما اليونفيل فكانت في وضعيةِ تسجيلِ انتهاكاتِ القرار 1701 وفَتحت مَضبَطةً لتسطيرِ الاعتراض، وحَثتِ الجانبَ الإسرائيلي على التقيدِ بتطبيقِ مُندرَجات القرار/ وهي أفعالٌ ممنوعةٌ من الصرف في قاموس إسرائيل التي اجتاحت مناطقَ القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير// كَفّتِ المقاومةُ يدَها وسَلَّمَت أمرَ اليومِ للدولة/ والدولةُ اتَّكَأَت على لجنةٍ خُماسية دَخلت في عطلةِ الأعياد على أن تعودَ من كَبْوَتِها مطلَعَ العامِ المقبل/ وفي الوقتِ الضائع بين عامين، عَرْبَدَ العدوُّ في قُرانا وأَوديتِها.. وكان الجيشُ اللبناني على مَسافةِ صِفر من دباباتٍ وآلياتٍ اسرائيلية في واديَي الحجير والسلوقي/ وهناك سُمعت أَصداءُ بطولةِ الجنودِ اللبنانيين الذين كانوا في وَضْعِيةِ التأهبِ والاستعداد.. وانتَظروا الإشارةَ العسكريةَ للتحرك الذي لا ينبغي أن يحتاجَ بعد اليومِ إلى أَيِّ قرارٍ سياسي/ فهذا احتلال, العدوُّ على أرضِنا, المقاومةُ سَلّمتْ دورَها للجيش.. والجيشُ صاحِبُ الأرضِ والقرار/ أما الحكومةُ اللبنانية ومعها الجيشُ و"اليونفيل" واللجنةُ الخماسية، فدورُها بالفعلِ على الأرض/ ومواجهةِ التغوُّلِ والتوغلِ الإسرائيلي وإلزامِه تطبيقَ آليةِ وقفِ إطلاق النار/ لا الاكتفاءِ بتذخيرِ البيانات بعباراتِ الاستنكارِ ووقفِ الأعمال العِدائية/ ومعَ منحِ اسرائيلَ نفسَها حريةَ احتلالِ القرى وتفجيرِها، وليس اخرَها اليومَ نسفُ منازلَ في يارون وكفركلا والخروجُ بطلَعاتٍ شبهِ يومية لطائراتِ التجسس التي تَشرَبُ قهوتَها على شُرُفاتِ اللبنانيين، فإنَّ هذا العدو "استحلى" الاقامةَ وهددَ بتمديدِها لما بعدَ الستينَ يوماً/ ما سيَفرِضُ على الحكومةِ اللبنانية اتخاذَ قراراتٍ أَبعدَ من الشكوى والطلبِ الى الاممِ المتحدة ومجلسِ الامن وخماسيةِ تطبيقِ القرار بجناحَيها الأميركي والفرنسي/ التفضلَ بتدبيرٍ عاجل مع اسرائيل وإلزامِها بقوة القرار بالكفِّ عن خروقِ وقفِ إطلاقِ النار الهشّ// فائضُ العربدة لدى بنيامين نتنياهو/ دفَعَه من سيوفِ غزةَ الحديدية مروراً بسِهامِ الشمال، الاسمِ الذي أَطلقَه في حربه على لبنان/ مروراً باحتلالِ أراضٍ سورية/ إلى شنِّ عدوانٍ هو الرابعُ على اليمن تحت مُسَمَّى "نغَمَات الكرْم".. فأَغارتِ الطائراتُ الحربيةُ الإسرائيلية على بُرج المراقبة في مطار صنعاء وأَخرَجَتهُ من الخدمة/ كذلك استَهدفت ميناء الحُدَيدة/ في عمليةِ استئصالِ أذرعِ إيران في المنطقة بحَسَبِ ما قال نتنياهو في سياق إعلانِه أن إسرائيل ستواصلُ ضربَ مَن أسماهم المتمرّدينَ الحوثيين وقطْعَ هذا الفرعِ الإرهابي لِمِحور الشر الإيراني حتى إنجازِ المَهمة// ومعَ خلطِ الأوراقِ في المنطقة/ فإنَّ لبنان دخلَ مرحلةَ العدِّ العكسي للتاسع من الشهر المقبل، موعدِ جلسةِ انتخابِ الرئيس افتراضياً/ وعلى خطه لم تَخرِقِ المملكةُ السعودية أجواءَ بعبدا/ بل استدعتْ جنرالَ اليرزة إلى حاضِرتِها/ وأشارت مصادرُ الجديد إلى أنَّ المملكةَ أَرسلت طائرةً خاصة أَقلَّت قائدَ الجيش جوزف عون إلى الرياض// واللعب الرئاسي اشتعل على مسرح "فيصل افندي"، الذي يَتخذُ منذ ايامٍ وضعيةَ الفحصِ الجِنائي للمرشحين.. وديارُه من بقاعصفرين الى الرملة البيضاء فمنزل النائب حسن مراد في بيروت تَحَوَّلت الى مَزاراتٍ للشخصيات المارونيةِ الطامِحةِ للفخامة.