تمقت اسرائيل مدنا مرفوعة على قلاع ومبنية من ملح البحر الى قدسية الأرض.. هي في مواجهة صور.. المدينة التي مر عليها المسيح وعجز عنها الاسكندر وعلى بنيانها احيرام/ تحرسها ينابيع رأس العين بلوغا نحو نهر الليطاني.. إنها المعمورة البحرية التي بنت قصورا لها في الكتاب المقدس/ اسمها بالسامية.. من صوان وحجر،/ وبالفينيقية هي الصخرة التي تتكسر عليها امواج الدنيا,/ ولأنها تحت هذه المواصفات.. فقد واجهت صور نار عدوها للمرة الثانية في اسبوع فكان عمرانها يعصف بالدمار.. ويتلقى شاطئ بحرها الرماد عنها// وطارت شهب صور الى لندن حيث محادثات لبنانية- بريطانية اختتمها الرئيس نجيب ميقاتي بلقاء نظيره البريطاني كير ستارمر/ لكن تدمير الحضارات كان الصوت الاقوى في المحادثات اذ ظل ميقاتي على تواصل مع بيروت لاستيفاء انباء القصف الهمجي/ وقلب ميقاتي خفق على شارع نبيه بري في مدينة صور إذ إن الاستهداف الاسرائيلي يضرب حيث شوارع ومؤسسات ومشاف ومناطق تخضع بيئتها لرئيس مجلس النواب/ وهي ضربات للحل السياسي الذي يستبعده بنيامين نتنياهو ويفضل عليه الاستمرار بالنار على الرغم من ان دخانها سيغطي صناديق الانتخابات الاميركية بعد ايام/ اول الكلام خلال ادلاء الرئيس الاميركي بصوته في هذه الانتخابات قال بايدن: سأقوم فورا بمتابعة جهود وقف إطلاق النار مع فريقي.. فريقي يبحث الآن عن الحل/ والحرب يجب ان تنتهي// وعزم بايدن على وقف اطلاق النار.. ليس مطابقا لمواصفات نتنياهو الذي أبلغ البرلمان الاسرائيلي بانه ملتزم تفكيك شبكة حماس في غزة وحزب الله في لبنان/ وقال: بيتنا ليس كبيت العنكبوت بل هو من فولاذ، وفي اليوم التالي لن تحكم حماس في غزة ولن ينتشر حزب الله على حدودنا الشمالية/ لكن نتنياهو ابدى موافقته على صفقة صغيرة لتحرير اربعة اسرى اسرائيليين مقابل يومين من وقف اطلاق النار/ صفقة اكثر من مذلة للفلسطينين جاءت بطرح مصري ولم تقدم لأهل غزة اي مكاسب لا بل إنها تمنح الجيش الاسرائيلي استراحة محارب لثمان واربعين ساعة قبل ان يعاود تلقيم البارودة في حرب الابادة/ واضافة الى مساعي القاهرة فإن الحلول تم اختبارها في الدوحة، وعرجت على الاردن الذي دخل وسيطا في آلية تطبيق القرار 1701 لما تملكه المملكة الهاشمية من علاقات جيدة مع الجيش الاميركي والمؤسسة العسكرية اللبنانية/ غير أن كلا من عمان والدوحة تنتظر ايضا وجهة سير تل ابيب التي تبدي العصيان على الحلول.. وفيما أفيد عن زيارة كان سيقوم بها الوسيط الاميركيي اموس هوكستين الى اسرائيل فإن الرجل غاب عن رادار الرؤية.. ولم يتم تسجيل اي تواصل بينه وبين المسؤولين اللبنانيين لتبيان ما اذا كان قد اتم زيارته الى تل ابيب ام انه استعاض عنها باجراء محاكاة عن بعد.