شبحُ أيلول ومندرجاتِه النارية تفقّدَ بيروتَ استطلاعاً وضاحيتَها قصفاً / فعادت لَحَظاتُ الرعبِ وتعليمِ المباني وانتظاراتِ انهيارِها أمام ناظِرَيْ سكانِها . إنذاراتُ الإخلاء وصوتُ المبشّرِ بالخراب .. وخرائطُه المحفوظة منذ العدوان تَكررتِ اليومَ لتنشُرَ ارهاباً بين الناس وتدفَعَ بالمواطنين الى النزوح، وطلابِ المدارس الى الهلع والخوف . لا أسبابَ موجِبةً لهذا العدوان سوى استنادِهِ الى صاروخَيْنِ متهالكَيْن أُطلِقا من قعقعية الجسر شمالَ نهر الليطاني باتجاه كريات شمونة / اعتَرَضَتِ الدفاعاتُ الاسرائيلية أحدَهما بينما سقط الآخَرُ داخلَ الحدودِ اللبنانية/ ولم تَنتظرِ الآلةُ العسكريةُ الاسرائيلية بل سارعت الى صَبِّ حِممِها في قرى الجنوب عبر سلسلة غاراتٍ عنيفة بينها واحدةٌ استَهدفت منزلَ الرائد علي شرف الدين في بلدة كفرتبنيت مرتكِبةً مجزرةً راح ضحيتَها ثلاثةُ شهداءَ وثمانيةَ عشَرَ جريحاً من بينهم ستةُ أطفالٍ وثماني نساءٍ بحَسَب وَزارة الصِحة/ واستمر القصفُ العنيف، من الخيام حيث احترقَت مدرسةٌ بالقنابلِ الفوسفورية، الى مجرىَ نهر الليطاني ويحمر حيث سقطَ شهداءُ، وصولاً الى مرتفعات إقليم التفاح/ واسرائيل التي تحتلُّ سماءَ الجنوب بطائرات الاستطلاع التجسسية وتنفذُ غاراتِها على كلِّ متحَرِّكٍ تَشتبه به، تعجز عن رصدِ مُطلِقي الصواريخ وتعرقلُ حركةَ الجيشِ اللبناني للانطلاق فوراً نحو التحقيقِ الفني . لكنها لا تعجز عن توجيهِ الاتهام الفوري ووضعِ الاهداف للقصف وبينها الضاحيةُ الجنوبيةُ المنهمكة برفعِ ردمِ عدوانِ الخريف . الجيش اللبناني اعلن انه بدأ التحقيق لكنه اتهم العدوَّ الإسرائيلي بتصعيد اعتداءاتِه في انتهاكٍ سافرٍ ومتكرر لسيادة لبنان وأمنِ مواطنيه، وتحدٍّ للقوانينِ الدولية وخرقٍ فاضح لاتفاقِ وقفِ إطلاق النار. فيما اكد مصدرٌ مسؤول في حزبِ الله التزامَ الحزبِ اتفاقَ وقفِ إطلاقِ النار/ نافياً أيَ علاقةٍ له بالصواريخِ ومعتبراً أن هذه الحوادثَ تأتي في سياقِ افتعالِ ذرائعَ مشبوهةٍ لاستمرارِ العدوانِ الإسرائيلي على لبنان. نفيُ الحزب وتحقيقاتُ الجيش بلغت قصرَ الاليزيه حيث كان يُعقَدُ اجتماعُ الرئيسين جوزاف عون وايمانويل ماكرون. وقال رئيسُ الجمهورية إنه ومن تجرِبتِنا السّابقة ليس "حزبُ الله" مَن أَطلقَ الصواريخ ، ولا يمكنُ المقارَنةُ بين الخروقاتِ الإسرائيلية وما حصل"، جازمًا "أنّنا لا نقبلُ بأن يَستخدِمَ أحدٌ لبنانَ مِنصّةً لمصالحه . وهذا ما صَدّقَ عليه الرئيسُ الفرنسي الذي قال: نحن ننتظرُ التقاريرَ الكاملة، ولا معلوماتِ وصَلَتنا عن ايةِ ضَرَباتٍ من حزبِ الله او ايِّ عملٍ عسكري، وحتى الآن لم يكن هناك ايُّ مبرِّرٍ للقصفِ الاسرائيلي. واعتبر ان هناك اطاراً تم الاتفاقُ عليه بين لبنانَ واسرائيل ويجبُ احترامُه بالكامل ..واليومَ لم يُحترمْ من قِبل اسرائيل، ووعد ماكرون بإجراء اتصالاتٍ في الساعات المقبلة مع ترامب ونتنياهو / وقد بدأت اتصالاتٌ دبلوماسيةٌ عربيةٌ وغربية لتطويق دائرةِ النار دخلت اليها مِصر الى جانب فرنسا، فيما اعلنت اميركا عبر مورغان اورتاغوس انها ستفعلُ كلَّ ما بوسعِها لتطبيقِ وقفِ اطلاق النار. وقالت : حان الوقتُ للدبلوماسية. واضافت اورتاغوس لقناة العربية انَّ واشنطن لا تريدُ حرباً اوسعَ بين لبنان واسرائيل، ودعت الى العمل عبر آليةٍ لحل الخلافاتِ بين الطرفين لكن على الجانبين ان يكونا مستعدَّيْنِ لذلك. وحثت اورتاغوس لبنان على الجلوس الى طاولة المفاوضات .
واستَخدمتِ الموفدةُ الاميركية مصطلحات " ارهابيون " و"مجموعاتٌ مسلحة" لدى حديثِها عن اطلاقِ الصواريخ من جنوب لبنان، ولم تسمِّ حزبَ الله لكنها دعت الرئيسين عون وسلام الى نزع سلاحِ الحزب لضمان وقف اطلاق النار .