جدل في ألمانيا بسبب وثيقة تنتقد ترامب

2025-01-20 | 02:25
جدل في ألمانيا بسبب وثيقة تنتقد ترامب

تسبّب تسريب وثيقة دبلوماسية من السفير الألماني في واشنطن ينتقد فيها دونالد ترامب بشدة، إلى وسائل الإعلام، في إثارة الجدل امس عشية تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب.

فقد أعرب السفير الألماني لدى الولايات المتحدة الذي سيمثل بلاده في حفل تنصيب دونالد ترامب، عن قلقه من "الخطط الانتقامية" لترامب، ورأى أن برنامجه قد يقوض الديموقراطية في أميركا، وذلك في وثيقة سرية نشرتها الأحد صحيفة "بيلد".

وردت تصريحات أندرياس ميكايليس في برقية دبلوماسية أرسلت الثلاثاء الماضي  إلى وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، دان فيها "استراتيجية التعطيل القصوى" التي يتبعها الرئيس الأميركي الجديد "لإعادة ترسيم النظام الدستوري" لبلاده بحسب الصحيفة.

 

ورفضت وزارة الخارجية الألمانية التعليق في اتصال مع وكالة "فرانس برس"، "من حيث المبدأ" على "وثائق داخلية أو تحليلات أو تقارير السفارات".

الى ذلك وخروجا عن الأعراف الدبلوماسية المعتادة، بحسب "فرانس برس" ، رأى ميكايليس في الوثيقة الداخلية السرية، أن ترامب رجل مدفوع بـ"الرغبة في الانتقام" معتبرا أنه قد يتجه نحو "تركيز السلطات القصوى في يد الرئيس" على حساب الكونغرس والولايات الفدرالية.

واعتبر السفير الألماني الذي كان قبل أكثر من عشرين عاما المتحدث الرسمي باسم وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر، أن المبادئ الديموقراطية الأساسية للولايات المتحدة قد "تقوض إلى حد كبير" بهذه الطريقة لممارسة السلطة.

ويأتي تسريب البرقية الدبلوماسية في توقيت غير مؤات بالنسبة لبرلين، خصوصا أن السفير البالغ 65 عاما سيمثل الحكومة الألمانية اليوم خلال حفل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد.

وفي تحليله أعرب أيضا عن قلقه من تهديدات "الترحيل الجماعي" للأجانب والإشراف على التحقيقات القضائية، مع سعي ترامب إلى تعيين حلفاء في مناصب رئيسية، على قوله.

كما أنه قلق من رغبة ترامب وحليفه إيلون ماسك، في فرض قيود على حرية التعبير والحد من حقوق الأقليات.

وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك هذه الوثيقة، لكنها شددت على أنها كانت مصنفة "سرية" وكان ينبغي أن تظل كذلك.

وقالت مساءً للتلفزيون الرسمي عندما سئلت عن الموضوع "بالطبع تعمل السفارات على كتابة التقارير، هذا هو عملها، خصوصا عندما تكون هناك تغييرات حكومية، حتى نعرف موقفنا. وبالطبع سفارتنا في واشنطن تفعل ذلك أيضا".

 

وحاولت الوزيرة التقليل من أهمية الموقف، قائلة إن "الرئيس الأميركي (المنتخب) كان سبق له أن أعلن ما ينوي فعله، خصوصا في ما يتعلق بالقرارات التي ستُتخَذ في البيت الأبيض مستقبَلا (...) وعلينا بالطبع أن نكون مستعدين لذلك".

كما سعت وزارة الخارجية الألمانية إلى التقليل من أهمية التسريب في الإعلام قائلة إن الولايات المتحدة "هي أحد أهم حلفائنا". وأضافت "علينا الحفاظ على التعاون الوثيق مع الإدارة الأميركية الجديدة بما يخدم مصالح ألمانيا وأوروبا".

وقال لارس كلينغبيل الرئيس المشارك للحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يتزعمه المستشار أولاف شولتس في مقابلة السبت للصحيفة نفسها، إن "من الضروري العمل بشكل جيد مع كل حكومة أميركية، لكن الإشارات الأولى التي وردتنا غير مشجعة".

وأضاف "نمد يدنا لدونالد ترامب" لكن "لنكن واضحين: إذا رفض اليد الممدودة علينا أن نكون أقوياء وندافع عن مصالحنا".

وكتبت صحيفة "كولنيشه روندشاو" الألمانية أن "برلين تجعل من نفسها أضحوكة قبل تغيير السلطة في الولايات المتحدة".

وبالنسبة إلى السفير الألماني السابق في واشنطن والمدير السابق لمؤتمر ميونيخ للأمن، فولفغانغ إيشنغر، فإن "التسريب سامّ للأسف في الوضع الحالي" لأنّ من شأنه إثارة حفيظة الإدارة الأميركية الجديدة.

كما أعرب زعيم المعارضة المحافظة في ألمانيا، فريدريش ميرتس، المرشح الأوفر حظا في استطلاعات الرأي لتولي منصب المستشار، عن استيائه من "نشر تعليق من سفارة ألمانية مليء بكل أنواع الانتقادات والهراء حول الرئيس الأميركي المنتخب".

وأضاف خلال اجتماع انتخابي "الرئيس الأميركي وحكومته لا يحتاجان إلى أن تُوجّه إليهما ألمانيا أصابع الاتهام". ويحاول ميرتس منذ أيام أن يبعث برسائل انفتاح.

Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق