دارت عجَلاتُ الحكومة على "موتسيكلات الليل"، فتفَرْمَلَ التأليفُ لأكثرَ من سببٍ وسبب.. وتمهَّلَ الرئيسُ المكلف بتقديم مُسَوَّدةِ حكومتِه للتشاور في القصر الجمهوري/ وراسل نواف سلام المعْنيينَ عبر وسائلِ التواصل فكتب: أنْ لا أسماءٌ ولا حقائبُ نهائية/ وأنِّي أعملُ بشكلٍ متواصِل لإنجازِ التشكيلة، ولا أزالُ متمسِّكاً بالمعاييرِ والمبادئِ التي أعلنتُها سابقاً/ وعكَسَتِ التسريباتُ المنسوبة الى سلام استياءَه من المَواكِب الدوَّراة التي بَلغَت منزلَه فأَبرقَ الى رئيس مجلسِ النواب نبيه بري قائلاً": "أقرب للمتظاهرين يتظاهروا تحت بيتي بقريطم"،// ولم تكنْ حركةُ الدراجاتِ الناريةِ عاملاً وحيداً في تراجُعِ دَوَرانِ التأليف، لكنها سَحَبتْ من الجنوبيينَ يوماً دَخَلَ التاريخ.. فأَدخَلَه مَوْتُورو الشوارعِ دَهاليزَ الجغرافيا الطائفيةِ الضيقة/ كان أهلُ الجنوب في ثورةِ عودةٍ وعلى قِمة جبلِ عامل التي نَشأَتْ على الفِعل المقاوِم.. كانوا يَسْقَوْنَ جبالاً ووُدياناً ومَزارعَ بخُطواتِهم الجريئة فتسقطُ دماؤهم في الطريق الى القرى.. يَلتقطون جراحَهم ويتابعون الدرب, يُستَشْهَدون ويُعتقلون, لكنهم يَستمرون في قرار العودة الى البلاد التي رفعوها محرَّرَةً بالاجساد/ واذ بهذه المشهديةِ التاريخية تَقعُ تحت عَجَلات "قوى الامنِ الواقع" وبين أَيادِي فِتيةٍ ارتكبوا محاولة سحل نصر الجنوب تحت أقدامِهم/ وبعدما طافَ الجنوبيونَ وطنياً.. سُحبت منهم هُتافاتُهم وحناجرُهم ودماؤهم لتجييرِها في الزواريبِ الطائفية/ غيرَ أنَّ الفِعلَ البطوليَّ جنوباً أَثبتَ في يومه الثالث أنَّ مَنْ يواجِهُ الدبابات.. لن تَحْرِفَه عَجَلات/ وكما في أعالي ميس الجبل وعيترون وسفوحِ بليدا ومُنحَدراتِ يارون وتلالِ مارون كذلك عزيمةُ جيشٍ كان ظِلَّ هذه القرى وحارِسَها/ يتفقدُ الناسَ ويراقبُ خُطاهم.. وينزِفُ الدماءَ معهم/ وتلك هي الحالُ حتى الثامنَ عَشَرَ من شُباط فبراير، حيث العدوُّ يتذرعُ بانتشار الجيشِ اللبناني.. فيما الجيشُ يؤكد انه على جهوزية تامة للانتشار وهو أَعلن اليومَ أنَّ وِحداتِه العسكريةَ انتشرت في يارون ومروحين وبِرْكة ريشا ومناطقَ حدوديةٍ أخرى في منطقةِ جنوبِ الليطاني بعد انسحابِ العدو الإسرائيلي/ اما اسرائيل فتردُّ على هذا الانتشار بالتوتيرِ والتفلتِ الامني// وتَفَلُّتُ اسرائيلَ امنياً يوازيهِ تفلتٌ من الالتزاماتِ الوَزاريةِ حكومياً، إذ تقول معلوماتُ الجديد إنَّ التاليفَ عاد الى نُقطة الصفر، وسَطَ بروزِ ثلاثةِ شروطٍ دولية يتقدمُها "لا كبيرة" على ايِّ وزيرٍ للمالية يُحْسَبُ على الثنائي الشيعي/ وفي ردٍّ لقناة الحرة على الفيتوات المرفوعة سأل رئيسُ مجلس النواب نبيه بري : هل ياسين جابر نائبٌ عن الحركة أو الحزبِ اليوم؟ او هل كان وزيراً او نائباً في الفتراتِ الأخيرة ؟! أنا أقولُ إنَّ خِيارَنا هو ياسين جابر والمشكلةَ ليست عندنا فالآخَرون يتذرعون بنا