تقع منطقة الشرق الاوسط تحت فرضيات الحرب وتقدير مخاطرها وانواع صواريخها،/ وباتت القبة السياسية تسابق تلك الحديدية وتجري استدراج عروض لدول خطوط التماس مع اسرائيل وايران.// ولم تعط طهران ايا من الإشارات التي تثنيها عن الرد/ لكن القائم بأعمال الخارجية علي باقري قال من السعودية إن هذا الرد سيكون "مكلفا" لإسرائيل، ولكن في صالح "أمن المنطقة واستقرارها// وحصلت ايران في جدة على مواقف عربية واسلامية متقدمة في الإدانة من خلال اجتماع منظمة التعاون التي اعتبرت اغتيال إسماعيل هنية على الاراضي الايرانية انتهاكا صارخا لسيادة الدول// ومع استنفار المنطقة قياما وقعودا صاروخيا تحمل واشنطن سلاحين اثنين/: الاول لم يتخل عن دبلوماسية الهواتف الجوالة بين الدول لاقناع طهران بعدم التصعيد./ اما الثاني فهو حماية اسرائيل بحرا وجوا،/ إذ أعلنت القيادة الأميركية الوسطى أن طائرات "إف-22" وصلت إلى المنطقة كجزء من التعزيزات العسكرية الأميركية لمواجهة تهديدات إيران ووكلائها// وإذ يجتمع الكابينت في تل ابيب الليلة/ أطلقت اسرائيل العنان لمخيلتها بالرد،/ وقالت يديعوت أحرونوت إن السيناريو الأسوأ هو شن هجوم مزدوج من قبل إيران وحزب الله في آن واحد،/ وأوضحت أن تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى تضاؤل فرص الهجوم المزدوج، وأن رد إيران قد يتمثل في هجوم بمئات الصواريخ والمسيرات، في حين أن حزب الله قد يوجه ضربات رمزية ضد أهداف تقع إلى الجنوب من حيفا.// وقدرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الحزب سيكون البادئ في الهجوم الذي قد يستمر ساعات أو أياما، ويتوقع أن يكون هو الأوسع منذ انتهاء حرب عام 2006،/ وارتفع بنيامين نتنياهو فوق سطح الرد حتى وإن جاء مدمرا، وقال: "اتساع رقعة الحرب في غزة لتتحول إلى صراع إقليمي مخاطرة أدركها لكنني مستعد لخوضها". ولما كان نتنياهو يتطلع الى اليوم التالي في غزة بعد القضاء على حماس، اصبح على طاولة مجلسه العسكري بحث اليوم التالي ما بعد تسلم يحيى السنوار زعامة الحركة/ ويتوغل نتنياهو في الحرب على غزة من دون رادع/ ونفذ جيشه اليوم اربع مجازر بحق الفلسطينيين/ اذ سقط في الساعات الماضية ما يفوق الخمسين شهيدا معظمهم في مدارس ومخيمات لجوء وايواء//. وما يمكن نتنياهو من استمراره في بحر الدم هو اضافة الى الدعم الاميركي.. الصمت الغربي عن تحويل المواقف الى آليات فاعلة ضد اسرائيل/ فالغرب الذي يحذر ايران اليوم من مهاجمة اسرائيل.. لا يلقي المحاضرة نفسها على قادة العدو/ واذا كان الغرب مشاركا بصمت، فإن الولايات المتحدة أصبحت شريكا فاعلا في موقع أمامي وليس خلف اسرائيل . فوزارة عدلها التي فرضت اليوم عقوبات على ثلاثة اشخاص ايرانيين ضبطهم بدعم برنامج الاسلحة الايراني، لم ير عدلها أن اسرائيل ضبطها الإعلام الاميركي نفسه وعلى الهواء مباشرة تغتصب معتقلين فلسطينيين على ايدي الجنود الاسرائيليين/ والعدل الاميركي الذي اكتشف عن بعد آلاف الأميال ان ايرانيين يصنعون اسلحة، لم يتلق تصريح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي دعا إلى تجويع مليوني فلسطيني من مواطني قطاع غزة حتى الموت/ وبينما اعتبر زعماء من العالم ان كلام الوزير الاسرائيلي يعد جريمة حرب آثرت الولايات المتحدة عدم التعليق حتى ولو عبر ادانة الجائعين الفلسطينيين انفسهم.