وتابعت "فرانس برس" انه استنادا إلى صور التقطتها أقمار اصطناعية، قالت "نيويورك تايمز" إنّها رصدت في وسط قطاع غزة تسريعا لأعمال بناء هذه القاعدة بالتوازي مع هدم أكثر من 600 مبنى في المنطقة، ما يؤشّر إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يخطّط لوجود طويل الأمد في القطاع.
وجاء الموقف الاميركي عقب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" اشارت فيه الى ان "الجيش الإسرائيلي عمل على توسيع وجوده في وسط غزة في الأشهر الأخيرة، حيث قام بتحصين القواعد العسكرية وهدم المباني الفلسطينية، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وصور الأقمار الصناعية، وهي الخطوة التي تشير إلى أنه ربما يستعد لفرض سيطرة طويلة الأجل على المنطقة."
ولفتت الصحيفة الى انه منذ الأشهر الأولى من الحرب في غزة، احتلت القوات الإسرائيلية طريقًا يبلغ طوله أربعة أميال، يُعرف باسم ممر "نتساريم"، والذي يقسم الجيب، لمنع مئات الآلاف من النازحين من غزة من العودة شمالاً.
كما هدم الجنود على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، أكثر من 600 مبنى حول الطريق في محاولة واضحة لإنشاء منطقة عازلة. وقاموا بسرعة بتوسيع شبكة من البؤر الاستيطانية المجهزة بأبراج الاتصالات والتحصينات الدفاعية.
وبحسب "نيويورك تايمز" أثار التوسع تكهنات حول خطط "إسرائيل" لمستقبل غزة، ولفتت الى انه توسعت إحدى أكبر القواعد الإسرائيلية، التي تقع عند تقاطع ممر نتساريم والطريق السريع الرئيسي الممتد من الشمال إلى الجنوب، بشكل مطرد على مدار العام. وهي تحتوي الآن على بنية تحتية واسعة النطاق، مثل برجين للاتصالات ونقطة تفتيش كبيرة، وفقًا للقطات الأقمار الصناعية.
ووفقًا لتحليل صحيفة التايمز، قامت القوات الإسرائيلية بتسوية ما لا يقل عن 620 مبنى سكنيًا ودفيئات زراعية ومنشآت أخرى بالأرض من 3 ايلول إلى 21 تشرين ثاني. ونشر جنود إسرائيليون من كتيبة الهندسة القتالية 749 التابعة للجيش مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لعمليات الهدم التي نفذوها.
وتعليقا على هذا التقرير، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إنّ الولايات المتّحدة لا تستطيع تأكيد هذه المعلومات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعرب منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس قبل أكثر من عام عن معارضته لأيّ وجود إسرائيلي دائم في غزة.
وقال باتيل خلال مؤتمر صحافي إنّه إذا كانت معلومات نيويورك تايمز "صحيحة، فمن المؤكد أنّ هذا الأمر يتعارض مع عدد من المبادئ التي حدّدها الوزير بلينكن".
وأضاف "لا يمكن أن يحصل تقليص للأراضي في غزة. أكثر من ذلك، لا يمكن أن يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من منازلهم".
من جانبه، أعلن الجنرال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، أنّ موقف الولايات المتحدة هو أنّ "إسرائيل يجب أن لا تستمر في احتلال غزة بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار وبعد القضاء على التهديد الذي تشكّله حماس".
وأضاف "سنواصل التشاور مع شركائنا الإسرائيليين بشأن هذا الموضوع، لكن الأهمّ هو تحقيق وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء هذا النزاع الرهيب".
وفي تقريرها، نقلت "نيويورك تايمز" عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إنّ الإنشاءات الجارية هدفها تشغيلي، مؤكّدا أنّ أيّ بناء يمكن تفكيكه بسرعة.