تقدمت سوريا المشهد ... وبتراتُبيةِ الجبَهات حَلَّت في المركَز الأول بعد هُدنة الستين يوماً بين لبنان وإسرائيل وخمسِ سنواتٍ من هدوءِ منطقةِ خفضِ التصعيد/./ في لحظةٍ مِفصلية على مقياس الساحات/ نَزِل الشمالُ السوري مجدَّداً إلى الساحة/ وعادت حلب وريفُها إلى دائرة النار/ عند تقاطُعِ الدولِ ومصالحِها/ ./ فبعد انكفائها وخروجِها من مناطقِ وجودِها في حلب وإدلب / عادت فصائلُ المعارضةِ المسلحة الى المَيدان بدفعٍ دوليٍّ اقليمي وبِحُرية حركة على اثر تراجُعِ نفوذِ ايران وحزبِ الله في سوريا / وانتشرت معلوماتٌ وتقاريرُ عسكريةٌ تتحدث عن قيامِ خبراءَ وضباطٍ أوكرانيين بتدريبِ الفصائلِ المنضويةِ تحت لواءِ هيئةِ تحرير الشام وتزويدِها بالسلاح والمسيّرات / وكان ذلك على مَسافةٍ قصيرة من رفضِ الرئاسةِ السورية تطبيعَ العلاقاتِ معَ تركيا على الرَّغم من وَساطةِ الكرملين واجتماعاتِ بغداد بين وفدينِ من الطرفين//. وتعذَّرَ لقاءُ الأسد أردوغان لانعدامِ الثقة بينَهما واشتراطِ الرئيسِ السوري الحفاظَ على سيادة البلاد ومكافحةِ الإرهاب والنظرِ في عودةِ اللاجئين قبل مدِّ اليد/./ وفي خلاصة المشهد / فإن فصائلَ المعارضةِ السورية لم تكنْ لتحرِّكَ جمرَ جبهة الشمال لولا الضوءُ الأخضرُ الخارجي مصحوباً بشِحْناتِ الأسلحة التي وصلت إلى هيئة تحرير الشام وأخواتِها/ في لحظةِ تقاطعِ مصالحِ الترويكا أميركا تركيا وعلى رأسها إسرائيل بعد تهديد بنيامين نتنياهو لبشار الأسد بعدم اللعبِ بالنار/./ عمليةُ "ردع العدوان" عُدّت انتهاكاً لاتفاقية أستانة / وانقلابا على ثلاثيةِ مراقبةِ وقفِ إطلاق النار المؤلفة من روسيا وتركيا وإيران/ تماماً كانقلابِ إسرائيل على نفسِها في لجنة آليةِ مراقبةِ وقف إطلاق النار مع لبنان/ ./وما لم تحقِّقْهُ إسرائيل في المَيدان تعملُ على تحقيقِه في الهُدنة/ فتوغلت دباباتُها في مركبا وعددٍ من القرى وأحيائها التي استَعْصَت عليها خلال المعركة/ وأَطلقتِ النارَ على المواطنين العائدين ولم تَسْلَمْ حتى الجَنازاتُ من رصاص القناصة/ وقامت بعمليات تجريفٍ للأراضي واقتلاعِ أشجارِ الزيتون في كفركلا وجاراتِها /./ اتفاقُ وقفِ إطلاق النار ينصُّ على انتشارِ الجيشِ اللبناني لا الإسرائيلي / ولجنةُ المراقبةِ دَخلت في الخِدمة اليوم من بوابةِ اليرزة ولقائها قائدَ الجيش/ وإلى أن تبدأَ بتسجيلِ مَحاضِرِها "وردعِ العدوان" / وضعَ الأمينُ العامُّ لحزبِ الله الشيخ نعيم قاسم آليةَ التنسيقِ عالي المستوى بين المقاومة والجيش/ وقال إنَّ الجيشَ الوطني قيادةً وأفراداً سينتشرُ في وطنِه ووطننا / وإن الاتفاقَ تم تحت سقف السيادة اللبنانية ووافَقنا عليه ورؤوسُنا مرفوعةٌ بحقنا في الدفاع/ وأكد قاسم أن عملَ الحزبِ الوطني سيكون بالتعاون مع كل القوى التي تؤمِن بأن الوطنَ لجميع أبنائه / ومن هذا الموقف يُستثنى رئيسُ حزبِ القوات اللبنانية سمير جعجع / / قدَّم سرديةً مطولة من اوراقِ التسعين الى اتفاقِ وقفِ اطلاق النار اليوم / وبطولِ وقائعِ مؤتمرِه الصُّحفي وعرضِها لم يجِدْ ان اسرائيل قد استباحت لبنان في ايِّ مرحلةٍ من المراحل / فكان مؤتمراً يطلِقُ الغاراتِ السياسيةَ على حزبِ الله ويُبقي على اسرائيل في منطقةٍ آمنة ومُحيَّدة حتى من توجيهِ نقدٍ او من خَدشِ مشاعرِها بعبارةٍ اعتراضية . ولمّا وصل رئيسُ حزبِ القوات الى بيتِ القصيد في تأييد اسم جوزاف عون لرئاسة الجمهورية ، انقلب على السؤال وأَخضَعَه الى الترشيدِ السياسي والفحصِ الجِنائي لانَّ الاولويةَ حالياً .. هي في تقدمِ ترشيحِ سمير جعجع شخصيا بحَسَبِ نوابِ القوات.