عن سنة قتال بسيف فلسطين/ عن اثنتين وثلاثين منها امينا عاما لمقاومة استعان بها التاريخ قراءة وكتابة, وعن عمر يناهز تحرير جنوب وحريات اسرى.. عين السيد حسن نصرالله امينا على الشهداء وصار سيدهم وامين دمائهم// هو زعيم الحزب الذي هزم اسرائيل وحده , ثأئر لنكسات وخيبات وانكسارات الحروب المغشوشة , رفعه الميدان العسكري الى مصاف رجال وقفوا في وجه محتلي الارض فأوقفهم خلف الحدود ثمانية عشر عاما// غاب اشرف الناس, وتوارى خلف من وصفهم يوما بأحبائي.. والذين كان يقبل نبل اقدامهم في حر تموز وحربه// مات حسن نصرالله ونكست العمامات قماشها بأسودها وأبيضها.. وأصيبت بيئة المقاومة وبضع من لبنان بداء الخسارة المؤجلة لتسييل الدموع/ قتلته اسرائيل تحت سابع ارض بعدما حير بمعسكرها الارض ودفع بأقوى جيوش العالم الى البكاء عند بوابات المغادرة في الجنوب بعد احتلال دام عشرين عاما/ اغتيل, استشهد, رحل, غاب.. لكن حضوره سيلازم جمهوره كصاحب زمان, وكقائد ومقرر في الساحات وإن خلفته ارفع القيادات// ولبنان تحت عصف الصدمة في استشهاد نصرالله الذي ذهب الى جوار ربه وملاقاة ابنه هادي.. والدمعة التي خبأها "ابو هادي" ستنهمر هناك في حضرة الشهادتين// والصدمات وقفت حاجزا امام العبارات التي خسرت جملها واوصافها ولم تف بالرحيل/ لكن بعضها تسلل وخط من وحي الايام المشتركة/ فتوجه الرئيس نبيه بري الى نصفه في "الثنائي"/ لأول مرة تخلف وعدا وتغادر من دون موعد.. أكتب إليك في عليائك وتخنقني العبرة وأنا الذي مسني الشوق لرؤيتك.. ومنعني لهيب النار من لقائك.. ثلاثة وثلاثون من العمر سويا.. انت منا ونحن منك ولم تحل بيننا أثقال جبال// إذا غاب سيد قام سيد/ وإن استشهد قائد رفع الراية آخر/ على طريق قال عنه نصرالله سنسلكه ولو استشهدنا جميعا/ لكن الشهادة في الزمن الصعب/ ثقيلة/ وبميزان ثقلها/ ترتسم الأسئلة/ حول ثغرات أمنية/ وأنفاق محصنة عصية على الاختراق/ لم تكن مطابقة لمواصفات الإقامة الآمنة/ أم أن تحقيق عملية الاغتيال جرى بتقنيات خارقة/ مسيرة بذكاء اصطناعي/ تفوقت على العقل الأمني للحزب والمقاومة// استطاعت إسرائيل الوصول إلى رأس الحربة في مقارعة العدو طيلة عقود/ وهذا الاغتيال يضع قادة المقاومة بكل ساحاتها في مرمى الاستهداف/ وجعلها مكشوفة وبلا غطاء فوق الأرض وتحتها يقيها الملاحقة/ فهل استطاعت إسرائيل أن تهدد استمرارية العمل المقاوم باستهداف قادتها ونخبها وآخرهم بعد السيد نصرالله الشيخ نبيل قاووق رئيس المجلس التنفيذي للحزب في عملية تصفية ممنهجة؟// اقتنصت إسرائيل ملهم الثوار وجلس عتاة مجرميها في حفرة/ يقيمون ما اقترفت أياديهم/ ومن أنهم نفذوا واحدة من أهم عمليات الاغتيال في تاريخ إسرائيل/ وشركاء الجريمة بالتمويل والسلاح والعتاد تواروا خلف المخاوف من أن يؤدي اغتيال نصرالله إلى اندلاع حرب شاملة//
والحرب بعد نصرالله مستمرة، هو سار في شهادته وقضى متأثرا بجراح غزة .. كان وعدا صادقا حتى في الموت واعطى فلسطين الروح والدم ..وعدو الارض ايضا مستمر في الحرب التدميرية وينزل على الضاحية الجنوبية اطنانه المتفجرة .. تسقط الابنية في الضاحية.. وشوهد بعضها تنهمر جدرانه دمعا مع التراب.
ودعم مخاوفه بتعزيز القوات الأميركية في الشرق الأوسط دفاعا عن إسرائيل/ وبمنطق التشفي قال سيد البيت الأبيض المحال إلى هامش التاريخ إن نصرالله مسؤول عن قتل مئات الأميركيين والإسرائيليين/ فماذا عن آلاف المدنيين في العراق وأفغانستان وسجناء أبو غريب وغوانتنامو/ وإرهاب الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ماركة العم سام المسجلة /./