وقال فضل الله خلال رعايته حفل إطلاق البئر الارتوازية في بلدة صفد البطيخ الجنوبية : "إن هذا الافتتاح له رمزيته الخاصة في التوقيت والمكان، إذ على دوي أصوات القصف والتهديدات الإسرائيلية، نجتمع في هذه الباحة لتدشين مشروع تنموي يخفف من حاجة هذه البلدة للمياه، وهو يأتي من ضمن سلسلة مشاريع للبناء في إطار خدمة الناس، خصوصاً في موضوع حيوي هو توفير المياه في هذه المنطقة التي تعاني من نقص الامدادات، لا سيما في ظل ما أصاب خدمات الدولة من تراجع".
وأشار فضل الله إلى أنه عندما طرحنا شعار "باقون نحمي ونبني"، لم يكن ذلك الشعار مجرّد ترويج انتخابي، وإنما هو حقيقة دامغة في صلب عمل حزب الله والمقاومة، ولذلك عندما نأتي إلى افتتاح هذا المشروع اليوم في بلدة صفد البطيخ، إنما في إطار عمل مقاوم، وعمل بناء، لأن وجود الأهالي هنا على مسمع أصوات القصف والقذائف الإسرائيلية، هو بحد ذاته تأكيد على أن المقاومة تحمي وتبني.
وقال إن اليد التي تقاتل هي نفسها اليد التي تعمل من أجل هذه المشاريع التنموية والحيوية لبلداتنا وقرانا على خطوط المواجهة، ونحن نعتبر أن هذه المنطقة هي منطقة مواجهة، وهي على خط النار مع العدو الإسرائيلي، وحينما نلتقي هنا، فهذا يعني رسالة قوية لكل من يسأل ويشكك من جهة، ورسالة قوية للعدو الإسرائيلي بأنه لا القصف ولا الغارات ولا التهديد والتهويل يمكن أن يجعلنا نتراجع خطوة إلى الوراء، بل نتقدّم إلى الأمام، ونقوم بالبناء والتنمية في بلداتنا وقرانا على أصوات طائرات واعتداءات العدو.
ولفت فضل الله إلى أن هذا المشروع التنموي هو جزء من مسار يقوم به حزب الله، في إطار التخفيف عن الناس، فالآبار الارتوازية التي عمدنا إلى حفرها في القرى، هي عامل مساعد ولا تعالج المشكلة، وإنما تخفف من أزمة المياه، وبالتالي، فإن المعالجة الحقيقية والجذرية تكون من خلال مؤسسات الدولة من وزارة الطاقة والمياه إلى مؤسسة المياه، ولم تمنعنا الحرب من العمل لإنجاز مشاريع مائية حيوية منها حفر هذا البئر وتجهيزه بكامل المعدات المطلوبة، وفي الوقت نفسه العمل لمعالجة محطات المياه التابعة للمؤسسة من خلال مديرية العمل البلدي في حزب الله، فنحن لدينا ثلاث محطات أساسية تضخ إلى قضاءي بنت جبيل وصور، حيث يتم الضح من آبار باتوليه إلى صديقين، ومن ثم إلى كفرا، ومنها توزع على مجموعة من القرى.
وقال : "نحن في الحرب والجميع يعلم مدى المخاطر، وكلنا يعرف هذا العدو الذي استهدف محوّلات كهرباء للمياه، ومضخات في الطيبة والوزاني، واستهدف الكهرباء في الكثير من القرى، ومع ذلك نحن ومع المؤسسات المعنية، كنّا نتواجد على الأرض لنقوم بعملية الإصلاح الفورية، كي نقول لهذا العدو، إنه لا يمكن أن يؤثّر على إرادتنا في العيش والصمود والتمسّك بهذه الأرض."
وشدد فضل الله على أنه في ميدان المعركة والقتال هناك مجاهدين وقادة لهذه المقاومة يقدّمون دماءهم في سبيل الحماية ومساندة الشعب المظلوم في غزة، وفي الوقت نفسه، نجد أن إخواننا في ميدان العمل الخدماتي يعملون من أجل التخفيف من معاناة الناس، وهذا هو جزء من تكليفنا وثقافتنا ومسؤوليتنا الشرعية والإسلامية والوطنية والأخلاقية، وحتى في ملف الصمود والنزوح، هناك جهد كبير يُبذل، ولكن لا يعلن عنه، لأننا نعتبره جزء من عملنا المقاوم، فكما هؤلاء الشهداء لا يعلم عنهم أحد شيئاً عن تاريخهم وتضحياتهم وجهادهم وعطاءاتهم إلاّ بعد استشهادهم، أيضاً في البناء هناك إنجازات كثيرة بعيداً عن الاعلام، وهذه وصية سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ بداية الحرب، وشعارها "كثير من العمل وقليل من الكلام".
وفي الشأن السياسي رأى النائب فضل أننا في هذه الأيام في شهر انتصار الدم على السيف، وشهر المظلوم في مواجهة الظالم، فاستلهمنا من سيد الشهداء كيف نواجه الظلم، وكنّا عوناً للمظلومين، وجبهتنا هي جبهة مساندة، ندافع فيها عن بلدنا ونساند الشعب الفلسطيني، ولدينا ثقة بمقاومتنا في فلسطين بصمودها وثباتها، والميدان هو الذي سيفرض وقف هذه الحرب عاجلاً أم آجلاً، وبالنسبة لنا، فإن القرار هو قرار المقاومة في فلسطين وعلى رأسها حركة حماس، فهي التي تحدد مع بقية الفصائل المسار لهذه الحرب في غزة، وتقرر ماذا تريد في المفاوضات مع الوسطاء.
وشدد النائب فضل الله على أن هناك أمر واحد يوقف الجبهة هنا هو وقف العدوان على غزة ، وغير ذلك لن ينفع العدو أي شيء، " وإن كان عندنا ألم، فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون"، فنحن نقدم التضحيات والشهداء والأثمان في سبيل قضية مقدّسة، ولكن في الوقت نفسه نؤلم ونوجع هذا العدو، وعندما تنتهي الحرب، سيكتشف الجميع ما أصاب هذا العدو فيها، وهو الذي بات منهكاً، وجيشه متعب، وهو من سيفرض وقف الحرب على المستوى السياسي.