هي ثورةُ 17 تِشرين في كانون .. فالقاضي الذي اندلَعَ اسمُه من شَرارةِ الثورة وزكّاهُ الرئيس سعد الحريري خَلَفاً بعد استقالتِه، عانى سنواتٍ سِتَّاً من استبعادِ المنظومةِ السياسية التي رَفضت مقترحاً فرنسياً في معادلة فرنجية سلام / رئيسُ محكمةِ العدلِ الدولية نواف سلام يُكلَّفُ رئيساً لحكومةِ العهد الاولى بحُكمٍ مُبرَم أصدرته الاستشاراتُ النيابيةُ الملزِمة التي عَكست مِزاجاً شعبياً مرحِّباً يتقاطعُ واهدافَ العهد/./ اربعةٌ وثمانون صوتاً مؤيداً لتولِّيهِ مَهامَّ رئاسةِ الحكومة في مقابلِ تسعةِ اصواتٍ للرئيس نجيب ميقاتي وخمسةٍ وثلاثين " لا تسمية" بينهم نوابُ الثنائيِّ الشيعي/./ ورئيسُ الليل ..مَحاهُ النهار/ اذ بات ميقاتي ليلتَه على وِسادة التكليف ليَطْلُعَ فجرُ الاستشاراتِ على الوسادة الخالية حتى من نوابٍ سَبَقَ أنْ أَعلنوا رسمياً تسميتَهم رئيسَ حكومةِ تصريف الاعمال/./ وانطلقتْ مراحلُ التغيير من اجتماعٍ عاصف للمعارضة أَفضى صباحَ الاثنين الى انسحاب النائب فؤاد مخزومي من مشهدِ الترشيح ما أتاحَ تقدمَ اسمِ سلام الذي أَخذ بالتمددِ طيلةَ نهارِ الاستشارات بما وُصف بالتسونامي ولاسيما بعد تأييدِ كتلة جنبلاط . ومن بعدها استَلحَقَ التيارُ الدخولَ في الأمواج النيابيةِ الجارفة والمؤيِّدة شخصيةً بيروتيةً عريقة . صاحبُ ديوان " الاصلاحُ الممكن والاصلاحُ المنشود" وَجَد نفسَه رئيساً في اثناء مغادرتِه الى لاهاي حيث سيرتِّبُ هناك تدابيرَ استقالتِه من محكمةِ العدل/ وسيعودُ سلام الى بيروت غداً ويجتمع ظهراً في قصر بعبدا الى الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري الذي لم يُدلِ بايِّ تصريحٍ يَعكِسُ توجُّهَ الثنائي في المرحلة المقبلة. فيما رَبطت كتلتا التنميةِ والتحرير والوفاءِ للمقاومة الموقفَ بمراقبةِ الخُطُواتِ والافعالِ في المرحلة المقبلة. وهي مرحلةٌ أَمَل الرئيس جوزاف عون انْ تكونَ سلِسةً وباسرعِ وقتٍ لأنَّ فرصاً كبيرةً تنتظرُنا. وسيكونُ العالمُ شاهِداً على هذه الفرص ،ومن بيروت التي يصلُ اليها الرئيسُ الفرنسي ايمانويل ماكرون يومَ الجمعة بحَسَب معلومات الجديد، وبعده يومَ السبت زيارةٌ للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش . هي رحلةٌ من لاهاي الى السراي .. ومن قلب بيروت " سلام ٌ" لبيروت .