التاريخُ يُعيدُ نفسَه.. دولٌ وجماعاتٌ على سطحِ سوريا واحدة. روسيا وايران وسوريا في مواجهة اميركا وتركيا وفصائلَ مسلحةٍ أُميتتْ زمناً.. ورُمِّمَت عِظامُها بسلاحٍ متطور بعضُه اوكراني/ موازينُ قوىً دوليةٌ اقليميةٌ تحارِبُ في حلب وحماة وادلب وتَنتزعُ مدناً وقِلاعاً ومطاراتٍ وتُسقِطُ اتفاقَ خفضِ التصعيد وتَضرِبُ تفاهماتِ بوتن- اردوغان/ معركةٌ لعبت بالخرائط وأَطاحت سنواتِ التفاهمِ في آستانة.. ومؤتمراتِ سويسرا وعشراتِ البياناتِ الصادرة عنها / عمليةُ ردعِ العدوانِ التي أطلَقَتها مجموعاتٌ مسلحةٌ مدججةٌ بالدعمِ الدولي انما هي عمليةٌ لردعِ الرئيس بشار الاسد وتقليصِ نفوذِ فلاديمير بوتن وضربِ القواتِ الروسيةِ بالايرانية.. وإعادةِ إنتاجِ رجب طيب اردوغان زعيماً في ساحاتِ المعارَضةِ السورية.. وملاحقةِ حزبِ الله من لبنانَ الى حلب، وتخلُصُ الاهدافُ الى الضغط على الاسد لتطبيق القرار 2245 الصادر قبل تسعةِ اعوامٍ والذي يدعو إلى تشكيلِ حكومةٍ انتقالية وإجراءِ انتخاباتٍ برعايةٍ أممية/ لكنَّ هذه الحساباتِ الدوليةَ جاءت على الارض تهجيراً آخَرَ للسوريين ونزوحاً الى المحافظات الآمنة، بعدما فَرض المسلحون السيطرةَ على مناطقَ واسعة في إدلب وحلب شمالَ غربِ البلاد وحماه معَ انسحاباتٍ للجيش السوري/ ما يُنذِرُ بإشعال جبهةِ شمالِ شرقيِّ البلاد الخاضعةِ لـقوات سوريا الديمقراطية-قسد، المدعومةِ من قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتِ المتحدة الأميركية/ وعَززتِ المعارضةُ مكاسبَها في حلب/ فسيطرت على مطارها الدولي/ وقَطعت طريق حلب-الرقة الدولي إلى جانب سيطرتِها بالكامل على محافظة إدلب ومطار ابو الضهور العسكري جنوبا، بعدما استَحوذت على مدينة مَعَرَّة النُّعمان الاستراتيجية جنوبَّي المحافظة ومدنٍ وبلداتٍ عدة/ ويقود هذا الترهُّلُ الى جيشٍ سوريٍّ كان يَمنحُ ساحتَه الى جيشٍ روسي .. والى جيش روسي يقيمُ نزاعاتٍ معَ فصائلَ ايرانية/ فتسلَّلَ الارهابُ من الخاصرةِ الضعيفة للثلاثي السوري- الايراني- الروسي، وبدأت الاتصالاتُ بعد فوات الاوان/ إذ يزورُ وزيرُ الخارجية الايرانية عباس عراقجي دمشق الاحد ويتوجه من هناك الى انقرة وسَطَ اتهاماتٍ من طهران الى اميركا واسرائيل بنشر الارهاب. وقال رئيسُ مجلسِ الشُّورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف إن "التحركاتِ الجديدةَ للجماعاتِ الإرهابيةِ التكفيرية هي جُزءٌ من مخططِ الولايات المتحدة والكِيانِ الصُّهيوني غيرِ الشرعي/ يَحدُث ذلك على مرمى دولةٍ لبنانية لا تزال تحت الارهابِ الاسرائيلي الذي يفتِكُ ببنود اتفاق وقفِ اطلاق النار يومياً وتضبط النفسَ لردع العدوان المتجدد على قراها الجنوبية/ خروقاتٌ عدة ومسيّراتٌ تلاحِقُ المدنَ والمواطنين في مجدل زون والبيسارية ورُب تلاتين وقصفٌ على مشروع الطيبة والناقورة وغاراتٌ على حُولا وشقرا حيث سقط شهداءُ وجرحى/ وحتى الساعة فإنَّ لبنانَ يكتفي بالنداءات ، اما المقاومةُ فهي تتحضرُ لتشييع قائدِها الشهيد السيد حسن نصرالله الذي اقيمت لروحه اليومَ وقفةُ نورٍ في مكان استشهادِه ، ولكنَّ مراسمَ تشييعِه لم تتحددْ بعد.
في وقتٍ بدأت مراسمُ انتخابِ رئيسٍ للجمهورية ضِمنَ جلسةٍ تبعُدُ عنا مَسافةَ اربعينَ يوماً ..وفيها ستتكوَّنُ جيناتُ سيد بعبدا ومواصفاتُه وصورتُه التشبيهية . الاسماءُ بدأت تنفضُ عنها غبارَ الترشيح .. لكنَّ ايَّ اسمٍ سيحتاجُ الى توافقٍ لا يزال مفقودا ويحتاجُ في نهايتِه الى روحٍ قُدُس .