جهاد ازعور .. مرّ من هنا, وفي طريق العبور بين الدوحة والرياض كانت بيروت التي اعادت تدوير هذا الاسم متصدرا ً الترشيحات المواجِهة لسليمان فرنجية.
لكن معظم الذين تُستَفتى آراؤهم من المرجعيات المعنية بترشيح ازعور يجمعون على تخوف مشترك : نحن نعيش ازمةَ ثقة/ والشيطان.. يكمن في باسيل .
فمع انخراط جبران باسيل في " الجهاد الاكبر" وتبنيه شبه الرسمي لازعور/ كان سمير جعجع اول القلقين وتبلّسه دور " توما الرسول " رافضا الايمان بصدقية جبران حتى يراه مقترعا في الجلسة وبالصوت المشهود/ وهو قال للنهار : سأطرحُ شخصياً علاماتِ استفهامٍ حتى أشاهد باسيل في المجلس النيابي ويقترع لمصلحة أزعور للتأكد جِديّاً من المسألة / وعن مدى الجدية كانت اوساط الكتائب ايضاً يمتلكها الشك من صدقية باسيل/ لكنها ابدت استعدادها لمواصلة التشاور وتقريب وجهات النظر .
فهل رشّح باسيل جهاد ازعور لاسقاطه في الجلسة ..وعودة الابن الضال الى احضان حزب الله ؟
في التشريح السياسي فإن جبران لن يعطي جعجع مفتاح القصر/ لان انتخاب ازعور سيذهب ريعه الى رئيس حزب القوات اللبنانية كقوة مسيحية كبرى / وفي المقابل فإن باسيل يحفظ جيدا اسماء واعداد كتلته النيابية والتي فيها ما يربو على احد عشر نائباً هم وديعة حزب الله في التكتل/ ووصلوا الى مجلس النواب باصوات الحزب واماكن نفوذه .
وإذا ما قرر رئيس التيار ضرب الثنائي بازعور/ عليه ان يتحسب لاصوات الضد او الورقة البيضاء من ضمن فريقه النيابي/ وليس المرشح ازعور بمنأى عن هذه الحيل الرئاسية/ اذ يردد عبر اوساطه انه لا يريد ان يكونَ رئيسَ تحدٍّ فعندها سيسقطُ لدى اول امتحان في الصندوق/./ وفتح الصندوقة الانتخابية على هذا المعدل يبدو بعيدا ويستلزم جولات من الاتصالات التي بدأها ازعور في طريقه الى السعودية والتقى في بيروت عددا من المرجعيات السياسية/ لكن ما حتم كل هذا النشاط الرئاسي والاندفاع عن الاسم المشترك للمعارضة هو انذار السفير السعودي وليد البخاري والذي ابلغ السياسيين بان عليكم التحرك وبسرعة
حتى لا تسبقكم العقوبات .
ومع هز الجبهة المعارضة للاتفاق على اسم موحد يصلح للاقتراع المشترك/ كان الثنائي يدّعم موقفه بفرنجية/ وقال الشيخ نبيل قاووق إنَّ حزب الله وحركة أمل لا يدعمانِ مرشحاً للتحدي والمواجهة بل الصيغة المتاحة والوحيدة للتوافقِ الداخلي/ فيما رفض النائب فضل الله من يفرض على الحزب شروطه وقال ان موقفنا واضح وهو دعمُ مرشّحٍ طبيعي موجود لرئاسة الجمهورية/
وإذا كانت مفاعيل هذه المداولات الرئاسية مؤجلة فإن المطروح للاشكاليات حاليا هو صلاحيات رئاسة الجمهورية والتي " جوّهرت " في جلسة الامس الوزارية مع صدور قرارات اشبه بالتعينات والترفيعات والقرارات ذات صلاحيات الفخامة حصرا.
لكن بينها هو النزاع بين وزير الصناعة جورج بوشكيان ومدير عام الوزارة داني جدعون/ ومن خلال هذ الصراع الذي وُضع بموجبه المدير العام قيد التفتيش وجمدت وظيفته برز الخط الاحمر الطائفي الذي يرتفع عند كل موظف يحمل دمغته الطائفية معه واستنفر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي مستنكرا قرار الحكومة طالبا من الرئيس ميقاتي التراجع الفوري عن القرار
وهذه العصبيات الطائفية على قرار اداري انما تعود الى عدم مزاولة القضاء مهنته واخفاقة عن البت بالاحالات والشكاوى سواء بحق جدعون او غيره من الموظفين .
وفي معلومات الجديد ان ميقاتي اضطر الى اجراء اتصال بالبطريرك العبسي للتهدئه والاطمئنان .
وعلى هذه الطريقة بالتراضي .. تدار مؤسسات الدولة وتطمئن الطوائف الى موظفيها .