وأقيم حفل عشاء رسمي في قصر باكنغهام يوم الثالث من ديسمبر 2024، تميز الحفل ببداية مؤثرة ألقى فيها الملك كلمة تحية باللغة العربية قائلاً: "السلام عليكم"، مما أثار إعجاب الحضور وعكس حرصه على تقوية العلاقات الثنائية.
وبدأ الملك كلمته بالترحيب قائلاً: "يشرفني أنا وزوجتي أن نرحب بكم في قصر باكنغهام في أول زيارة دولة لكم إلى المملكة المتحدة." كما أضاف باللغة العربية: "حيّاكم مرة أخرى في المملكة المتحدة، بلدكم الثاني".
أشاد الملك تشارلز بالعلاقة الطويلة التي تربط الشيخ تميم بالمملكة المتحدة، حيث أمضى سنوات شبابه في مؤسسات تعليمية بريطانية مرموقة مثل "شيربورن"، و"هارو"، وأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية. هذا الارتباط التاريخي يعكس عمق الروابط الثقافية والتعليمية بين البلدين.
وفي خطوة أثارت الاحترام والتقدير، استشهد الملك تشارلز بآية من القرآن الكريم خلال كلمته قائلاً: "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً"، مبرزاً أهمية العمل الإنساني والتعاون من أجل تحسين حياة البشرية.
وبدأت الزيارة بمراسم استقبال رسمية في ساحة "هورس غاردز" بلندن، حيث رافق الأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون أميرة ويلز، التي عادت إلى واجباتها الرسمية بعد علاج وقائي للسرطان. شملت الفعاليات استعراضاً عسكرياً، وتفقداً لحرس الشرف.
لاحقاً، توجه الأمير الشيخ تميم إلى البرلمان البريطاني، وألقى خطاباً أمام أعضاء مجلسي العموم واللوردات، حيث سلط الضوء على القضية الفلسطينية. قال الأمير: "إن الصور المأساوية التي نراها يومياً في غزة لا تعبر عن الواقع الكامل"، مؤكداً أن الحل لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وتركزت النقاشات بين القادة على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن تطلعه إلى تعزيز العلاقات مع قطر للاستفادة من استثماراتها في مشاريع البنية التحتية والطاقة. تمتلك قطر عبر "جهاز قطر للاستثمار" أصولاً ضخمة في بريطانيا، تشمل منطقة "كناري وارف" للأعمال والترفيه، إضافة إلى حصص في شركات كبرى مثل "باركليز" ومطار "هيثرو".