المقدمة
طريقُ دونالد ترامب الثانيةُ إلى البيتِ الأبيض أَقلعت ليلاً من مطارِ بغداد..في اعتداءٍ هو الأخطرُ على دولةِ العراق أوقعَ شهداءَ النُّخبة..قاسِم سُليماني وأبو مَهدي المهندس. قال ترامب كلَّ ما عندَه بالدم.. أجرَمَ حدَّ الاعترافِ والفخرِ بالقتلِ واغتالَ على الطريقةِ الإسرائيلية.. لكنَّ إيرانَ لم تَكشِفْ عن مخزونِها الثقيلِ في الردّ فيما أعلنَ البرلمانُ العراقيُّ جلسةً استثنائيةً الأحدَ لبحثِ الضربةِ الجويةِ الأميركية على أرضِ العراق. وقبل مراسمِ تشييعِه أَودعت إيرانُ في المِنطقةِ خلَفَ قائدِ فيلق القدس قاسِم سليماني واختارتِ الجنرالَ إسماعيل قاآني لاستكمالِ الطريقِ إلى القُدس وهو أحدُ أبرزِ قادةِ الحرسِ الثوريِّ في حربِ السنواتِ الثماني بينَ العراقِ وإيران الذي وجدت في سيرتِه الذاتيهِ أنه ملّمٌ بدولِ الجوار. وهذه الدولُ لم تخرجْ في المواقفِ عن ردودِ الفعلِ الداعيةِ الى ضبطِ النفسِ معَ اِبداءِ القلق لكنَ المواقفَ لم تستطعْ اَن تتجاهلَ اَنّ اغتيالَ قاسم سليماني وشبيهِه العراقيّ اَبو مَهدي المهندس قد وضع المِنطقةَ في تحوّلٍ إستراتجيّ وإنِ اختلفتِ التوقعاتُ حولَ السيناريواتِ المحتملة هذا الاغتيالُ يكرّسُ تبدلاً كبيرًا في قواعدِ اللعبة وقواعدِ الاشتباك.
لا أحدَ يريدُ الحرب، لأنّ الحربَ ستكونُ مدمّرةً على الجميع وهو ما حاولَ إبرازَه الرئيسُ الأميركيّ دونالد ترامب مشغلًا هواتفَه بكلِّ اتجاه لاسيما صوبَ المحرِّكِ الروسيِّ في المِنطقةِ معلناً أنّه يستبعدُ الحرب .. لكنْ مِنَ الصعبِ الافتراضُ أن طِهرانَ لن تثأرَ بمقتلِ مهندسِ نفوذِها الإقليميّ لأنّ كرامتَها مُسّت في الصميم. وستحاولُ الردَّ على المستوى نفسِه تحت سقفِ عدمِ الإنجرارِ إلى حربٍ مفتوحةٍ لا يرغبُ فيها أحد. ستلجأُ إلى أوراقِ الضغطِ في نِقاطِ تماسِّها معَ الأميركيِّ في المِنطقةِ مِن أفغانستان شرقاً إلى مكانِ الحدثِ في العراقِ نفسِه. ليلةُ المطار أدخلتِ المِنطقةَ في مسارٍ خطرٍ وحاسمٍ معَ توقّعِ تعديلٍ في قواعدِ الاشتباك .. فهل تنعكسُ هذ القواعدُ استعجالاً في تأليفِ حكومةِ لبنان؟ بالتمنيات أمَلَ رئيسُ الجُمهورية العماد ميشال عون أن تُبصرَ الحكومةُ النورَ الاسبوعَ المقبل بوجوهٍ مِن الاختصاصيين ما يعزّزُ ثقةَ الخارجِ والداخلِ في آنٍ واحد ويساهمُ في تعزيزِ الأجواءِ الإيجابيةِ لا سيما مع الدولِ الراغبة ِفي مساعدةِ لبنان وبالأفعال فإنّ الرئيسَ المكلّفَ حسان دياب يُخضِعُ تشكيلتَه للتعديلِ الأخير قبل أن يصعَدَ بلائحةِ الثمانيةَ عَشَرَ إلى قصرِ بعبدا .. مستبقًا ذلك بالاستماع الى الاراءِ السياسية لكن من دون أن تُلزمَه قيودُها لكنَّ الحربَ على الحكومةِ الطالعةِ نحوَ التأليفِ يخوضُها قطّاعُ الطرُق بالوان الحريرية السياسية تارة .. وقواتية تارة اخرى ..وهم لا يقطعونَ الشوارعَ على حكومةٍ ستخرجُ الى النور قريبًا بل على مواطنين يقعونَ رهينةَ طرقٍ مسلوبةٍ من احزابٍ قرّرت اَن تحارب دياب عبر عذاباتِ الناس.