طَبَّقتِ الحكومةُ اللبنانية الحِيادَ في مَرافِقِ الدولة/ وبعد عصفٍ وَزاري وَضعتِ الآليةَ الجديدة للتعيينات الإدارية ورَسمتِ الخطوطَ العريضة لإدارةٍ فاعلة ونزيهة/ تؤمِّنُ الخدمةَ العامة لا خدمةَ الطوائفِ والمذاهبِ بأعلى درجات الجَودة.. وتتقدمُ فيها الكفاءةُ والجدارة على المحسوبيةِ والزبائنية// والآليةُ التي أَعلن مبادِئَها رئيسُ الحكومة نواف سلام كرِزمةٍ على حساب الإصلاحات ستكون ركيزتُها الأساسية المواردُ البشرية.. من داخل المَلاك وخارجِه/ ولأنَّ الدولةَ بحاجة إلى دماءٍ شابَّة، دعا رئيسُ الحكومة موظفي الفئة الثانية في القطاع العام للتقدمِ إلى الفئة الأولى// مبادئُ التعيينات وآليتُها عناوينُ بَرَّاقة، في دهاليزِ دولةٍ نَخَرَها الفسادُ وأُصيبت بتُخمةِ التوظيفِ العشوائي.. ومؤسساتُها مضروبةٌ بمرضِ الزبائنيةِ العُضَال/ ./
وبمفعول رجعي عن كل الاليات وعن دولة الفساد اصدر القضاء اليوم قرارا احترازيا بمنع وزير الاقتصاد السابق امين سلام من السفر .
والمعاييرُ المُقَرَّة اليوم لا تَسري على منصِب حاكمِ مصرف لبنان والذي غاب عن الجلسة بداعي عدمِ التوافقِ على اسمٍ مشترك يراعي المطالبَ الرئاسية/ وقد عاد اسمُ سمير عساف على الرَّغم من رفضِه المنصِب/ ومعه تم تعويمُ اسم كريم سعيد الذي كان حتى الامسِ القريب مرفوضاً اميركيا/ ويَحُلُّ جهاد ازعور اسماً وازناً اذا ما رَفعتِ الرئاسةُ الاولى الحظرَ عنه/ وتقول اوساطٌ حكوميةٌ للجديد إنَّ التوافقَ لم يبلُغْ مرحلةَ وضعِ الاسماء على جلسةٍ قريبة بعد/ وتشير هذه الاوساطُ الى تضخيم الخلافاتِ في الإعلام ومنها ما يَطالُ ايضاً ربطَ اعادةِ الاعمار بالمفاوضات المباشِرة مع اسرائيل او التطبيع/ ونفتِ الاوساطُ الحكومية وجودَ ايِّ طرحٍ من هذا القَبيل أُبلغَ به لبنان مؤكدة انَّ إعادةَ الإعمارِ انطلَقَت، وهناك اموالٌ منتَظَرة ومؤتمرٌ دوليٌّ سوف يتمُّ عقدُه قريباً/ واكدتِ الاوساطُ الحكومية نفسُها للجديد أنَّ هناك حديثاً عن لجانٍ مدنيةٍ دبلوماسية مع اسرائيل لكنها ترتبطُ بالتفاوض على النِقاطِ الخمس وترسيمِ الحدود وليس أبعدَ من ذلك/ وربطاً بهذا المِلف قالت مصادرُ أميركيةٌ للجديد إنَّ رسالةً وصلت من المبعوثة الأمريكية مورغان اورتاغس إلى كلٍّ من الرئاساتِ الثلاث: الجمهورية والحكومة ومجلسِ النواب، وفيها دعوةٌ إلى الإسراع في تشكيلِ اللجانِ الثلاث من عسكريين ومدنيين للبَدءِ بالعمل وإحرازِ تقدمٍ في مِلفِّ الانسحابِ الإسرائيلي وترسيمِ الحدود وإعادةِ الاسرى، لأنَّ ايَّ تأخيرٍ في تشكيلِ هذه اللجان سيُعِيقُ التقدمَ في هذه المِلفاتِ الثلاثة/ واوضحتِ المصادرُ الاميركية في المقابل أن اورتاغوس لم تَستخدِمْ أُسلوبَ الضغظ في طلبِها على خلاف ما فسَّرته مصادرُ سياسيةٌ رفيعة/ ولبنان بثلاثيتِه الرئاسية بَحَث هذا المطلبَ في لقاءٍ جمَعَ الرؤساء عون وبري وسلام قبل افطار بعبدا/ وفي زمن التقاء الصومَين، جمعَ رئيسُ الجمهورية أعيانَ الدولة على مائدةٍ رمضانية فكانت صورةً جامِعةً لوَحدةٍ متخَيَّلة/ أرادها عون عنواناً لكلمتِه قائلا: تحت سقفِ هذه الوَحدة نقاومُ معاً وننتصرُ معاً/ ونستعيدُ كلَّ حقوقِنا وأسرانا ونحررُ أرضَنا/ ومن صورةِ الإفطار في بعبدا وزمنِ الصَّومِ الواحد والحضورِ الذي لم يقاطِعْهُ احدٌ، عاد الرئيس عون الى "الكِتاب" حيث يوثِّقُ الدستورُ صورةً طبقَ الاصل عندما يقول إنْ لا شرعيةَ لأيِّ سلطةٍ تناقِضُ ميثاقَ العيشِ المشترك.. وإنَّ رئيسَ الجمهورية هو رئيسُ الدولة ورمزُ وَحدةِ الوطن.