ارتفع مِلفُّ المرفأ بين العَنبرَين الرئاسيِّ والحكومي ورسا على رصيفِ تحقيقاتِ القاضي طارق البيطار// هو ليس إجراءً معَجَّلاً مكرراً فَرَضَته نتائجُ العدوان على لبنان/ إنما تثبيتٌ لموعِدٍ كان قد حُدِّد في الثامنَ عَشَرَ من أيلولَ الفائت فلعبتِ الحربُ على لبنان عاملاً في إرجائه// فَتح البيطار دفترَ الحساب من العنبر الرقم 12 على صفحتِه الأمنية/ وقَرر استدعاءَ موظفين وضباطِ الصفّ للاستماع إلى شَهاداتهم/ وعَلمتِ الجديد أنَّ المستَدعِينَ للمُثولِ أمامَه عَشَرَةُ شهودٍ من أجهزةِ الأمنِ العام والجمارك/ أما جلساتُ الاستجوابِ فتبدأُ في السابع من شُباط وتمتدًّ على ثلاثِ مراحلَ وتشمُلَ سياسيين وامنيين كباراً خلال شهري آذار ونَيسان قبل صدور القرار الظني// ومن الفَرَضيات إلى الوقائع/ ففي مَيدان "الرابعة" من جولة الاستشارات النيابية غيرِ المُلزِمة/ أدى القاضي المكلف قِسطَه من التشاور/ وأَسقطَ النوابُ عليه تطلعاتِهم لِلَونِ الحكومةِ وشكلِها/ حكومةٍ بلا طعمٍ ولا لونٍ حزبي وعلى ثابتةِ عدمِ إقصاءِ أيِّ مكوّن// انتهتِ المشاوراتُ وغاب عنها الثنائيُّ الشيعي بداعي الاعتراضِ والانقلاب على التفاهمات/ وتُرك البابُ موارِباً امام تسوياتٍ وحلولٍ ستُوضَع على مَدْرجِ الهبوط الاضطراري للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيروتَ غداً/ وقُبيلَ وصولِه الى بيروت تداوَلَ ماكرون في محادثةٍ هاتفية وضعَ لبنان مع وليِّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان/ واكد الطرفانِ "دعمَهما الكامل" لتشكيلِ "حكومةٍ قويةٍ وقادرة على جمعِ تنوّع الشعبِ اللبناني وضمانِ احترام وقفِ إطلاقِ النار وإجراءِ الإصلاحاتِ الضرورية من أجل ازدهارِ البلد واستقرارِه وسيادته/ وستفعِّلُ السعودية دعمَها هذا المسارَ في زيارةٍ يقومُ بها مطلَع الاسبوع وزيرُ الخارجية الامير فيصل بن فرحان.. وبينهما حَطَّ الأمينُ العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيروت لمعاينةِ الخطِ الأزرقِ السياسي// على جانبَي الخط سَلكت أمورُ التكليف فالاستشارات بالتوازي معَ تسجيلِ مقاطعةِ ثنائيِّ حزبِ الله حركةِ أمل للاستشارات/ وطَبقَ الثنائيُّ سياسةَ الحِياد/ في وقتٍ أقصى ما تقتضيه المرحلةُ هو المشاركةُ في صنع القرار كما في تحمل المسؤولية/ والقراءةُ ما بين سطورِ المرحلة/ ومواكبةُ التحولاتِ المتسارعة للوصول بالبلد إلى بر الاستقرار/ والتحلي بروح المسؤولية لا بالنأيِ بالنفس/ في أعقابِ الزِلزال السياسي الذي ضربَ المنطقة وأعاد خلطَ أوراقِها وخرائطِها/ ومن مفاعيلِها.. يومُ غزةَ التالي/ وفي مجرياتِ الصفْقة أنها "حَشرت" بنيامين نتنياهو في "بيت اليك"،/ بعد خمسةَ عَشَرَ شهراً لم يحققْ فيها هدفاً من أهدافه باستثناء إبادةِ قطاعِ غزة بشراً وحجراً/ ومجبَراً بدفعٍ من ادارة ترامب ذهبَ نتنياهو إلى اتفاق وقفِ إطلاق النار مع المقاومةِ الفلسطينية/ إذ نَقل موقع أكسيوس عن مصادرَ مطلعة أن مبعوثَ الرئيسِ الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط قال لنتنياهو إن الرئيس جادٌّ بشأن صفقة غزة فلا تُفْسِدْها/ ونتنياهو الواقع بين عصا ترامب وتمردِ بن غفير وسموتريتش أَرجأ اجتماعَي الكابينت والحكومةِ اللذين كان من المقرر عقدُهما اليومَ إلى موعدٍ لاحق ريثما يعودُ الفريقُ الإسرائيلي المفاوض من الدوحة إلى تل أبيب/ إلا أن كلَّ مؤشراتِ الإعلام العبري تفيد بأنَّ رئيسَ الحكومة يَخطُبُ ودَّ الثنائيِّ اليميني المتطرف كي لا يسقطَ ائتلافُه.. وإن عَرضتْ عليه المعارضةُ تأمينَ غِطاء الصمود.