هو التفاوض تحت النار, والدبلوماسية المحمولة على غارات وصواريخ/ وجنبا الى جنب يتم تسيير آليات الحرب والآليات الرامية الى وقفها بقرار من انتاج فرنسي اميركي يصدر في نيويورك/ لكن الاجتياح الجوي الاسرائيلي للبنان لا يعمل على رزنامة الأمم ويستمر في تنفيذ غارات بلا هوادة من بنت جبيل الى جبيل ويحرق قرى جبلا وساحلا ويترك بينها سيلان دم ونزوح// ليس لطائرات الحرب عدسات دبلوسية ولا تعترف بما يطبخ على الارض من تسويات/ فهي مكلفة بمهام خطف الأرواح لايداعها في مندرجات التفاوض/ والمدنيون هم حصادها.. ولتبرير قتلهم تكرر اسرائيل روايتها المزعومة بتحويلهم الى دروع بشرية من قبل حزب الله/ ولما كانت اهداف العدو من عملية "سهام الشمال" هي عودة المستطوطنين الى مراكز استيطانهم ومنع حزب الله من اطلاق الصواريخ، فإن المقاومة استمرت في اطلاق الدفعات الصاروخية وبوتيرة اعمق إذ افتتحت نهارها بقدرة قادر واحد مستهدفة مقر قيادة الموساد في ضواحي تل ابيب، وهو المقر المسؤول عن اغتيال القادة وتفجير البايجر واجهزة اللاسكي/ ومرت الصواريخ بين مستعمرة حتسور وقاعدة داود وساعر وكريات موتسكين ومصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون، لكن الابرز والاكثر قدرة على التصدي من الارض الى السماء كان في مواجهة المقاومة لطائرتين معاديتين مقابل بلدتي حولا وميس الجبل واطلاق الاسلحة المناسبة حيث اجبرتهما على مغادرة الاجواء اللبنانية/ ومن يطلق النار إجبارا على المغادرة يمكنه اسقاط الطائرتين لكن الحزب لم يفعل.. ولو فعل لتغيرت حسابات كثيرة. وفي الحساب المفتوح للحزب لم تغب اوراق التفاوض على وقف اطلاق النار على ان يشمل غزة ولبنان تحت بند واحد/ ولا يبدو ان اي حل لن يشمل غزة سيسلك طريقه نحو التطبيق/ ولأن فرنسا واميركا اصبحتا في قلب اللعبة منذ طوفان الاقصى لليوم فتخوضان اليوم معركة دبلوماسية على فوهات النار/ وبدأت اوراق الحلول ترمى في سوق الجمعية العامة للامم المتحدة قبل جلسة مجلس الامن يوم الجمعة لبحث الامن المتفجر من غزة الى لبنان/ ويشهد المحفل الدولي في نيويورك على جولة اتصالات استثنائية دخل على خطها كمسعف أول اموس هوكستين باعتباره خبيرا محلفا في شؤون لبنان بحرا وبرا/ وقال وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن إننا نعمل بلا كلل مع الشركاء لتجنب حرب شاملة والانتقال إلى عملية دبلوماسية/ وعلى المقلب الاسرائيلي تضارب في المواقف وتخبط بالتصريحات .. معسكر يوافق على الحل ومعكسر آخر يجري مناورات للدخول البري لكن مفتاح النار لا يزال حصرا في جيب بنيامين نتناهو الذي تكتم على تفاصيل الصفقة وقال: أعدكم بشيء واحد لن نرتاح حتى يعود سكان الشمال إلى المنزل/ وهؤلاء لن يعودوا إلا.. باتفاق يشمل غزة اولا.. وهو شرط حزب الله الذي تم ابلاغه الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي/ فيما يتولى الرئيس نبيه بري غرفة ادارة عمليات الدبلوماسية من عين التينة الى نيويورك/ وما يضاعف وتيرة الذهاب الى وقف اطلاق النار أن اطرافا وازنة لا تريد هذه النار من ايران وودها الزائد مع اميركا .. الى اميركا التي تسعى لتهدئة قبل فتح صناديقها/ ولهذه الاسباب فإن حزب الله وعلى الرغم من تكبده الخسائر فإنه للحظة لم يسحبه بنيامين نتنياهو الى الحرب الشاملة.