عن سابقِ تجرِبة/ فَتحتِ الحكومةُ اللبنانية أدراجَ حربِ تموز/ واستَخرجت خُطةً معدلةً للطوارىء/ وأَجرت عليها تجارِبَ في التخصيب بما يتلاءمُ وظروفَ المرحلة/ واستعداداً على الورق/ جَمعتِ اللجانَ المعْنيةَ بإدارة الكوارث/ وقَسَّمت أعدادَ النازحين المفترضين/ على كُلفةٍ لشهورٍ ثلاثة/ وحاصلُ الضربِ رصدُ ملايين الدولارات من تمويلٍ مجهول باقي الهُوية/ على أن تلتئمَ الحكومةُ غداً في السرايا على مِلفات الضرورة/./ والبلدُ الذي يعيشُ بلا طاقة/ اشتعلت فيه خطوطُ التوترِ العالي بين معراب وعين التينة/ وعلى السُّلَّمِ الموسيقي عينِه/ أُعيد عزفُ سيمفونية الحوار قبل الرئاسة/ مقابلَ الرئاسة أولاً/ وبالمعجلِ المكرر اتَّهمتِ القواتُ اللبنانية مِحورَ الممانعة بتعطيلِ الانتخاباتِ الرّئاسيّة لأنّه لا يريدُ إلّا مرشّحَه الرّئاسي / لأنّه يَنتظرُ نتائجَ الحرب/ وعلى هذه النغمة أجرى رئيسُ مجلس النواب نبيه بري عمليةَ فصلِ مِلفِّ الانتخابات الرئاسية عن الحرب/ بغمزه من أن البعضَ يرفضُ التجاوبَ مع مبادرتِه في انتظار تبلورِ كيف ستنتهي الحرب / وعلى الأعصاب الإسرائيلية المشدودة قال بري إنَّ الردَّ حتمي/ والانتقامَ طبَقٌ يُؤكل بارداً/./ وفي مجريات الساعات القليلة الماضية / فقد اندلعت حربُ المصادرِ على كل الجبهات/ وانطلقتِ التحليلاتُ من أن الضربةَ قادمة/ والردَّ وشيك/ وسيسبِقُ محادثاتِ الخميس / وبعضُهم ذهب إلى تحديد موعدِها اليوم/ ليتبينَ أن الحربَ وَقعت فعلاً ولكن داخلَ الحكومةِ الإسرائيلية / ففي إحاطةٍ داخلَ لجنةِ الشؤون الخارجية والأمن فجَّر وزيرُ الحرب يوآف غالانت قنبلةً بوجه نتنياهو/ واتَّهمه بالمباشِر بعرقلة الصفْقة/ وإذ وصفه بالثرثار / قال غالانت إنَّ حديثَ نتنياهو عن نصرٍ مطلق محضُ هُراء/ وأضاف إن الصفقةَ ستجلِبُ لنا الهدوءَ في الشمال والجنوب/ ويجبُ أن نتعايشَ/ معَ الأثمانِ الواجبِ دفعُها/ ومن واجبنا الأخلاقي إعادةُ المختطفين حتى لو كانت مقابلَ إطلاقِ سراح " قَتَلة" فلسطينيين بحسَبِ تعبيره/./ ومن فوره/ ردَّ مكتبُ نتنياهو على غالانت بوصف خِطابِه بأنه مناهِضٌ لإسرائيل ويُضِرُّ بالتوصل إلى صفقة/ وذهب نتنياهو في الرد إلى حدود اتهام غالانت بالخيانة/ وبأنه كان عليه مهاجمةُ السنوار الذي لا يزال العائقَ أمام الصفقة/./ وخروجُ وزيرِ الحرب عن صمته/ ليس رأفَةً بالدمِ الفلسطيني المُرَاقِ على مدى أشهرِ الحرب/ فهو الآمرُ الناهي بقراراتِ قتلِ المدنيين في غزة/ وهو مَنْ وَصَفهم بالحيواناتِ البشرية وحَلَّلَ ذَبحَهم/ وهو مجرمُ حربٍ ومطلوبٌ للمحكمةِ الجِنائية /./ وأمام هذه السابقةِ الخطيرة في تاريخ الكِيان/ والتي تُظهِرُ حجمَ التفككِ بين المؤسستين السياسية والعسكرية/ فإن الصورةَ باتت واضحةً أمام الوسطاءِ في مَنْ عَطَّل كلَّ صِيغِ المفاوضات في المراحل السابقة / وما على الولاياتِ المتحدة الأميركية / التي رفعت نتيناهو على أكفِّ التصفيقِ بفرعَيْها الجُمهوري والديمقراطي/إلاَّ أن تُظهِرَ ألاعيبَه على الملأ/ وتَضغطَ عليه باتجاه الموافقة على صفقةٍ تقطعُ الطريقَ أمام إدخالِ المنطقة في أُتونِ الحرب/ ومِفتاحُ الحل بيد إدارة بايدن وهي التي تمتلكُ الأدواتِ لذلك/ لكنَّها وعلى خطٍّ موازٍ تدفع بأساطيلِها وبوارجِها وتسرّعٌ بانتقالِ حاملةِ الطائرات أبراهام لينكولن وإرسالِ غواصة الصواريخ الموجهة "يو إس إس جورجيا" إلى منطقة القيادة المركزية/ وتُقسِمُ اليمينَ الدستورية على حمايةِ إسرائيل/ وتجعلُ من نفسِها وهي الدولةُ العظمى/ خفرَ سواحل وحارسَ حدود/./