غداً لسيِّدِه قريب / فمِن غُروبِ يوم الجُمُعة في السابعِ والعشرين من ايلول حتى ظُهرِ الثالثِ والعشرين من شُباط سيَخرجُ الامينُ العامُّ السابق لحزبِ الله السيد حسن نصرالله من التراب الى الناس فالترابِ الاخير. اكتَملت تحضيراتُ التشييع ووصلَ الجنوبُ والبقاعُ الى بيروت/ في اوسعِ مشارَكةٍ تقارِعُ الطبيعةَ ومُناخَها وتعانِدُ رياحَها لحضور مراسمِ جَنازة الامينَين . هو الاحدُ المَشهود الذي سيُسَجَّى فيه جسدُ السيد حسن نصرالله على مِنصةِ ومُدَرَّجاتِ مدينة كميل شمعون الرياضية في رسالةٍ جاءت بالاسم والجغرافيا أنَّ مَن استُشهد على طريق القدس .. ودَّعَته جموعُ الحاشدين على طريق مدينةٍ لكلِّ الوطن/./ الدولةُ في حالةِ تأهبٍ قصوى أمنياً / التنظيمُ الحزبي يواكبُها ميدانياً /والوفودُ يتوالى وصولُها عبر المطار وبعضُها مَشياً على الاقدام من البقاع والجنوب / ومع تأكيدِ مشاركةِ رئيسِ مجلس النواب نبيه بري فإنَّ رئيسَ الحكومة نواف سلام كَلَّف وزيرَ العمل محمد حيدر تمثيلَه في مراسِم التشييع /وبعد خمسةِ اشهرٍ على الاستشهاد وعمليةِ الاغتيال الاسرائيلية بقنابلَ تَزِنُ ألفَي رَطْلٍ وخمسٍ وثمانين قُنبلةً خارِقةً للتحصينات، فإنَّ مسؤولين في الحزب اكدوا أن جسدَ نصرالله كاملٌ ولا يوجدُ فيه أيُّ خَدْشٍ وهو قضى نتيجةَ الضغطِ ولم يُصَب بجروح/./ ومع خليفتِه في الامانة وشريكِه في الدماء الحزبية والعائلية سيدخلُ نصرالله بصُحبة ابنِ عمَّتِه السيد هاشم صفي الدين الى مِنصة المدينةِ الرياضية ليجولَ النعشانِ في مِضمارِ ألعابِ القوى وصولاً الى المسرح حيث مراسمُ التشييعِ المتضمنة فِقراتٍ سبعاً. وفي ألعاب القوى خارجَ الملعب فإنَّ اسرائيل التي اغتالت رجلاً هَزَمها يوماً , ستراقِبُ مسارَ رحيلِه حتى الأمتارِ الاخيرة، وستُحَركُ شبكاتِها الفضائيةَ التجسسية لتَطوفَ فوق مواكبِ المشيِّعين، لكنَّ التحديَ الاقوى انْ يَحتفظَ طُوفانُ الناس بالقدرة على ضبط المسارات وعدمِ السماحِ لايِّ حَدَثٍ عابر انْ يسيطرَ على هالة الحدثِ الأسمى/./ فغداً ..طقسٌ ماطرٌ بناسه , عاصفٌ بمُحِبي السيد.. الذي "حزنه هذه المرة.. هز الدني" ، ولذلك فإنَّ جمهورَ الاحد ستقعُ عليه مسؤولياتٌ وسلوكياتٌ لتمرير نهارٍ .. ستَجري من تحته انهارُ المشيِّعين . وبالمسؤوليات الوطنية فإنَّ لبنانَ الرسمي يعلنُ معَ كلِّ وفدٍ عربيٍّ وغربي تمسُّكَه بتحرير ارضه/ وامام وفدٍ آخَرَ من الكونغرس الاميركي قال الرئيس جوزاف عون إنَّ الاستقرارَ في الجنوب وعلى طول الحدود، يتطلبُ انسحابَ الاسرائيليين من التلال التي تمركزوا فيها واعادةَ الاسرى اللبنانيين مؤكّداً أنّ "الجيشَ اللبناني انتشر في القرى والبلدات التي انسحب منها الإسرائيليون وهو جاهزٌ للتمركز على طول الحدود، وفيما يبتزُّ الاسرائيليُّ لبنانَ في نِقاطِ الاحتلال فإنه يُصفَع من كتائب القسام عند كلِّ مرحلةٍ من مراحلِ صفْقة التبادل / فمن صورة نتنياهو في مشهدية مصَّاصِ الدماء .. الى تعمُّدِ التسليم في مناطقَ سبقَ أن بَحثت فيها اسرائيل عن أَسْراها ودَمرت بُنيتَها .. وصولاً الى السلاح المرفوع لحماس في غزة جاء اليومَ مشهدٌ مختلف صَعَق القادةَ الاسرائيليين عندما قبّل الأسيرُ الإسرائيلي المفرج عنه عمير شيمتوف / رأسَ عنصرَينِ من كتائبِ القسام على مِنصة التسليم في النُّصَيْرات/
قُبلةٌ كان لها وقْعُ القنبلةِ التي انفَجرت في وجه عدوٍّ نَسِيَ اثنينِ من أَسراهُ وتَعمّدَ تجاهُلَ المطالَبةِ بهما لانهما ليسا من صُلبهما .