دوّت صفاراتُ الانذارِ الجمركيةُ في العالم إيذاناً بإعلان الرئيسِ الاميركي دونالد ترامب هذه الليلة "يومَ التحرير" كاسِراً القواعدَ التجاريةَ القائمة منذ عقود// الدولار اولُ الاساطيلِ المنتظِرة على ميناء ترامب الجمركي.. يليه النِفطُ الجالسُ على بَرميلِ بارود.. ثم الدولُ والكِياناتُ التي ستعامِلُ اميركا بالمِثل وبينها اتحادٌ اوروبي يستعدُّ للرد على مصادرِ النيران// أمُّ المعاركِ التجاريةِ يطلقُها ترامب تنفيذاً لما توعَّدَ به في حملتِه الانتخابية، معَ فرضِ رسومٍ جمركيةٍ جديدة هدفُها افتتاحُ "عصرٍ ذهبي" للولايات المتحدة، على ان يَسريَ مفعولُ هذه الرسوم فور اعلانِها لتنهِيَ "نهبَ اميركا" حَسَبَ ما اعلنت كارولين ليفيت المتحدثةُ باسم البيت الابيض// العالَمُ تأهَّبَ للقرار/ ضَبابيةٌ في الاسهم/ تراجُعٌ في ثقة المستثمرين والمستهلكين والشركات/ تباطؤُ النشاطِ الاقتصادي/ ارتفاعُ الأسعارِ في اميركا نفسِها/ وبورصةُ وول ستريت نَكَّسَت أعلامَها/ لكنَّ ترامب يغامرُ بين سَهمَينِ اثنين اقتصاديٍّ وناري ولاسيما تلك التي يهددُ بها بضربِ ايران ما لم تحضُرْ الى طاولة التفاوض/ وبالقلم الذي سيوقِّعُ به الرئيسُ الاميركي على الرسومِ الجمركية حول العالم، فانه يلوِّحُ به توقيعاً على قصفِ ايران، فيما تردُّ طهران بتهديد استهدافِ جزر تشاغوس التي تضمُّ قاعدة دييغو غارسيا الأميركية- البريطانية إذا تَعرضت لهجومٍ أميركي/ وامامَ قرقعةِ السيوفِ هذه، فانَّ لبنان يَنتظرُ الآلةَ الدبلوماسيةَ الاميركية ليُعيدَ ترتيبَ اتفاقِ اطلاق النار المخروق يومياً من اسرائيل/ ومعَ ترقُّبِ عودةِ المبعوثةِ الاميركية مورغان اورتاغس الى بيروت، فانَّ اتصالا جرى بين الرئيسين ايمانويل ماكرون ودونالد ترامب للتخفيفِ من حِدة التوتر بحَسَبِ مصادرِ الجديد/ وقدَّمَت باريس مقارَبةً مختلفة لنزع سلاح حزبِ الله لم توافِقْ عليها واشنطن/ ومن هنا يُتوقع ان تأتيَ مورغان بلُغةٍ عاليةِ السقفِ لجهة ضرورةِ التزام لبنانَ بالاتفاق، وإلَّا فانَّ واشنطن ترى أنَّ استمرارَ التصعيدِ الاسرائيلي هو دفاعٌ عن النفس/ أمَّا حِيالَ السلامِ معَ اسرائيل فإنَّ المبعوثةَ الاميركية ستَجِد أنَّ نائباً واحداً في البرلمان اللبناني قد أيَّد التطبيعَ هو الحاج وليد البعريني ولكنْ بشروط/ ولمّا استَدعَتْ لجنةُ الخارجية النيابية وزيرَ الخارجية يوسف رجي اليومَ لسؤالِه عن التطبيعِ والخروقاتِ الاسرائيلية، فقد انشغلَ الصِحافيونَ باسئلةٍ للوزير عن تطبيعٍ بمفعولٍ رجعي مع دولةِ المغرب/ والوزيرُ الذي وَصف نفسَه خلال غزوةِ الخارجية "بالتيس" استخدَمَ هذه الصفةَ في الأجوبة.. وعبَرَ عن فضيحةٍ عمرُها ثماني سنواتٍ نافياً تفاصيلَها// ردُّ رجي في المسائلِ الشخصية جاء صُلباً بخلافِ المسائلِ الوطنيةِ وقضايا النزاعِ معَ اسرائيل والتي تطلبُ منه اجوبةً دبلوماسيةً لكنه آثَرَ في كلِّ مرةٍ أنْ يَعتمدَ الردودَ الحزبية .وبصلابةٍ مالية يَعتزمُ وزيرُ المال ياسين جابر التوجُّهَ الى واشنطن هذا الشهر مزوَّداً باوراقِ تفاوضٍ جديدةٍ مع صُندوق النقد لدولي كما يلتقي خلال الزيارةِ مسؤولينَ في البنكِ الدولي.وقال جابر للجديد إنَّ المواضيعَ الملحة المفترض بتُّها محلياً هي التعديلاتُ على قانون السرية المصرفية في مجلس النواب واعادةُ تنظيم العمل المصرفي الذي سيتمُّ طرحُه يومَ الجُمُعة في مجلس الوزراء