هَرَبوا من نار الحرب ..زارَتهُمُ النارُ الى ديار النزوح .. فكانت " جهنم في الحمرا" / ساعاتٌ تمدَّدَت فيها أَلسنةُ الّلهبِ الى منازلَ وعِماراتٍ فتدَلَّى الأَطفالُ من الشُّرُفات ورَمى آخرونَ بأجسادِهم من الطوابقِ العليا / احتكاكٌ كهرَبائيٌّ .. نَتَجَ عن الاحتكاكِ السُّكَّاني ودَفْقِ النزوح الى منطقة الحمرا التي انفجرت فَحَاصرت مواطنينَ وأَحرقَت سيارات. والنارُ المُزَنّرةُ اسرائيلياً لا تتوقفُ عن الْتِهَامِ القرى بسكانِها من صور الى البقاع، وليس آخِرُ المجازِرِ ما وقع في بلدة الكنَيسة وحدث بعلبك بقاعاً وعين بعال وحناويه ودير قانون راس العين جنوباً /./ ويتِمُّ تغليفُ هذه النيرانِ في مِلفاتٍ الى كلٍّ من الرياض حيث القِمةُ العربيةُ- الاسلامية .. وتل ابيب معَ زيارةٍ مرتقَبة لآموس هوكستين في آخرِ تجارِبِه المَكُّوكية/./ وتكتسبُ قِمةُ الرياض اهميةً استثنائية شكلاً ومضموناً بوصفِ السعودية هي الجهةَ الداعيةَ والتي تَسعى الى الخروج بمواقفَ تلتزمُ بها دولٌ اسلاميةٌ وعربية لناحية الضغط باتجاه حلِّ الدولتينِ في فلسطين/./ وهي الرسالةُ التي تريدُ المملكةُ توجيهَها الى الادارة الاميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، حيث أنَّ حلَّ الدولتين
ظل شعاراً على الاوراق الاميركية من دون الالتزام بوضع آليةٍ لتطبيقه / واذ يسبِقُ القمةَ اجتماعٌ على مستوى وزراءِ الخارجية غداً فإنَّ الرياض دَوَّنت موقفَها بكلامٍ جريءٍ لوزير خارجيتِها فيصل بن فرحان الذي قال : ليس فقط التطبيعُ معَ المملكةِ على المِحَكّ ولكنَّ الوضعَ معَ المنطقةِ كلِّها من ناحية التطبيعِ في خَطر/ ما لم يتِمَّ إيجادُ حلٍّ لإقامة دولةٍ فلسطينية /./ وفي موازاة حلِّ الدولتين يتقدَّمُ في المنطقة مشروعُ " الحلِّ عن الدولتين " لبنانَ والعراق ..وتركِهما لصوغِ حلولِهما من خارجِ قبضةِ ايران . وهذا ما بَدَأَهُ العراق معَ اعلانِ وزيرِ خارجيتِه فؤاد حسين حصولَ بلادِه على تعهداتٍ إيرانية بعدم استخدامِ الأراضي العراقيةِ للهجوم على إسرائيل، والسيادةُ العراقية استمدَّت شرعيتَها من اعلى المرجِعياتِ الدينية الممتدة من النجف الى سائر العالم الاسلامي /
هو وليُّ فَقِيهِ الحِكمةِ ومرجِعِيَّةُ ملايينِ الشيعة في العالم آيةُ الله السيد علي الحسيني السيستاني ..أبرزُ تلامذةِ الإمام الخوئي نُبوغاً وعِلماً وأَهليّة ، وفي اولِ ظهورٍ له منذ اعوامٍ أَفْتَى السيستاني بحصرِ السلاح بيدِ الدولة ورفض التدخلاتِ الخارجية. والسيستاني الذي وَضَعه العدوُّ الاسرائيلي على قائمة المستهدَفين للاغتيال، لا يزال يَسكُنُ كُوخاً في النجف القديمة، بأُجرةٍ يدفعُها شخصياً ويَزْهَدُ في المظاهرِ الدُّنيوية ويمتنعُ عن استقبال رموزِ الفساد، لكنه لم يكنْ زاهداً في سيادة البلاد التي نشأ فيها، ودعا الى العمل لبناء مستقبلٍ أفضلَ ينعُمُ فيه الجميعُ بالأمنِ والاستقرارِ والازدهار، مطالباً بمنع التدخلاتِ الخارجية بمختلف وجوهِها، وتحكيمِ سلطة القانون، وحصرِ السلاح بيد الدولة، ومكافحةِ الفساد على جميع المستويات. ومن شأن فتاوى المرجِعِ السيساني ان تَسريَ على كلٍّ من ايران واميركا على حدٍّ سَواء واللتين تَستبيحانِ السيادةَ العراقية . وفي تطورٍ لم تَظهر فَتَاوِيه بَعد .. عاد الحديثُ عن استقالة دولةِ قطر من دور الوَساطة بين حماس واسرائيل لكنَّ الابعدَ من الاستقالة هو توجُّهُ قطر الى انهاء الوجودِ الحمساوي في الدوحة .
\وحتى الآن لم يَصدرْ عن الدولةِ القطرية ايُّ موقفٍ بهذا الشأن، فيما قال مسؤولون من حماس إنهم لم يتبلَّغوا بأيِّ قراراتٍ حِيالَ اغلاقِ مكتب الدوحة. وبينَ صمتٍ ونفيٍ وتأكيداتٍ من رويترز ووَكالةِ الصِحافة الفرنسية .. فُسِّرتِ الخُطوةُ على انها ضغطٌ على ورقةِ التفاوضِ المتجمدة.