عُصفوريةٌ رئاسية تَضرِبُ ساحلاً وجبلاً/ ومن غير المؤكد ما اذا كان هذا الاضطرابُ السياسيُّ سينتهي بانتخابِ رئيسٍ أم أنَّ جلسةَ الخميس ستَظهرُ عليها عوارضُ الالتهاباتِ النيابية/ وعلى مرمى يومينِ من فتحِ الصُّندوق فإنَّ حالةَ هَذَيانٍ تَتَحَكَّم بصورة الانتخاب، حيث وللمرة الاولى يقفُ النوابُ والكتلُ على مفترَقِ طرقٍ في مشهدٍ اقربَ الى لُعبة "المتاهة الالكترونية"،// اولُ الذين تَجاوَزوا هذا التطبيقَ كان زعيمَ الجبل وليد جنبلاط.. وبعدَه اختفتِ الأصوات وتقلَّبَتِ التسمياتُ على نارِ الكتلِ والتجمعاتِ النيابية/ إذ عَقدتِ المعارَضةُ اجتماعا في الجميرة للتداول في سيناريوهات الجلسة وقامت بعمليةٍ حسابية على الورقةِ والقلم لعددِ الاصوات التي من الممكن ان يحقِّقَها ايُّ مرشحٍ رئاسي بدايةً من قائدِ الجيش العماد جوزيف عون/ وبنقاشِ ساعةٍ ونِصفِ ساعةٍ خَرج النوابُ من دون اسمٍ معلن/ وساهمتِ القواتُ اللبنانية في اللاقرار المعارِض عندما امتَنعت ولغايةِ اللحظة عن الرسُوِّ على اسمٍ تتشاركُ فيه معَ بقيةِ القوى ولاسيما المعارِضة منها/ لم يُسَمِّ جعجع.. لكنَّ سَمَّ الأبدانَ الممانِعة عندما قال إنها فريقٌ كاذب وهم أَسقطوا ترشيحَ العماد جوزيف عون، لأنهم معَ بعضِهم البعض يَستطيعون جَمعَ ثُلُثٍ معطِّل يَقطعُ الطريقَ على ترشيحه/ وقال جعجع انه إذا بَدّل هذا الفريقُ في رأيِه وبشكلٍ علني وواضح، بإعلانِه رسمياً ترشيحَ عون، فنحن مستعدونَ للنظرِ بإمعانٍ في هذا الأمر/ لكنَّ فريقَ الثنائيِّ والتيارِ لم يقطعِ الطرقَ على معراب على الرَّغم من رفعِ السقوفِ الكلامية/ وتحدثتِ المعلوماتُ عن تبادلِ رسائلَ "اسمية" بين القوات وعين التينة وارسالِ اسماءٍ للاختبارِ العَيني.. كما يتِمُّ تسييرُ دورياتٍ رئاسيةٍ بين معراب والتيارِ الوطني الحر لفحصِ الجينات المرشحة/ غيرَ أنَّ حبلَ الوُدِّ الرئاسي أَفْسَد للرئيس قضية، اذ لا تَتعدى عملياتُ الاستطلاعِ هذه اسلوبَ المناورةِ من دون ان نصلَ ايضا الى صاحبِ الفخامة يومَ الخميس/ وهذا يعززُ احتماليةَ تمديدِ الجلسةِ الى يومِ الجمعة وقد يحتاجُ النوابُ الى نهار السبت/ وامام الحالةِ السوريالية التي وَصَلها الموقفُ الرئاسي فإنَّ قوى المعارَضة أَبقت على اجتماعاتِها مفتوحةً معَ توجُّهٍ نحو البقاءِ على التمسكِ بمرشحِها الوزيرِ السابق جهاد أزعور اذا ما انعدمتْ فُرصُ وصولِ قائدِ الجيش/ اما الثنائيُّ الشيعي والتيارُ الوطني الحر فيَنتظرانِ مفاجأةً من "كمّ الساحر" الذي يلعبُ دورَه الرئيس نبيه بري/ وكما القوات والكتل المعارِضة لم تَستقرَّ على تسميةٍ، فإنَّ قوى الممانَعة تتصلَّبُ رئاسياً وترفضُ القفزَ الى نقطةِ الوسط او انها تنامُ على مخدِّرِ رئيسِ المجلس// الكلُّ في مأزِق ضالعاً ومتسبباً معَ استثناءِ كتلة جنبلاط/ والكلُّ يرمي حِملَه الرئاسي على الآخر.. يَرفضُ المَشُورَةَ الخارجية، ولا يقدِّمُ حلاً داخلياً/ يدعو المعازيم الى العُرس الرئاسي.. من دون العريس/ يؤكدُ حتميةَ قيامِ الجلسة وقعودِها.. ولا يَحسِمُ نتائجَها/ واذا كانتِ الرئاسةُ تُدارُ بعقلية "المافيا" فإنَّ مسرحَها في مجلس النواب/ وللمجلسِ رئيسُه الذي يمكنُه ان يلعبَ حَكَماً وليس طرفاً/ فيحسِمُ معَ نِصفِه الثاني اسمَ مرشحِهما بوضوح.. ويقفَلُ بابُ المزايدات من دون تسريباتٍ وتسويقِ اسماءٍ طائرة واخرى زاحِفة.