القصة المؤلمة لمدرب انجلترا التي رافقته كل حياته

ظهر لي كارسلي في دائرة الضوء في آب - أغسطس، عندما أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أنه سيتولى منصب المدير الفني المؤقت لمنتخب إنجلترا خلفا لجاريث ساوثجيت.
ربما كانت أصعب وظيفة في كرة القدم، حيث كانت الضغوط والتوقعات ثقيلة على سلفه، ومثلت المباراتان التاليتان اختباراً للاعب خط وسط إيفرتون السابق، البالغ من العمر 50 عاما، الذي بدأ مسيرته في ديربي كاونتي، قبل أن ينتقل إلى ميرسيسايد حيث لعب ما يقرب من 200 مباراة مع إيفرتون.
اختار كارسلي تمثيل جمهورية أيرلندا على المستوى الدولي، بفضل جدته التي تنحدر من مقاطعة كورك، وظهر لأول مرة في العام 1997، حيث كان جزءا من الفريق الذي تأهل لكأس العالم 2002 تحت قيادة ميك مكارثي، قبل أن يترك التشكيل الدولي في العام 2008 للتركيز على عائلته.
كارسلي متزوج من لويزا ولديهما ثلاثة أبناء، كالوم وكونور ولويس، وكان طموحه للتدريب على أعلى مستوى، لكنه ضحى كثيرا لضمان حصوله على الوقت لرعاية ابنه الثاني كونور، الذي يعاني من متلازمة داون.
قال كارسلي لصحيفة ليفربول إيكو في مقابلة في عام 2013 فصلت تجاربه مع كونور "في البداية لم يدركوا الأمر ولم يكتشفوه إلا بعد بضعة أسابيع، لقد كانت ضربة، فإنجاب طفل هو أفضل شعور في العالم، وعندما تدرك أن كل شيء ليس على ما يرام .. لا يوجد شعور أسوأ في العالم".
وشرح كارسلي كيف كان يركز كثيرا على العمل في ذلك الوقت، عندما كان لا يزال يلعب لصالح ديربي، ولم يستوعب الأخبار بالطريقة التي كان ينبغي له أن يفعلها، لأنه شعر بالضغط و"اعتقد النادي أنه من الأفضل أن أعود إلى اللعب".
لكنه سرعان ما أدرك أن حياته تغيرت إلى الأبد، حيث أظهرت زوجته لويزا "صبر الملاك" في المساعدة في تعليم كونور، الذي احتاج أيضا إلى العلاج الطبيعي.
وقال "قبل أن ننجب كونور، كنا نعيش في فقاعة، لم تكن لدينا مشاكل مالية ولم أكن قلقا بشأن ما إذا كان بإمكاننا تحمل تكاليف تناول الطعام أو حجز عطلات لطيفة .. لذا نعم، كانت تجربة غيرت حياتي، اذ أدركت أن هناك عالما كاملاً لا يدور حول المنازل الكبيرة أو السيارات السريعة. "
كافحت الأسرة، التي تعيش في وارويكشاير، من أجل تقييم كونور في برمنغهام، وبحلول الوقت الذي انتقل فيه اللاعب إلى إيفرتون، اضطرت إلى اتخاذ قرار صعب.
قال لصحيفة إيكو "وجدنا صعوبة في الحصول على بيان له، ما يعني في الأساس مستوى التعلم الذي سيكون عليه، وقد يستغرق الأمر حوالي عام حتى يتحقق ذلك، وبعد كل هذا، كان إخراجه من المدرسة وإحضاره إلى ليفربول يعني أنه كان عليه أن يبدأ من جديد وكان متأخرا بالفعل".
وأضاف "تحدثت إلى كيفن كيلبان (زميله السابق في فريق إيفرتون الذي لديه ابنة مصابة بمتلازمة داون) فقال لي إن الوضع مختلف تماما في الشمال الغربي، وهذا يعني أنه كان عليّ التكيف مع العيش بعيدا عن عائلتي".
كارسلي، الذي أصبح ابنه الأكبر كالوم لاعب كرة قدم، كمدافع لفريق ريدينغ يونايتد، ثم مساعد المدير الفني في برمنغهام سيتي، جمع منذ ذلك الحين مبلغا ضخما من المال من دعم الجمعيات الخيرية المرتبطة بهذه الحالة، وهو راعي لمجموعة دعم متلازمة داون في سوليهل.
قال كارسلي الذي قاد انجلترا للفوز على ايرلندا (2-0) في دوري الامم الاوروبية "هذا يجعل الأشياء المادية تبدو غير مهمة، إذا كنت معوقاً، فإن السيارات والمنازل لا تهم".