تبنَّى كَرْمُ الزيتونِ الرابِطُ كالوريد بين بنت جبيل وعيناثا/ الكمينَ المركَّبَ بالأمس والذي أسفر عن قتلى وجرحى من لواء غولاني، نُخبةِ الألوية ورأسِ حربة الجيش/ ولم يكدْ بنيامين نتنياهو يضمِّدُ قلبَه المكسور/ حتى أصيبَ "بفتق" في الشمال بحدثٍ أمنيٍّ صعبٍ جداً/ وإلى أن تنكشِفَ تفاصيلُه كان إجرامُ العدو يردُّ ثأرَه بالمدنيين ويشنُّ غاراتٍ كثيفةً جنوباً وبقاعاً أَوقعت عشراتٍ بين شهيدٍ وجريح في حي الشعب ببعلبك/ ووقع أعنفُ الغارات على الضاحية الجنوبية/ حيث قَبَضَ "مهرّجُ الجيش" على زمنِها/ وجَعل له رزنامةَ استهدافٍ بين فجرٍ ونهارٍ وليل/ وعلى توقيت غدرِه/ وسَّعَ رُقعةَ الأحياءِ المستهدَفة/ في الشياح وشوارعِها/ فاتَّكَأ مارون مسك على عبد الكريم الخليل/ وما يتفرعُ عنهما من مساكنَ شعبيةٍ/ وبيوتٍ متلاصقة/ ومحالَّ متراصِفة/ وكلُّها لا تزال تَحتضنُ ذكرياتِ وأصواتَ أصحابِها// هي الهمجيةُ بأبشعِ صُورِها/ حَوَّلت قلبَ الضاحيةِ واطرافَها وريفَها إلى أكوامٍ من دمارٍ ورماد/ بعد إيلامٍ وثَّقه جيشُ الاحتلال باعترافِه بمقتل مئةٍ واثنينِ وتسعينَ ضابطاً منذ بداية الحرب/ وواحدٌ من كلِّ أربعةِ قتلى برتبة قائد/ إضافة إلى مقتلِ أربعةِ قادةِ ألوية/ فيما ذكرت إذاعةُ جيش الاحتلال أنَّ الجيش حَفَرَ ستَّمِئةِ قبرٍ جديدٍ للجنود في المَقبرة العسكرية بجبل هرتسل في القدس المحتلة/ وأولُ نزيلٍ سُجل اليومَ بمقتل قائدِ فصيلٍ في الكتيبة 51 بلواء غولاني وجنديٍّ في معاركِ جنوب لبنان/ إضافة إلى إصابةِ ضابطٍ بجروحٍ خطيرة// وبعد مَقْتَلَةِ مثلث بنت جبيل عيناثا وعيترون/ تقدَّمَ العدوُّ اليومَ على مِحور طير حرفا-شَمَع/ فدارتِ اشتباكاتٌ معَ المقاومة لاكثرَ من ساعتين تراجَعت في نهايتِها قواتُ جنودِ الاحتلال وأَعادتِ التمركزَ عند مثلث طيرحرفا- الجِبَّيْن- شِيحين// وما بين الصواريخِ والمسيّراتِ وصفّاراتِ الإنذار في المستوطَنات/ حلّت صفاراتُ الانذارِ السياسيةُ في واشنطن وتل ابيب وانقَطَع صوتُها في بيروت// التفاؤلُ عمَّ الجبهةَ الضاربة ..والحذَرُ ساد لبنانَ الذي لم يكنْ قد تبلَّغَ بعد مُسَوَّدةَ الاتفاق ومعَ ذلك مَنَحَته قنواتٌ اسرائيليةٌ مُهلةَ اربعٍ وعشرين ساعةً للرد على مقترح وقف اطلاق النار/ وتوزعتِ القوى الاسرائيليةُ على مَحاورَ عدة: فبنيامين نتنياهو غارقٌ بتحضير دُفوعِه الشكلية أمام محكمةِ الفساد/ بعد التحقيقِ معَ رئيسِ ديوانِه بتُهمة التلاعبِ بالوثائقِ وبالتسريبات/ ووزيرُ حربه يَبيعُ الأوهامَ للجيش في "عزا" قتلى الكمين/ ويصعدُ بأهدافٍ اصطدَمت بالحافَّة الأمامية/ أما وزيرُ الطاقة فنَقلت عنه رويترز قولَه: نحن الآنَ أقربُ للتوصلِ الى اتفاقٍ لإنهاء القتال بلبنان وإبعادِ حزبِ الله عن الحدود/ والقناةُ الثانيةَ عَشْرَةَ العبرية امهَلَتنا يوماً واحداً للرد / في المقابل نَشر موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي أنْ لا موعدَ لعودة هوكشتاين إلى بيروت// وأمام هذا السِّرب فإن اموس هوكشتاين يغرِّدُ وحيداً خارجَ السِّرب في مربّع التفاؤل/ والمعنيون في إدارة ترامب سِيَرُهم تكشِفُ أهواءَهم / وأعلنوا أنهم بانتظار تطبيقِ سياسة ترامب/ وبحُكم الإرث الذي يحملُه الرئيسُ المنتخب/ والسِّجِلُّ الحافلُ لصالح إسرائيل / فلا بوادرَ لتسويةٍ عادلة واتفاقياتٍ تعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه/ يبقى أن يخرُجَ بيانُ قِمة الرياض الأخيرة/ من بين السطور إلى أرضِ التطبيق / بعدما سَجَّل موقفاً متقدماً بأغلبية عربٍ ومسلمينَ وأفارقةٍ يشكلون النِّصفَ زائداً واحداً في الجمعية العامة للأمم المتحدة/ والذهابَ إلى آخِرِ الطريق في طرح تعليقِ عضوية إسرائيل في الجمعية والتمسكِ بالقرارات المتخذة كي لا يبقى "حكي بيانات".//