ونقلت صحيفة "هآرتس" عن الضابط قوله إنه "خلافا للقذائف الصاروخية التي ترصدها الرادارات بسرعة وتجري حسابات للموقع الذي ستستهدفه، فإن الطائرات المسيّرة قادرة على التسكع، ويختار مشغلوها هدف الهجوم في أثناء تحليقها. وهكذا يصعب الرصد مسبقا أين ستهاجم".
كما قال ضابط في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية إنه "في نهاية الأمر يجلس جندي في غرفة مراقبة تابعة لسلاح الجو، ويرى علامة تثير الاشتباه بوجود جسم طائر وينبغي اتخاذ قرار خلال ثوان إذا كان هذا عدو أو عصفور أو طائرة مدنية أو طائرة للجيش الإسرائيلي، ثم رصده والتحذير من الخطر، واختيار طريقة لاعتراضه، والتأكد من أن الهدف قد سقط"، حسبما نقلت عنه الصحيفة.
وأضاف الضابط أنه "كانت هناك حالات ليست قليلة أطلقنا فيها صواريخ اعتراض على عصافير. فظهور طائر الكركي في الرادار شبيه بظهور طائرة مسيّرة لحزب الله. وحدث أن أسقطنا طائرة تابعة لنا".
وأشار ضابط آخر في "منظومة الدفاع الجوي" الإسرائيلية إلى وجود مناطق واسعة على طول الحدود اللبنانية التي يتواجد حزب الله في مناطق مطلة على بلدات وقواعد عسكرية في الأراضي الإسرائيلية، مثل المطلة.
وقال ضابط آخر للصحيفة إن "حزب الله يبدي قدرة على دراسة الوضع بشكل متواصل منذ بداية الحرب، ويعلم الأماكن التي تواجه فيها الرادارات الإسرائيلية صعوبة في اكتشاف الأدوات التي يطلقها. ويطلق حزب الله مسيّرات عبر أودية خفية، وتخرج منها لتنفيذ هجوم بعد أن أصبحت في الأراضي الإسرائيلية، الأمر الذي يصعّب جدا اعتراضها".
ونقلت الصحيفة عن الضابط قوله انه في محاولة لمواجهة هذه المسيرات، عزز الجيش الاسرائيلي حساسية الرادارات إلى أعلى مستوى؛ "وهذا الأمر يؤدي في حالات كثيرة إلى انطلاق صفارات إنذار كاذبة وتجعل حياة السكان في الشمال لا تحتمل".
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن "حزب الله يتقن تشغيل المسيرات وقدراته النارية بشكل يثير الإعجاب نسبيا. وتأتي أقواله في أعقاب المقطع المصور الذي نشره حزب الله، الثلاثاء الماضي، لمسيرة انطلقت من لبنان وتمكنت من تصوير مناطق حساسة جدا في خليج حيفا، بينها مجمع صناعة الأسلحة “رفائيل” ومرسى السفن الحربية والغواصات في ميناء حيفا، وذلك من دون أن يعلم الجيش الإسرائيلي أي شيء عن هذه المسيرة قبل نشر حزب الله مقطع الفيديو، ومدته 10 دقائق تقريبا.
كما أوضحت الصحيفة أنّ مسيّرات حزب الله ساعدت على "خلق معادلة لمنظمة عسكرية تقاتل جيشاً نظامياً"، مؤكدةً أنّ الحزب، "وبفضل التكنولوجيا المتاحة والأسلحة الدقيقة، أصبح جيشاً ذكياً يتمتّع بقدرات دقيقة على جمع المعلومات الاستخبارية والهجوم على نحو يهدّد الجيش والبنى التحتية الحيوية في إسرائيل".