اليوم طويت الصفحة الأخيرة على آخر رجالات الدولة
اليوم مشى لبنان في مأتمه وعلى كتفيه حمل نعشه وقلما تسير الأوطان في جنازاتها. اليوم لم يمش الوطن العربي إليه، كما في الحلم الذي راوده عن عروبة وقومية موحدة، وعن فلسطين توأم الروح والنبض التي سكنته وأقام فيها.. مقام النفس في الرئة، الرئيس سليم الحص، الضمير الحاضر أبدا بالضمير الحاضر لا الغائب، ليس مثلك بيننا اليوم، ولا بعدك، شيعتك البلاد إلى آخر مثاويها، وألقت عليك آخر مراثيها والسلام، لكنك وأنت المثقل بهم الوطن، الزاهد في كل المناصب، نظيف الكف والجيب، رجل المؤسسات بلا منازع من رأس حكومتها ودبلوماسيتها ونيابتها، والمقاوم حتى تحرير الشبر الأخير، انكفأت عنا، يوم أصبح الوطن العربي وطنا بلا خرائط، مشطوب الخاصرة في فلسطين، فانزويت في ثياب الحداد، وبقيت الضمير الذي يصرخ فينا، ويوخزنا ونحن نقف متخاذلين.