عيديةُ الحكومةِ اللبنانية.. الصلاةُ جَماعةً في رِحابِ المملكةِ العربية السعودية// والهندسةُ السياسيةُ التِقْنية لزيارةِ الرئيس نواف سلام جاءت تحتَ العنايةِ المشددة/ طائرةٌ مَلَكية أقلّته من بيروت الى جُدة.. استقبالٌ اميري.. وصلاةُ العيد الى جانبِ وليِ العهدِ السعودي الامير محمد بن سلمان/ أفطرَ سلام على دعمِ بن سلمان.. وصلّى وسلّمَ على جموعٍ أحاطتهُ بالحفاوة.. وزكّى أعمالَه بوعودٍ اصلاحية والسيرِ على الصراطِ الحكوميِّ المستقيم/ وجاءَ شكلُ الزيارة وترتيباتُها المُعَدّةُ مسبقاً ليَمنحَ السلامَ السُعودي لبلادٍ تؤسِّسُ نهوضَها من جديد// وخلفَ الشكل.. فإن السعودية تقولُ لرئيسِ الحكومة: انتَ لستَ وحدَكَ، والمملكة تراقبُ مشهدَكم.. لكنّ المسار دونَه اجراءاتٌ على اللبنانيين اتخاذُها/ وأَبلغَهُ وليُ العهد الامير محمد بن سلمان أنّ السعودية تقفُ دائماً إلى جانب لبنان، وهي حريصةٌ على استعادةِ ازدهارِه في المجالاتِ المختلفة، من خلالِ إرساءِ الأمنِ والاستقرار، وإجراءِ الاصلاحاتِ الضرورية، داعياً إلى وجوبِ الاستفادة من كلِ الفرصِ المتوافرة اليوم لتحقيقِ ذلك وللخروجِ من الأزَماتِ المستمرة// وردَّ سلام بالتأكيدِ أنّ حكومتَهُ ماضيةٌ في بسطِ سلطتِها على كاملِ أراضيها بقُواها الذاتية، وَفْقَ ما جاء في اتفاقِ الطائف، بما يحقّقُ سلامةَ البلادِ واستقرارَها، ويوفّرُ بيئةً آمنة للمستثمرين والسُيّاح// عادَ سلام الى بيروت مترقباً نتائجَ زيارةِ مكّة المُكرَّمَة والمُكرِّمة.. لكنّ مكّةَ أدرى بشِعابِ بيروتَ وتشعباتِ ادارتِها للسلطة.. وهي تنتظرُ بدورِها اصلاحاً يَغسِلُ زمنَ الانهيارِ بكلِّ ما احتواهُ من أزّمات// واليوم فإنّ الخروقاتِ الاسرائيلية للبنان تشكّلُ ايضاً عاملاً ضاغطاً على الحكومةِ والعهد.. وقد حَمّل رئيسُ حكومةِ العدو الدولةَ اللبنانية المسؤوليةَ عمّا يَخرُجُ من أراضيها/ وتَبعاً للمساراتِ الاميركية ولجانِها التفاوضية التي تطرَحُها على لبنان.. فإنّ الحلول غيرُ منظورة في المدى القريب/ فالضغطُ الاميركي سيستمر.. والعدوانُ الاسرائيلي سيَتخذ الفَ ذريعةٍ وذريعة للضربِ بالنار/ لكنْ اذا بَحث لبنان عن مخارجَ لهذه الضغوط فإن الحلولَ تبدأُ من وضعِ الاستراتيجيةِ الدفاعية او استراتيجيةِ الامنِ الوطني على الطاولاتِ الرسمية، من مجلسِ الوزراء بحضورِ رئيس الجمهورية الى مجلسِ النواب الحاضنِ جميعَ مكوّناتِ البلد/ ومتى وُضعت هذه الاستراتيجية قيدَ البحث يمكنُ للبنان ان يقدِّمَها للطرفِ الاميركي وابلاغُه أنّا بدأنا مرحلةَ الحل لسلاحِ حزبِ الله، ويطلب انسحابا اسرائيليا فوريا من اراضينا المحتلة دون قيد او شرط.