الدُّخَانُ الرئاسيُّ الأبيض الذي أراده الرئيس نبيه بري تيمُّناً بمِدخنة الفاتيكان، لا يزالُ رَمادياً او بأفضلِ تقدير : بِلا لون وبلا شخصية . فعلى بُعد خمسةٍ وعشرينَ يوماً عن الجلسةِ الموعودة بدأت ترتفعُ غيومُ التريثِ والتأجيل وهو المسعى الذي تفضّلُه القواتُ اللبنانية بعدما فَرضت تَغييراتُ المنطقة واقعاً جديداً/./ وباتت معراب قِبلةَ المرشحين و" المطْهر" الالزامي لعبور المرشحين الممهورين بموافقة الكنيسة وبينهم فريد هيكل الخازن ونعمت افرام وابراهيم كنعان / لكنَّ رئيسَ حزب القوات سمير جعجع لم يغادرْ منطقةَ التريث، ويُجري حساباتِه رئاسياً على ساعةِ المنطقة وشرقِها الاوسط المتغيّر/./ لم يُفصِحْ جعجع حتى الآن عن ترشحه، وإنْ كان يُضمِرُ النيةَ لذلك .. وهو يقوم بدراسةِ الأسماءِ البديلة عن الترشحِ الشخصي، غيرَ أَنه لم يُعطِ سِرَّهُ لأحد.
وعلى الرئاسةِ وإعادةِ الإعمار يَفحصُ مُوفدانِ قطريانِ التربةَ السياسية في بيروت، التي وصلها وزيرُ الدولة للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي/ فيما يصلُ الموفدُ القطري أبو فهد جاسم آل ثاني غداً الثلاثاء لبحث مِلفات المستجداتِ السورية واللبنانية وعلى رأسها الاستحقاقُ الرئاسي// أما سعودياً فقد علمتِ الجديد أنَّ المملكة نقلتِ المِلفَّ اللبناني من المستشار في الديوانِ الملكي نزار العلولا الى أحدِ الأمراء. ومعَ تحركِ الموفدِين والدعواتِ المحليةِ والدولية الى التوافق، ازدادتْ أَعدادُ المرشحِينَ الذين ينظِّمُونَ جولاتٍ على المَقارِّ الفاعلة . واذ يتسبَّبُ هذا الازدحامُ باعادة خلطِ الاوراقِ الرئاسية، فإنَّ المتفائلَ الأولَ في الجُمهورية ظلَّ الرئيس نبيه بري، ويليه في الابتسامةِ الثانية المقرِّرُ الرئاسي وليد جنبلاط الذي زار بري ونَقل عنه انه مصِرٌّ على خروجِ الدُّخانِ الأبيض من جلسةِ الانتخاب في التاسعِ من كانونَ الثاني واضاف : "نعم أنا متفائل".
وعلمتِ الجديد أنَّ جنبلاط سيزورُ تركيا في الأيام المقبلة، قبل زيارتِه سوريا ولقاءِ قيادتِها الجديدة . وعلى جدولِ الرَّحَلاتِ الى انقرة، زيارةٌ سيقوم بها الرئيس نجيب ميقاتي الأربعاء للاجتماع بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان
يرافقُه وزراءُ الخِدمات على ان تليَها زيارةٌ الى مِصر / وقبْلَ الخارج يَطرحُ ميقاتي مِلفاتِ الداخل ولاسيما المتعلقة بسوريا على جدول اعمالِ مجلسِ الوزراء وستتصدرُ قضيةُ المخطوفين في سوريا النقاشَ الوَزاري/
اما الرئاسةُ فإنها تبحثُ عن كبيرِها ومرشحِها الاقوى، وَوَفقاً لشَهادةٍ من الرئيس ميشال سليمان : الرئيسُ لا يَدخُلُ كبيراً بل يَخرجُ كبيراً.