بدأ الحَفرُ في الباطن الحكومي تحت ظلالِ زيارتَينِ دوليتين: ايمانويل ماكرون وانطونيو غوتيريش/ وأعطى الرئيسُ الفرنسيُّ والأمينُ العامُّ للامم المتحدة دفعاً باتجاهين: تشكيلِ حكومةِ العهدِ الأولى ومعاينةِ تطبيقِ اتفاقِ وقفِ اطلاق النار/ وهي الأولويةُ التي قدَّمها الرئيسُ المكلف نواف سلام على ما عداها فسابَقَتْ اسماءَه الوَزاريةَ وانشغالاتِه في التأليف/ ومن بعبدا اعلن سلام انه طَلب الى غوتيريش الضغطَ لانسحاب اسرائيل الذي لا ينبغي أن يتأخرَ ساعةً واحدة عن موعِده لانه بذلك يهددُ استقرارَ البلد// وينطلقُ الرئيسُ المكلف من نِقاطٍ ساخنة قد تعيدُ لبنانَ الى نُقطةِ الصِّفر ما لم تَلتزمْ اسرائيل بموعِد السادسِ والعشرينَ من الجاري للانسحابِ من دونِ تلَكُّوء/ فإبقاؤها على مِساحاتٍ محتلة او الاحتفاظُ بأجزاءٍ تحت سيطرتِها وصولاً الى نِقاطٍ مختلفة بَدءاً من رأس الناقورة.. كلُّها ستُصَنَّفُ منطقةً محتلة ستولِّدُ "مُقاوَمَاتٍ" لبنانيةً وليس مقاومةً واحدة// سمع غوتيريش وماكرون تحذيراً لبنانياً من اللعِب الاسرائيلي بنيرانِ الاراضي الجنوبية بعد مُهلةِ الستين يوماً/ ولأنَّ اسرائيل تعرقِلُ ايضا مِلفَّ التنقيبِ عن النِفط جنوباً فقد طَلب الرئيس جوزاف عون من نظيرِه الفرنسي الايعازَ الى شركة توتال بالعودة لمواصلةِ عملياتِ التنقيب عن النِفط في البلوكات البحرية// وعلى يوم التنقيبِ والتحذير كان الرئيسُ المكلف يعملُ بخلافِ التيار المقطوع: اربعاً وعشرين على اربعٍ وعشرين في تشكيلِ الحكومة/ وهو نَقَّح اولاً سِمَتَها السياسيةَ باجتماعِه مع الرئيس نبيه بري قبل ان يزورَ بعبدا للتشاور في مُسَوَّدتِها مع رئيسِ الجمهورية/ وفي التصنيفِ الائتماني الحكومي قال سلام إنَّ الاجواءَ اكثرُ من ايجابية واعداً بتشكيلٍ سريع //. والسيولةُ في الايجابية ظَهرت في عين التينة بشكلٍ واضح في خلال اجتماع بري -سلام //. صحيحٌ انَّ سيارةَ الرئيسِ المكلف تَعطلت وارتَفَعت حرارتُها بعد اللقاء/ لكنَّ الحرارةَ السياسية كانت اكثرَ من طبيعية ومحركاتِ التأليفِ دارتْ عجَلاتُها بسرعةٍ لافتة./ وفي تعليقٍ للجديد قال الرئيس نبيه بري : ان المسارَ نحو الحل/ ووصف الرئيس سلام بالمتعاوِن/ وفُهم من كلام بري للجديد أنَّ الرئيسَ المكلف هو مَن سيتولَّى طرحَ الاسماءِ الوَزاريةِ على الثنائي وانَّ بري لن يتدخلَ في التسمية وقال بري : عندما يُعرض علينا الاسم ، وفي حال كان كُفْءاً نقبلُ به، واذا لم يكن كُفْءاً نرفضُه "ولو كان خيّي"،/ وعن لقائه بالرئيسِ ماكرون قال رئيسُ المجلس إنَّ النقاشَ عن الجنوب كان له الحيزُ الاكبر والرئيسُ الفرنسي يهتم بلبنان ويتجه الى إقامة مؤتمرٍ دولي لدعمِه في إعادة الاعمار/ واهتمامُ ماكرون بلبنان ظَهرت معالمُه في الجميزة.. وهناك تمَشَّى بين الناس كواحدٍ من الناس , شرِبَ قهوتَهم وذاقَ طعامَهم واستمع الى عزيمتهم التي اعادوا فيها إعمارَ بيروتِهم في اربعِ سنواتٍ بعد التفجير.//