زَحفاً.. زَحفاً نحو دمشق هو شعارُ المرحلة// بلا مراسِمَ وَلَّى ابو محمد "الجولاني" نفسَه حاكماً بأمرِ سوريا الانتقالية/ وبلا دَعَواتٍ رسمية تداعتِ الدولُ إلى "بيت الشرع"،/ وما كان محرَّماً صارَ افضلَ الحَلال إيذاناً بشطبِ الاسمِ من دائرة نفوسِ الإرهاب وإخضاعِه لتبييضِ الأعمال// وعلى اليومِ التالي افتَتح البيتُ الأبيض خطاً مباشِراً معَ "قصرِ الشرع"،// ففي أولِ زيارةٍ دبلوماسيةٍ رسمية منذ أكثرَ من عَقدٍ من الزمن، زار وفدٌ أميركي العاصمةَ دمشق من دون "حجاب"،/ ووصل بسياراتٍ تحملُ لوحاتٍ أردنيةً ويرفرفُ عليها العَلَمُ الأميركي/ ووُضع على الزجاجِ الأمامي لكلِّ سيارةٍ ورقةٌ كُتب عليها بالعربية والانكليزية هذه قافلةٌ رسميةٌ للولايات المتحدة الأميركية، بحَسَبِ فرانس برس// ضم الوفدُ مساعدةَ وزيرِ الخارجية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف والمبعوثَ الرئاسي لشؤونِ الرهائن ومستشاراً خاصاً/ واللقاءُ الذي انعقد في مقر إقامة "الجولاني" في أحدِ فنادقِ العاصمة السورية، وُصف بالجيد والمفيد/ وتخلَّلَه نقاشٌ معَ زعيم هيئةِ تحرير الشام حول رفعِ اسمِ الهيئة عن قوائمِ الإرهاب.. وانهاءِ العقوباتِ عن الشعبِ السوري ومن بينها قانونُ قيصر.. كما تخلله بحثُ مبادئِ الانتقالِ نحو سوريا جديدة/ وبعد فراغِ الوفد من المحادثات معَ حاكمِ سوريا الجديد والمصنَّفِ أميركياً على لائحة الإرهاب.. التقى ممثلينَ عن المجتمع المدني للوقوف على رؤيتِهم لمستقبل بلادِهم// وبعد انتظارٍ صُحفيٍّ مطول لخروجِ الوفدِ الاميركي بتصريحٍ الى الاعلام عن لقاء الجولاني اعتذر الاميركيون عن عدمِ الظهور لاسبابٍ قالوا انها امنية/ ووجدَ الطاقِمُ الاميركيُّ المحاوِرُ نفسَه في حَرَجٍ إذ سيُدلي بتفاصيلَ عن اجتماعٍ الى شخصيةٍ وَضعت واشنطن لها عَشَرَةَ ملايين دولار لمن يُدلي عن بمعلوماتٍ في شأنها/ لكن اميركا غَسَلت ذنوبَها على الارض السورية نفسِها عشيةَ زيارةِ وفدِها الى الشام.. اذ تشاءُ الصُّدفُ انْ تعلِنَ القيادةُ الوسطى الأميركية انها نَفذت غارةً استَهدفت زعيمَ تنظيمِ الدولة أبو يوسف المعروف باسم محمود في دير الزور"،/ وخيرُ هذا بِشَرِّ ذاك.. على درب الانفتاح/ وعند هذا الدرب أَعلنتِ الإدارةُ الجديدة في سوريا التحضيرَ لاجتماعٍ موسع خلال الأيام المقبلة/ يضمُّ ممثلين عن فصائلَ عسكريةٍ شاركت في الثورة وتجمعاتٍ سياسيةً ومجتمعاً مدنياً وكفاءاتٍ علميةً ومستقلين/ لوضعِ أسسِ المرحلة الانتقالية وآليةِ إدارةِ الدولة في الفترة المقبلة/ وفي حديث صُحُفي نَأَى"الشرع" بنفسه عن لبنان/ وقال: سنقفُ على مَسافة واحدة من جميع اللبنانيين والعلاقةُ معَ الجار ستقوم على الاحترام المتبادَل/ مع أنَّ "الشرع" لم يَعتمدِ الحِيادَ فيما خصَّ رئاسةَ الجمهورية حين رحب بانتخابِ العماد جوزف عون/ و"طلبُ القرب" من المؤسسةِ العسكرية بعد سنواتٍ من معركة "فجر الجرود" لا يُلغي جريمتَه بالتقادم/ ولا يشملُهُ عفوٌ عام// وربطاً بمِلفات تلك المرحلة/ ومعَ سقوطِ النظام السوري/ تحركَ مِلفُّ الموقوفينَ الإسلاميين في السجون اللبنانية طلباً للعفو العام/ بموقفٍ لمفتي الجمهورية طالب فيه بضرورة إنهاءِ هذا المِلف بطريقةٍ قانونيةٍ عادلة/ فيما تَقدمت كتلةُ الاعتدال باقتراحِ قانونٍ مُعجّلٍ مكرّر يرمي لمعالجة هذه القضية وَفق الأصولِ القانونية/ وفي حديث للجديد/ نفى وزيرُ العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري/ وجودَ تواصُلٍ مع الرئيس نجيب ميقاتي بخصوص قانونِ العفو العام/ ولا يؤيدُه/ ولا صِحةَ لكلِّ ما يتمُّ تداولُه عن إخلاءِ سبيلِ الموقوفين/ وإذ أعلن وزيرُ العدل أنه لا يؤيدُ العفوَ العام/ فهذا القانونُ يحتاجُ إلى رئيسٍ للجمهورية/ وعمليةُ البحث عن الرئيس "المؤجل" لن تتوقفَ خلال عطلةِ الأعياد/ أما الامتعاضُ المسيحي من ترشيح وليد جنبلاط لقائدِ الجيش فجاء متأخراً سنتينِ وشهرين/ عن فراغٍ دارَت فيه الأقطابُ المسيحية حول نفسِها/ وضَربت مساعيَ الراعي في جمعِها وتوافقِها على اسم مرشح// أن تتدخلَ الدولُ في الاستحقاق الرئاسي/ وأن تضعَ الخماسيةُ مواصفاتِ الرئيس العتيد فتلك وجهةُ نظر/ أما أن يُسمِّيَ طرفٌ لبنانيٌّ مرشحاً.. ففي نظرِ المسيحيين جريمةٌ لا تُغتفر.