دخل العامُ الحالي في صمتٍ سريري، مخلّفاً وراءَه أزَماتٍ في غرفِ الإنعاش/ بقعةٌ صغيرة بحجمِ دمعة، تُمحى من الوجود وتُدعى "غزة"،/ ضُربت منظومتُها الِصحية عن بَكرةِ "شفاء" و"معمداني" إلى "كمال عدوان"، الذي اغتالته إسرائيل مرّتين في العدوان على مشفىً يَحمِلُ اسمَه/ تدميراً وحرقاً وتنكيلاً بالمرضى/ وأجبرهم الاحتلال على خلعِ ملابسِهم ومواجهةِ الصقيع بأجسادِهم/ واعتدى بالضرب على الطبيب حسام أبو صفية وقام باعتقالِه// بهذه الصورة يُختتَمُ مشهدُ عامٍ تَركَ شعباً في عَراءِ الموتِ اليومي، وبردِه القارس الذي اختَطف أرواحَ أربعةِ أطفالٍ رُضّع/ وعلى هذا المشهد تَحتفلُ الإنسانية ودعاةُ الحقوق المدنية وتَرفعُ الأنخاب// أما لبنان فيَلُفُّ أزَماتِه بضمّادات، مدةُ صلاحيتِها على وشكِ الانتهاءِ.. ويَرتشفُ آخِرَ جُرُعاتِ الكأسِ المُرّة، ليَملأَ الفراغَ بالفراغ الى حينِ موعدِ الاستحقاق في التاسع من أولِ الشهور// وعلى مَسافةِ الأيامِ الفاصلة تتراكمُ الحسابات وتُجدوَلُ المواقف.. و"الزايد خي الناقص"، في استحقاقٍ كَثُرَ مرشّحوه.. والمطلوبُ واحد: التوافقُ على اسمٍ كممرٍّ إلزامي للعبورِ نحوَ انتخابِ رئيس.. وهو ما نُقِلَ عن الرئيس نبيه بري أن موعدَ الجلسة ثابت، وأنها ستكونُ مثمرة، والعملُ متواصلٌ في هذا الاتجاه// والجَناحُ الثاني للثنائي في موقفٍ أَطلقه النائب حسن فضل الله خلالَ مراسِمِ تشييعِ شهداءِ "عيناثا"، حيث أكد ان القواعدَ الدُستورية هي مَن تُحدِّد النِصاب وعددَ الأصواتِ المطلوبة لفوزِ أيِ مرشح.. وحتى اللحظة ما من مرشّحٍ يَحظى بأكثريةِ مجلسِ النواب/ أما عن مساعي الخارج فرحّب فضل الله بمساعدةِ الدول، معَ رفضِ أيِ إملاءاتٍ أو شروطٍ خارجية.. ولن يأتي رئيسٌ للجُمهورية إلا بإرادةِ المجلسِ النيابي// وسَجّلت القواتُ اللبنانية أعلى رصيدٍ في الدعوةِ إلى عقدِ جلسةٍ مفتوحة ومتتالية لانتخابِ رئيس/ وقال جعجع: تبيّن لي شخصياً أن مِحورَ الممانعة لا يريدُ العماد جوزيف عون، وبطبيعةِ الحال التيارُ الوطني الحر أيضًا لا يريدُه، وهم يخطّطون لإسقاطِه في الانتخابات"، واضاف: "المنظومة" تعمل ليلًا نهارًا لتهريبِ رئيسٍ للجُمهورية لا يحقِقُ طموحاتِ الشعب اللبناني، إنما يَضمنُ لهم استمرارَ المرحلة الماضية.. وفي المقابل نحن مستمرّون في العمل بكلِ جِدية لمنعهم من تحقيقِ ذلك، ولن نسمحَ لهم بإعادةِ إحياءِ أنفسِهم من جديد من خلالِ رئيسٍ ينفّذُ أجندتَهم/ والاكتشافُ الذي أورده جعجع واقعيٌ وعلمي ومتوافرٌ في "وَحدةِ الساحات الرئاسية"،/ ولكي يَضمنَ الحكيم احباطَ مساعي الثنائي الشيعي والحليفِ العوني، فإنّ اقصرَ الطرق هي في تبنّيه العماد عون رئيساً.. وافشالِ المؤامرات على تهريبةٍ رئاسيةٍ قادمة/ وسيَضمن جعجع في هذه الخُطوة أنه يرشّحُ العمادَ الثاني نقيضَ العمادِ الاول.. وسيكون قائدُ الجيش بأصواتِ القوات الوافرة قد نالَ تأييدَ اكبرِ قوّةِ مسيحية ودعمَ "الجُمهورية القوية"،/ وإذا كان خِيارُ قائدِ الجيش مستبعَداً من القوات، فإنّ لدى جعجع مِروحةً واسعة من الاسماءِ التي اصبحت مشاريعُها الرئاسية في التداول، وتتقاربُ طروحاتُها مع مواصفاتِ معراب/ رَشّحَ.. او تَرشّحَ او تبنّى ترشيحاً/ اما الاستمرارُ في المِنطقةِ الرَمادية فهو ايضاً تعطيل، وقد يؤدّي الى تطييرِ جلسةٍ أَصبحت موعودةً برئيس.