بدوره أكد رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس" ان المجتمع الدولي واليونان يبذلون اقصى ما يمكن القيام به لتأكيد احترام وقف اطلاق النار ، والقرار الاممي الرقم1701 الذي يضمن سيادة لبنان الكاملة على الاراضي اللبنانية وتوفير الشروط للامن والسلام المستدام لشعبه".
وشدد على" أن اليونان كانت وستبقى شريكا كاملا في جهود اعادة بناء لبنان".
وكان رئيس الحكومة ونظيره اليوناني عقدا إجتماعا ثنائيا في السرايا بعد ظهر اليوم اعقبه لقاء موسّع شارك فيه عن الجانب اللبناني وزير الخارجية عبد الله بو حبيب ، قائد الجيش العماد جوزاف عون ، الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ومستشارو رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس ، السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي.
وحضر عن الجانب اليوناني وزير الخارجية جورج جيرابيتريتيس، السفيرة في لبنان دسبينا كوكولوبولو، رئيس هيئة الأركان العامة للدفاع الوطني الجنرال ديميتروس خوبيز، والمدير الديبلوماسي في مكتب رئيس الوزراء ايوانيس ميلتيادس نيكولايدس.
وكان رئيس الوزراء اليوناني قد وصل الى السرايا بعد الظهر، حيث كان الرئيس ميقاتي في استقباله في الباحة الخارجية حيث اقيمت له مراسم الاستقبال الرسمية وتم عزف النشيدين اللبناني واليوناني.
ثم صافح الرئيسان ميقاتي وميتسوتاكيس اعضاء الوفدين اللبناني واليوناني .
في ختام المحادثات عقد الرئيسان ميقاتي وميتسوتاكيس لقاء صحافيا مشتركا، فقال الرئيس ميقاتي:"سعدنا اليوم باستقبال رئيس وزراء اليوناني السيد كيرياكوس ميتسوتاكيس والوفد المرافق وبحثنا في خلال المحادثات مختلف ملفات التعاون الثنائي والعلاقات المميزة التي تربط بلدينا وأوجه التشابه الكثيرة بينهما.
بداية بحثنا في التعاون المشترك وامكانات عقد اتفاقات ثنائية اقتصادية وتجارية بين البلدين قد تسهم في تعزيز العلاقات وتقويتها ومساعدة لبنان على الخروج من ازمته المالية والاقتصادية،استنادا الى الازمة المشابهة التي مرت بها اليونان والتي تجاوزتها الى حد كبير في السنوات القليلة الماضية.
في الشق السياسي، تطرقنا بالبحث الى الوضع الراهن في لبنان في ضوء الاجراءات المتخذة لوقف إطلاق النار. وشددنا على أهمية التقيّد ببنود هذه الاجراءات وضمان استمراريتها، وخاصة التنفيذ الكامل للقرار 1701.
وخلال اللقاء اكدنا الدور المهم للجيش في هذا المجال، وعبّر الرئيس ميتسوتاكيس عن استعداد اليونان للعمل على تأمين احتياجات الجيش وفق لوائح مفصلة، وهو الموضوع الذي تم بحثه في اجتماع ثنائي بين قائد الجيش ورئيس اركان الجيش اليوناني .وفي هذا المجال، فاننا نوجه التحية لليونان لمساهمتها في قوات حفظ السلام في الجنوب.
إننا على ثقة أن انضمام اليونان للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي عن عامي 2025 و2026، سيساعد في ايصال الصوت اللبناني والدفاع عن حق بلدنا في السلم والاستقرار، ووقف العدوان الاسرائيلي عليه.
خلال اللقاء ايضا ،طلبت من الرئيس ميتسوتاكيس امكان افادة لبنان من الخبرات اليونانية في مجال الاصلاحات الاقتصادية، والتعافي المالي خصوصا وان البلدين مرّا بتجارب مشابهة في هذا المجال.
دولة الرئيس: إننا نقدر عاليا زيارتكم لبلدنا في هذا الوقت الصعب ووقوفكم الى جانبنا ودعم وطننا على تجاوز محنته.
كما نعول على جهودكم الصادقة في سبيل دعم لبنان ونهوضه وتعزيز العلاقات التاريخية بين بلدينا في المجالات كافة.
شكرا لحضوركم والى المزيد من التعاون."
بدوره قال رئيس وزراء اليونان:" أشكركم على هذا الاستقبال الحار في بلدكم الذي نتشارك واياه صداقة قوية ، وانا كنت انوي الحضور الى بيروت قبل عشرة ايام، ولكن من المهم ان نرى كيف تغيرت الامور الاقليمية منذ ذلك الحين ، وهي ما زالت في طور التغيير في هذه الايام واصبحت سوريا الان في صلب الاهتمام، ولكن ذلك لا يعني باي طريقة من الطرق ان لبنان وشعبه بعيدان عن قلبنا وأفكارنا واهتمامنا.اليوم نجد انفسنا، كما قلتم، في منعطف حساس ومهم ،وان وقف اطلاق النار مع اسرائيل قدم ووفر اول نظرة امل منذ فترة طويلة، ونحن نرحب بذلك ، وان جهود الوساطة التي قادتها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا جديرة بالتقدير ، وادت الى هذا التطور المهم، وان تطبيقه بالكامل من الجانبين أساسي ومهم، لانه يحق للشعبين من ناحيتي الحدود العيش بكرامة من دون صواريخ وقذائف، وبالتأكيد ان المجتمع الدولي واليونان يبذلون اقصى ما يمكن القيام به لتأكيد احترام وقف اطلاق النار ، والقرار الاممي الرقم1701 الذي يضمن سيادة لبنان الكاملة على الاراضي اللبنانية وتوفير الشروط للامن والسلام المستدام لشعبه.
كما تعلمون ان اليونان صديقة لشعب المنطقة وانا هنا لاقدم لكم رسالة دعم كبيرة ، كوني رئيس الوزراء والقائد الأوروبي الاول الذي يزور لبنان بعد تطبيق وقف اطلاق النار ،ونعلم كم عانى لبنان وعانيتم ايضا وكم صمد لبنان ونحن نشد على هذا الصمود، وان وجودي هنا يعكس اهتمام دولتي الصادق بلبنان ومؤسساته الرسمية بكل الوسائل الممكنة في هذه الأوقات الحساسة والمهمة ، حيث يجب بالتأكيد تثبيت هذه الروابط التاريخية ونتمنى لكم السلام والمستقبل المزدهر بالنسبة للبنان."
وبالنسبة الى سوريا بالتاكيد ان سقوط نظام الاسد يعتبر تطورا نرحب به، وهو يحتوي ايضا على مخاطر في ما يتعلق بالهجرة والامن، وعلينا ان نعمل سويا وبشكل جماعى لضمان سيادة وسلامة اراضي سوريا واحترام حقوق الانسان في كل المجتمعات والفئات الاثنية في هذا البلد الذي يتمتع بتاريخ تراثي مهم للغاية. لقد تمكنت من الاجتماع ببطريرك أنطاكية ،وقدم كلمة الاحد الماضي مهمة حيث قال:"هناك روابط وتاريخ مع كل الدول رغم كل ما مرت سوريا به وما قاله ينطبق على سوريا وعلى لبنان .
وان العملية السياسية والطريق السياسية في المستقبل يجب ان تشمل كل المجموعات وتعالج ايضا اي اختلافات وانقسامات في سوريا كون الشعب السوري عانى كثيرا . وكما نعرف ايضا هناك موضوع النازحين السوريين ونامل بأن يسمح الاستقرار المستقبلي في سوريا بعودة ملايين النازحين الذي يتواجد عدد كبير منهم في لبنان ، إلى سوريا.
وفي الوقت ذاته فان موضوع وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يبقى في صلب الاهتمامات الديبلوماسية لكي يمكن ارسال المساعدات الإنسانية إلى شعب غزة وصولا إلى إعادة أحياء حل الدولتين.
كما قلتم في ما يتعلق بتعزيز وتقوية مؤسسات الدولة في لبنان، فان ذلك يعتبر مهما للغاية بالنسبة لنا، وبالتأكيد نأمل أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، ونحن سنبقى إلى جانبكم، وهذه كانت رسالتي الأساسية إلى دولة رئيس الوزراء، وأريد أن انقل إلى الشعب اللبناني بأن اليونان كانت وستبقى شريكا كاملا في جهودكم لاعادة بناء بلدكم، ولدينا نقاط مشتركة كبيرة مع لبنان حيث لدينا جالية لبنانية كبيرة تمكنت من لقائها اليوم، ولدينا أيضا جالية لبنانية كبيرة في اليونان.
لقد أرسلنا المساعدات الإنسانية والمالية إلى لبنان في الاشهر الاخيرة، والمهم الآن هو تعزيز مؤسسات الدولة وتمكينها ، وبالتاكيد فإن التطورات في سوريا تزيد إلحاح وضرورة دعم صمود لبنان في معالجة التهديدات وحماية حدوده. والحاقا بالاجتماع برئيس الوزراء اللبناني وايضا برئيس مجلس النواب أيضا، أصبحت أشعر بأمل كبير بأن القادة اللبنانيين سينتهزون هذه الفرصة ويعملون بسرعة معا لرؤية مشتركة لبلد مزدهر وسالم،ونحن سنكون إلى جانبكم وسننضم إلى مجلس الأمن كعضو دائم بداية شهر كانون الثاني من العام الجديد، ونريد أن نكون عاملا يساهم في الاستقرار في كل المنطقة، وندعم كل الجهود لسلام مستدام، وندعم بالكامل تطبيق القرار1701 .
وفي هذا الإطار من الأساسي والمهم دعم الجيش اللبناني الذي من المفترض به ان يتحمل دورا كبيرا في تطبيق هذا الاتفاق واتفاق وقف إطلاق النار وعودة النازحين إلى منازلهم، وقد ناقشنا مع دولة رئيس الوزراء طريقة القيام بذلك. وأن الجنرال اليوناني رافقنا في هذه الزيارة للمساهمة في تعزيز الروابط بين الجيشين وبالتأكيد نقر بدور "اليونيفيل" الأساسي في توفير الاستقرار والسلام للمنطقة، ونحن كنا دوما ندعم"اليونيفيل" من خلال المشاركة في جنود السلام.
دعوني اختم بالقول: "نعرف بأن الطريق إلى الأمام لن تكون سهلة وأخذت ملاحظة بما قلتم بشأن تعزيز الروابط بين مجتمعات الأعمال بين الدولتين، ونعرف بأن بلدكم قد مر بأزمة اقتصادية عميقة ولكن بإمكان ذلك أن يكون لمحة إيجابية كون اليونان أيضا مرت بأزمة مماثلة ولكننا تمكنا من استعادة العافية والنمو مجددا، ونإمل بأن يكون ذلك أملا لكم. وفي ما يتعلق بوجود هذه الفئات التي قال عنها جبران خليل جبران بأن كل فئة او قسم لبناني بعتبر بأنه أمة، فان قوة لبنان تكمن في هذا التنوع وبقدرتكم على الوقوف مجددا رغم الظروف الصعبة، فاليونان تبقى شريكة لكم في السعي إلى الوصول إلى السلام والازدهار .
وعقد في السرايا خلال زيارة رئيس وزراء اليونان اجتماع بين وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب ونظيره اليوناني جورج جيرابيتريتيس.
كما عقد اجتماع بين قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس هيئة الأركان العامة للدفاع الوطني الجنرال ديميتروس خوبيز.