"عدم اليقين" الاميركي بشأن الهجوم الإيراني المحتمل/ دفع بوزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إرجاء زيارته للمنطقة/ الواقعة على فالقين من تصعيد وصفقة/ وتعرضت أجواؤها لخرق دبلوماسي أميركي متعدد الأذرع / فأوفد البيت الأبيض بريت ماكغورك مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط إلى القاهرة ومنها إلى الدوحة/ وإليها وصل وليام بيرنز رئيس وكالة الاستخبارات المركزية تمهيدا للقاء الخميس/./ وقادما من مدينة الضباب/ حط الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت/ وهي المرة الأولى التي يستهل فيها جولته من العاصمة اللبنانية قبيل توجهه إلى تل أبيب/ وفي ميزان حسناتها أن هوكشتاين لم يحمل معه هذه المرة تهديدا أو تلويحا بعظائم الأمور/ وهو استهل زيارته من اليرزة بلقاء قائد الجيش/ قبل أن يتوجه إلى عين التينة ومنها إلى السرايا/ واختتم جولته في ساحة النجمة بلقاء وفد من المعارضة/./ وفي دردشة مع الجديد تمحورت حول اللقاء والأسئلة المتروكة بلا أجوبة/ قال رئيس مجلس النواب نبيه بري/ عن إمكانية نشوب حرب كبرى/ إن الأمر يتوقف على الأيام المقبلة/ في إشارة الى المفاوضات حول غزة/ وإن المفاوضات ستتم على أساس اقتراح بايدن من دون تعديلات/ ناقلا عن هوكشتاين وصفه هذه الجولة بانها بمثابة "الخرطوشة الأخيرة" / وأضاف بري أن الولايات المتحدة مارست ضغطا كبيرا على نتنياهو للسير بمقترح بايدن/./ وهذه المواقف تطابقت مع ما جرى نقاشه في السرايا/ وبحسب مصادر الجديد فإن الجانب اللبناني لم يتلق أي رسالة تهديد من هوكشتاين الذي أودع لبنان نصائح بألا يعطي نتنياهو ذريعة لجره إلى المعركة الكبرى/ وترك هنا ارشادات عسكرية سياسية بأن ينتظر اللبنانيون نتائج المفاوضات التي ستبدأ جولتها الأولى غدا في الدوحة وتستمر لجولات عدة/ وهو بعث برسائل غير مباشرة الى حزب الله بتخفيف اليد الحامية على الشمال/ ملاحظا أن عمليات الحزب ازدادت وتيرتها في الايام الاخيرة/ وختمت المصادر أن هوكشتاين تساءل عن موجب الرد الإيراني/ في وقت لم تعترف إسرائيل حتى اللحظة بمسؤوليتها عن اغتيال اسماعيل هنية/./ وفي قراءة بين السطور/ فإن هوكشتاين تحرك باتجاه لبنان أولا بهدف تبريد الجبهة الجنوبية/ على قاعدة أن كل حرب تنتهي بالتفاوض/ فوفروا على أنفسكم دمار بلدكم/ وهنا تكمن القطبة المخفية في ما يصرح به هوكشتاين في العلن/ وفي العلن أيضا يصل إلى لبنان متسلحا بالقبة الحديدية الأميركية/ الهجومية منها لا الدفاعية/ وبمنطق الترسانة العسكرية والنووية المنتشرة على بياض المتوسط/ فكيف بوسيط أن يأتي على متن بارجة؟/./ قلب هوكشتاين لا يزال على الشمال وعودة آلاف المستوطنين/ وهو في كلامه بعد الجولة قال إن الصفقة بشأن غزة ستساعد على الوصول إلى حل دبلوماسي في لبنان وستمنع حصول انفجار أكبر وستخلق الظروف لعودة النازحين اللبنانيين إلى الجنوب/ وعودة سكان الشمال الإسرائيلي الى منازلهم/ ويجب أن نستفيد من هذه النافذة للحل الدبلوماسي.. والوقت هو الآن/./ إلا أن الوقت الأميركي يسير على زمنين/ زمن الموافقة على صفقات تسليح طازجة لإسرائيل/ والاستعداد لمفاوضات الدوحة التي تجمع إلى الوسطاء كامل أعضاء الوفد الإسرائيلي المفاوض من موساد وشاباك مضافا إليهما المستشار السياسي لنتنياهو أوفير فيلك بحسب معاريف/ في حين نقل موقع أكسيوس عن مصادر أن حماس أوضحت أن ممثليها لن يشاركوا بمحادثات الخميس/ لكنها منفتحة على لقاء الوسطاء بعد الاجتماع/./ وقبيل الجولة الأولى من مفاوضات الفرصة الأخيرة/ اشتغلت الهواتف بين عواصم القرار / وكلها تناولت مستجدات جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على القطاع/ وأجمعت على الحاجة الملحة لضبط النفس وخفض التصعيد في الشرق الأوسط/./ ويبقى أن تترجم الأقوال إلى أفعال/ كلمة سرها من ثلاثة أحرف ومفتاحها غزة/ منها بدأت الحرب وإليها تنتهي.