ستة وستة سبت لن يتكرّر .. فالسادسُ مِن الشهرِ السادسِ ضربَ موعدًا لإعادةِ ترميمِ تاريخِ السابعَ عَشَرَ مِن تِشرين .. وإذ بشعارٍ يحمِلُ رؤوساً مسنّنةً يَدخلُ على يومِ التظاهرِ لمحاولةِ زرعِ الشِّقاقِ وتخويفِ الناسِ مِن شوارعِها غدًا نهارٌ للناس .. لكلِّ موظّفٍ صُرفَ من عملِه لمواطنينَ لن يَنتظروا إلى أن تتوافقَ أرقامُ وِزارةِ المالِ معَ تقاريرِ المَصرِفِ المركزيِّ لنستدينَ مِن صُندوقِ النقدِ الدَّوليّ .. لفئاتٍ شعبيةٍ تطاردُ لُقمةَ عيشِها وليس في بنكِ أهدافِها ملاحقةُ صواريخِ حِزبِ اللهِ الدقيقةِ وغيرِ الدقيقة غداً ليكونَ لنا غد ومستقبل أو على الأقلّ حاضرٌ مؤتَمَن .. لا يَضيعُ بينَ فيولٍ مغشوش وقضاءٍ غبِّ الطلَب وخيمةٍ سياسيةٍ فوقَ كلِّ مَطلوب .. وتعييناتٍ بالمكيولِ السياسيّ ..وتشكيلاتٍ تلتفُ حولَ عُنُقِها مشنقةُ حبال .. وكهرَباءَ جرَفها التيار .. وإصلاحٍ قام على معادلة " ما خلّونا" هذا كلُّه لا شأنَ له في أيِّ طلقةِ نار .. في أيِّ سلاحٍ وُجهتُه العدو.. في أيِّ توازنِ رعبٍ معَ تَرَسانةِ الأسلحةِ الإسرائيلية وفي جُمُعةِ الاختبار فإنّ مدينةَ صيدا التقَطَتِ الإشارةَ وسارَت في تظاهراتٍ رَفَضَت فيها أيَّ شعارٍ مشتبهٍ فيه يُحيّدُ الأهدافَ فيما انقسَمَت ساحةُ عبد الحميد طرابلس في طرابلس ساحتَين: واحدةٌ مطلبية والأخرى تَنشُدُ قطفَ السلاحِ وتنفيذَ القرارِ ألفٍ وخمسِمئةٍ وتسعةٍ وخمسين أما بيروتُ فكانت أقربَ إلى تشرينِها الأول وأعلنَت مجموعاتٌ عدةٌ أنّ مطالبَها تنحصرُ بشعبٍ أصبحَ نِصفُه فقيرًا مُعْدَمًا وسَطَ حكومةٍ حزبيةٍ مقنّعةٍ وقالت مجموعة "أنا الخط الأحمر" إنَّ لصقَ مطلَبِ نزعِ السلاحِ مشتبهٌ فيهِ ويهدِفُ الى خلقِ انشقاقٍ يمنعُ فئةً من اللبناينن من الانضمامِ الى إخوتِهم في المطالبة بأبسطِ حقوقِهم وترتفعُ قرقعةُ السيوفِ هذه فوقَ حِزبٍ لم يشأِ الرد .. يراقبُ المشهدَ بصواريخِ صمتٍ مدوِّية .. ما خلا موقفًا واحدًا سدّد صَلياتِه وزيرُ الصناعةِ عماد حب الله مِن معملٍ للأحذيةِ الدقيقة في بنت جبيل وهو سأل : عن أيِّ سلاحٍ تخليتم انتم عندما طالبتم بنزع السلاح ؟
وإذا كان ولا بد مِن موقِفٍ سياديّ فإنّ المنتشرينَ غداً بينَ المتظاهرين بهدفِ طرحِ مَطلَبِ نزعِ السلاح فلْيبدأُوا مِن الأجواءِ اللبنانية ولْيعترِضوا على خرقِها دوريًا من قبلِ طائراتِ العدوِّ الإسرائيليّ وآخرُ الخروقِ تلك كان ليلَ أمسِ عندما استعملت اسرائيل سماء لبنان طولا وعرضا انخفاضا وعلوا لتضرب مدينة مصياف في ريق حماه .
وإذا ما حوّلتم تظاهراتِ الغدِ الى الاعتراضِ على خرقِ السيادةِ اللبنانيةِ فإنّ لبنانَ كلَّه سيكونُ في طليعةِ المتظاهرين .. أما النزولُ الى الشارعِ لضربِ الشارع .. فهذا عدوانٌ آخرُ على حقوقِ الناس .