يحتدمُ صراعُ نفوذِ الدول فوقَ حلب، حماه وإدلب.. ويهدّدُ محافظاتٍ سوريةً ظلّت في حمايةِ تفاهمِ خفضِ التصعيد لسنوات/ والنزاعُ المسلح حَركّ روسيا جواً.. وقادَ ايران الى دمشق براً.. واستَنفرَ تُركيا على الحدود، والعراق عَبْرَ الهاتف.. ودَفعَ بإسرائيل الى نشرِ قُبّتِها السياسية معَ اميركا للتشاورِ في مرحلةِ ما بعدَ الغزوةِ المسلحة/ فبنيامين نتنياهو تَركَ أسراه وغزة وخروقاتِه في لبنان، وجلسَ على خرائطِ الـM4 والـM5، وأَعلن انه يتابعُ عن كثَب ما يَجري في سوريا.. لكنه لا يتابعُ وحسْب، بل إن حجمَ التنسيق يُظهِرُ أنه قائدُ المعركةِ الخلفية// وعلى المسرحِ السوري فإن ايران تُشكّكُ بروسيا، وتُركيا تتّهمُ اميركا، وواشنطن تعلنُ انها لم تكُن متورطة.. وممثلٌ لسوريا الديمقراطية يقول إن ما جرى لم يكُن حركةً اعتباطية، فالحربُ الإسرائيلية ضِدَ حزبِ الله في لبنان، والهجماتُ المستمرة في سوريا ضِدَ إيران، واستغلالُ الضعفِ الإيراني، والتحذيراتُ التي أطلقها نتنياهو للرئيس الأسد، كلُها عواملُ مَهّدتِ الطريقَ أمامَ ما يَحصُل الآن// وبتناسقِ في التقدير اعتبر وزيرُ الخارجية التُركي هاكان فيدان أن شُريانَ حياةِ الجماعاتِ الإرهابية في المِنطقة هو في أيدي الولاياتِ المتحدة، ولا يمكن أن يستمروا حتى ثلاثةِ أيامٍ من دونِ دعمِ اميركا/ والتقديراتُ كلُها صحيحة، معَ فارقِ ان تركيا واميركا هما في شُريانٍ غذائيٍ واحد للفصائلِ المسلحة التي تَضغطُ على ايران وحزبِ الله في سوريا/ وتمنعُ بدورها شرايينَ الامداد من طِهران الى دمشق فبيروت/ اذ تطوّقُ الفصائل معاقلَ النفوذِ الايراني والحزب، اضافةً الى تمدّدِها في مناطقَ ما بعدَ حلب/ فيما تُفعّلُ اسرائيل نظامَ حرسِ الحدود الجوي/ اذ قالت يديعوت احرونوت إن الجيشَ الاسرائيلي منعَ طائرةً ايرانية من الهبوطِ في سوريا للاشتباهِ في انها تَحمِلُ اسلحةً لحزبِ الله// هي جيوشُ الدنيا فوقَ سوريا وعلى ارضِها.. وقد اشتدَّ ساعِدُ الاسد بالاتصالاتِ الدبلوماسيةِ العربية، وبقولِه إن الإرهابَ لا يَفهمُ إلا لغةَ القوة.. وهي اللغةُ التي سنَكسِرُها ونَقضي عليه بها أياً كان داعموه ورُعاتُه// وعلى مرمى حربٍ من لبنان، فإن هذا البلدَ لا يزالُ يتخبّط في مهلةِ الستينَ يوماً من دونِ ان تلتزمَ بها اسرائيل/ اما لجنةُ المراقبة المشرِفة على التطبيق فسيكونُ مقرُّ اجتماعاتِها في الناقورة/ وتؤكدُ معلوماتُ الجديد ان الجيشَ اللبناني أصبح جاهزاً للانتشار، وأنه قرّرَ اختصارَ المراحلِ الثلاث بمرحلةٍ واحدة، وبدأ بتنفيذِها وتمكّنَ من استلامِ شمَع مَقرِّ قيادةِ الجيش في القطاعِ الغربي/ ومعَ انخراطِ قائدِ الجيش في هذه المَهماتِ الصَعبة.. فإنّ اسمَ العماد جوزيف عون بدأَ ينسحبُ على مراحلَ من معركةِ الرئاسة، الا اذا استَجدَّ أمرُ اليومِ الرئاسي من جهاتٍ نافذة محلياً ودولياً/ لكنْ في المقابل لا تَقدُّم لأيِ اسمٍ آخَر، باستثناءِ القراءات في الواقعِ السياسي ما بعدَ اتفاقِ وقفِ اطلاقِ النار/ ففرنسا الباعثُ الاول على ترشيحِ سليمان فرنجية لا تزالُ في مَيدانِ زغرتا.. وجان إيف لودريان يقترحُ الذهابَ الى الجلسة بإسمين او ثلاثة/ وإذا ما طبّقنا هذا المَسار على ارضِ الانتخاب فسيكون نبيه بري ونعيم قاسم وجان ايف لودريان في خندقٍ واحد/ لاسيما إذا ما ارادت فرنسا منحَ بري مكأفاةَ نهايةِ الحرب.. وتحرّكت اميركا لطرحِ المساومة الثانية عَبْرَ استدراجِ عروضِ اعادةِ الاعمار وموافقةِ رئيسِ المجلس على الترسيم ونِقاطِه الثلاثَ عَشْرَةَ البرية/ وفي الفرضيات ان الولاياتِ المتحدة متى قرّرت نزعَ سلاحِ حزبِ الله فإن سليمان فرنجية سيكونُ الرجلَ الذي حَمى ظهرَ المقاومة، وسيفاوضُ ليس باستخدامِ الـ1559 بل بالاستراتيجيةِ الاقرب الى قناعاتِ الحزب/ وسيُضافُ الى ِكل هذه العوامل تعيينُ دونالد ترامب ابنَ كفرعقا الشمالي ذي الهواء الاخضر بولس مسعد مستشارا رفيعا لشؤون المنطقة العربية والشرق الأوسط/ وفي التعريف عنه قال ترامب ان مسعد هو صانع صفقات وداعم ثابت للسلام.. فهل تبدأ رحلة السلام من زغرتا ؟