تحاربنا اسرائيل بالأزرار , بالضغط عن بعد , بالهواء والرقميات والترميز/ وتطلق حربا بأسلحة لا طلقة فيها .. وفيها آلاف الطلقات . عدو اخترق النظم الاخلاقية قبل تلك التكنولوجية/ وسجل في التاريخ أنه الأول قتلا عسكريا ولاسلكيا، وأن من صهر أجساد الاطفال والنساء في غزة سيكون على استعداد لخرق كل سلوكيات الحرب ومحاذيرها وخطوطها الحمر . فلم يكد لبنان يتفقد اضراره وشهداءه وآلاف جرحاه ويرفع عنه دمار مذبحة البيجر، حتى أقدمت اسرائيل على تحديث جريمتها ، وفي لحظة تشييع شهداء الخرق الاول/ أطلقت الدفعة الثانية من السموم الطائرة، ودفعت نحو التسلل الى اجهزة اللاسلكي فانفجرت في اماكن عدة من لبنان بدءا من الضاحية والجنوب وصولا الى الشقق السكنية والسيارات التي كانت تحتوي هذه الانظمة ، وبينها سيارة مركونة في موقف داخل الجامعة الاميركية في بيروت. حرب بلا سقوف , تحاول عزل المقاومة عن جبهتها وضرب قدرتها على التحرك في حال قيام اسرائيل بعدوان عسكري يغير وجه الشمال، وهو ما هدد به للمرة المليون الوزير الواقف على شفير عزل، يواف غالانت، قائلا: إننا ننقل الثقل الى الجبهة الشمالية . واذ يحقق حزب الله في هذا الخرق الدامي، فقد وعد بالرد عبر رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين خلال تشييع شهداء تفجير البايجر، وذلك بانتظار خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله غدا / وستكون لدى نصرالله صورة أوضح عن اسلوب الخرق وانظمته وعملية الشراء والدولة المصنعة لاجهزة البيجر واللاسكي، اذ تبين اليوم ان الموجة الثانية كانت لانفجار أجهزة 82icom v- اللاسلكية / التي يستخدمها حزب الله للتنسيق والتواصل خلال تنظيم المناسبات. وقالت المعلومات إن حزب الله اشترى وثقة من هذه الأجهزة اليابانية الصنع، في التوقيت نفسه مع أجهزة البايجر. وبحسب الخبراء فإن الاحتمالية الوحيدة والأكثر ترجيحا هي أن تكون هذه الأجهزة قد فخخت أيضا إما في المصنع أو لدى المورد. ووفقا لوكالة رويترز نقلا عن مصادر مطلعة على عمليات حزب الله، فإن الهجوم لم يشل الحزب ، وأشارت الوكالة الى أن اسرائيل زرعت متفجرات في خمسسة آلاف جهاز اتصال استورده حزب الله وأن المنتج هو شركة جولد أبوللو ومقرها تايوان. وقالت رويترز إن "الموساد قام بوضع لوحة داخل الأجهزة تحوي مادة متفجرة تتلقى شيفرة من الصعب جدا اكتشافها بأي وسيلة، حتى باستخدام أي جهاز أو ماسح ضوئي".
لكن شركة أبولو التايوانية تنصلت من المنتج الذي كانت تنشره على صفحتها، واتهمت بي أي سي consultancy بصناعة البيجرز /./ وامام هذين الاعتداءين عبر وسائل الاتصال هل سيقرر الحزب الرد في الجبهات وبالحرب التقليدية؟ واذا كان العدو سيغامر في الدخول برا الى لبنان، هل يستبقه الحزب بالدخول الى الجليل ؟ الاسئلة تتوسع واجوبتها رهن الميدان الذي اصبح مثخنا بالجراح والمصابين ..فالعيون التي قطعت التواصل مع البصر .. اصبحت اكثر تطلعا الى الرد .