هربت إسرائيل إلى الأمام من الحساب الكبير/ فضربت سوق الحسبة في قلب مدينة صيدا بصاروخين محمولين على مسيرة، مستهدفة سيارة عند مدخل السوق ما أدى إلى سقوط شهيد وجريح من حركة حماس/ وجولة التصعيد النهارية بضرب بوابة الجنوب/ استبقتها إسرائيل بحرب نفسية ليلية أطلقتها بمسيرات ناطقة باللغة العربية احتلت أجواء القرى الحدودية بتحذيرات وتهديدات للسكان الآمنين الصامدين/./ وفي رسم تشبيهي للمشهد/ فإن مطار بيروت يستقبل ويودع/ "والريح بتصفر في مطار بن غوريون"/ وهو ما ينطبق أيضا على المستوطنات شمال الأراضي المحتلة/ إذ ومن المسافة صفر وللمرة الأولى منذ أحد عشر شهرا/ عاينت كاميرا الجديد الخط الأزرق بجولة حصرية مع أصحاب القبعات الزرق/ حيث تمت معاينة قواعد ومواقع اليونفيل/ ورصدت حجم الدمار الذي ألحقه الاحتلال بالقرى الحدودية/ فدخلت إلى طير حرفا والجبين/ ويارين ورامية ومروحين/ ومن هناك وعلى مرمى حجر/ وثقت خلو المواقع العسكرية الإسرائيلية/ وتواري الجنود إلى ما بعد بعد الحدود/./ أما الحرب بغاز الأعصاب/ فاندلعت على جبهتين في سباق تسلح تولى فيها قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا زيارة مقر سلاح الجو الإسرائيلي بعد رفده بسرب من طائرات أف 22 وأخواتها/ في حين أعلن الحرس الثوري الإيراني أن قواته البحرية حصلت على منظومات رادار جديدة وأنظمة الحرب الإلكترونية وعلى أحدث أنواع التجهيزات العسكرية المضادة لجميع الأهداف البحرية/ وعلى هذا المسار دخلت المنطقة مرحلة الانتظار الثقيل المخصب بأعلى درجات الاستنفار/ وفي مساعي اللحظات الأخيرة/ شق البيان الثلاثي القطري والأميركي والمصري ممرا بين نارين// اتكأت الثلاثية على المبادىء التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر شهر أيار الفائت ودعمها مجلس الأمن الدولي بقرار حمل الرقم 2735/ للوصول إلى صفقة تؤدي لوقف إطلاق النار/ على أن تستضيف القاهرة أو الدوحة الاجتماع في الخامس عشر من الشهر الجاري/ ونقلا عن مصادر مطلعة أفادت بأن الوسطاء الرئيسيين سيحضرون جولة المفاوضات وأن مدير سي آي إيه سيرأس الوفد الأميركي/ وإذ أكد ديوان رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي إرسال وفد لتحديد بنود وإطار الاتفاق/ لم يصدر لحينه أي موقف رسمي من حماس/ واكتفت مصادرها بالتأكيد للجديد على ثوابتها بوقف إطلاق نار دائم وانسحاب كامل من قطاع غزة بما في ذلك معبر رفح وعودة النازحين الى شمال القطاع وإبرام صفقة تبادل أسرى حقيقية/ أما حزب الله فقد أجرى عملية فصل للمسارين بتأكيد الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر بمعزل عن أي اتفاق/./ بيان الثلاثية الذي دخل في سباق مع الوقت بين الرد الإيراني ورد حزب الله/ قوبل بترحيب غربي وعربي ومن ضمنه لبنان/ الذي وجد فيه رؤيته لخفض التصعيد بالمنطقة/ معطوفا على ورقة سلمتها الحكومة اللبنانية إلى سفراء الدول المعتمدين في لبنان/ والتي حددت القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في الجنوب/ وخفض التصعيد وتجنب حرب شاملة/ مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس وفقا للقانون الدولي/./ وفي المحصلة واستنادا إلى تجارب المفاوضات السابقة فإن موافقة بنيامين نتنياهو على إرسال وفد للتفاوض لا يعني الموافقة على إبرام صفقة تفك صاعق الانفجار الكبير/وخصوصا أن سموتريتش أحد جناحي اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية وصف البيان بالمصيدة/ونتنياهو نفسه قال لمجلة "تايم" اخيرا ان لا وقف للحرب في غزة حتى تحقيق الأهداف/ وفي المقابل فإن جدارا عازلا من انعدام الثقة ارتفع بين الولايات المتحدة والمنطقة كونها شريكا في حرب الإبادة على القطاع لا وسيطا لوقف الحرب/ فهل أميركا اليوم غيرها ما قبل اغتيال القياديين اسماعيل هنية وفؤاد شكر؟؟