عنوان المقدمة: قطر المحاصرة ترفع الحصار عن لبنان
وآخرُ الغَيث أيضاً قَطر الدولةُ الآتيةُ مِن بينِ حِصارٍ ومقاطعة قرّرت أن تَفُكَّ عُزلةَ لبنانَ العربيةَ الخليجية وتشاركَ في القِمةِ الاقتصاديةِ على مُستوى أميرِ البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فشكراً قطر وحدَها لم تَعُدْ تكفي لأنّ عمليةَ الإنقاذِ السريعةَ التي قامت بها الدولةُ القطريةُ تمكّنت مِن انتشالِ لبنانَ مِن بينِ رُكامٍ قرّره العربُ بعدَ خرابٍ مِن صُنعِ اليدِ اللبنانية فقِمةُ بيروتَ غداً بعَلامةٍ قَطريةٍ فارقة وبتمثيلٍ أميريٍّ آثَرَ بحضورِه أن يرمّمَ فَجوةَ غيابِ العرب وأن تتحوّلَ الدولةُ الخليجيةُ المحاصَرةُ الى دوحةٍ مِن الحرياتِ في بيروت ليس غريبًا على قطر التي تعتمدُ "لَخويا" شعارًا سياسيًا أمنيًا اجتماعيًا لها أن تكونَ أُختَ لبنانَ وأمَّه وأباهْ في زمنٍ قرّرِ فيهِ العربُ أن يجعلونا ايتامًا سياسيين وأن يَعزِلوا هذا البلدَ لأنّه أساءَ التصرّف ولبنان الذي وُلد ذاتَ اتفاقٍ في الدوحة قبلَ أحدَ عَشَرَ عاماً يولَدُ مرة ًثانيةً بسببِ الدوحةِ التي "عوّمتنا" عربيا.ً. وأخذَ بيدِ بلدٍ صَدَرت بحقِّه أوامرُ مقاطعة "ومين متلنا بيجي لعنا" وإذا كانت قطر قد صنَعت اتفاقَ الدوحة سياسيًا عامَ ألفينِ وثمانية فإنّها شريكُ نصرِ تموزَ عامَ الفينِ وستة أمنيًا وتتمكّنُ بدبلوماسيتِها العابرةِ للدول أن تكسِرَ حِصارًا دَولياً ضِدَّ لبنان وتساعدَ في رفعِ هذا الوطنِ الجريحِ إلى قِمةِ الدولِ المُحتفيةِ بالانتصار واذا كانت قطرُ هي الدولةَ الخليجيةَ الكاسرةَ للحصارِ على لبنان فإنّ بيروتَ "تندم" على ساعةٍ قلّلت فيها من أهميةِ دولةِ موريتانيا وكلُّنا يذكرُ "الدلال" اللبنانيَّ الذي راح يتدّلى غُنجاً على قِمةِ "الأمل" الموريتانية في نواكشوط عامَ ألفين وستةَ عَشَرَ عندما شكت الوفودُ "فِقدانَ الرفاهية" وبحثَت عن إقامةٍ أكثرَ ترفيهًا في المَغرب عذراً اليومَ يا موريتانيا فقد أسأنا الفَهمَ السياسيّ ومزَجْنا بينَ الإقامةِ و"القامة" التي تمثلينها الآنَ رفيعةً بينَ الدول وغدًا قد يفِي الرئيسُ اللبنانيُّ ميشال عون الدولَ المشاركةَ على مستوى الرؤساءِ والأمراءِ حقَّها ويُعلنُ مبادرةً عربيةً تُترَكُ مفاجآتُها لحينِه ولأنّ القِمةَ أصبحت واقعًا، وفَرْضَ عَيْن فإنّ لبنانَ على المستوى الرسميِّ لن يألوَ جهدًا لإنجاحِ هذا الحدثِ إن على مستوى التنظيمِ أو الضيافة أو على مقامِ البيانِ الختاميّ حتى وإنِ اضُطُرّ الى أن يعاكسَ نفسَه وتصريحاتِ وزرائِه فالرئيسُ سعد الحريري كان اليومَ على تواصلٍ دائمٍ معَ وزيرِ الخارجية جبران باسيل نائيًا بنفسِه عن تصريحاتِ ومواقفِ وزيرِ شؤونِ النازحين معين المرعبي الذي "فتح على حسابه" من دونِ أن يَطَّلِعَ على سِجِلاتِ ولاداتِ النازحين في لبنان التي تكادُ توازي ولاداتِ اللبنانيين وعُلم أنّ التواصلَ المستمرَّ اليومَ بينَ الحريري وباسيل أفضى الى مبايعةٍ مِن رئيسِ الحكومة لوزيرِ الخارجية والذي أتي بالأمسِ بلوحةِ جلاءٍ جديدةٍ في الموقفِ مِن سوريا ولأننا "إن ما سهرنا ببيروت بنسهر بالشام" وأنّ قرقعةَ العاصمةِ هنا تُسمَعُ في دمشق فلم يبقَ على الرئيس ميشال عون ومعَ انفضاضِ القِمةِ غدًا سِوى أن يُعلنَ أنه سوف يستبقُ زيارةَ الرئيسِ الموريتاني لدمشق فيكونُ أولَ الواصلين.