قَتَلَةُ الأنبياء ...يَقتلون رُسُلَ الكلمةِ عند جبهةٍ سلاحُها مذَخَّرٌ بالصوتِ والصورة/./ وفي مَيدانِ نقلِ الخبر / كانتِ الصِّحافةُ قُربانَ الدمِ ِ المسفوك على زَيتون حاصبيا وتِينِ تِشرينِها /./ حُرَّاسُ العدسةِ والكلمة/ ومنذ الطُّوفانِ كانوا نشيدَ الذين لا نَشيدَ لهم/ كَبُرتِ القرى سنةً معهم / وارتَدَتِ الحقولُ ثيابَ الفصولِ وهي تراقبُهم / وأَوْدَعَتْهم البيوتُ أماناتِها/ تماهَوْا معَ الأرض/ فنَقلوا مجازرَ ممتدةً من وريدِ الحدود إلى الوريد/ ونَسجوا بالعينِ المجردة حكاياتِ الصمود / قبل أن يُحَوِّلَ الاحتلالُ كلَّ الأماكنِ إلى أرضٍ محروقةٍ فوقَ رؤوسِ ساكنيها/./ وهم سادةُ الأرضِ لم يُثْنِهِم صعبٌ عن العمل// هُمُ الشهودُ حتى الشَّهادة/ نَقلوا الخبرَ قبل أن يصبحوا عاجِلَه/./ وفيما كان الزملاءُ في استراحةِ مراسل/ استَهدف العدوُّ غَفوَتَهم/لاحَقَهم في المَنام بعد اليَقَظة/ وأَنْزَلَ عليهم حِقدَ الصواريخ/ من دون سابقِ إنذارٍ إلا من هديرِ الطائراتِ الحربية وهي تُغِير/ فتقتلُ عن سابقِ ترصُّدٍ وتعَقُّبٍ زملاءَ في قناتَي المنار والميادين/ وتَجرحُ زملاءَ من القاهرة الإخبارية والجزيرة/ وليس بالجديد على الجديد/ أن تتعمَّدَ شاشتُها بالاستهداف من عدوانِ تموز إلى عدوانِ أيلول / فيمتزجُ دمُ المصوِّرِ الجريح إيلي أبو عسلي ابنِ عيتا الفخار البقاعية بترابِ حاصبيا/ ويتلو المراسل محمد فرحات رسالةَ الدمار كصلاةِ فَجْرٍ وهو الذي تَعمَّدَ سنةً كاملةً بنيران الحدود / محمد فرحات الخارجُ من رَحِمِ الموتِ المُحتَّم إلى الحياة كان معَ نُخبةٍ اعلاميةٍ محليةٍ وعربية تضم كلاً من الجزيرة /سكاي نيوز/ القاهرة الاخبارية / ام تي في / الجديد / العربي / المنار والميادين . وقَعت هذه النُّخبةُ تحت رصدِ الاحتلال الذي يَفرِضُ رَقابةً عسكريةً مشددة على خسائرِه وإخفاقاتِه/ أرادَها ضربةَ انتقامٍ لكتمِ الصوت وقتلِ الصورة/ عند جبهةٍ/ حوَّلَها مقاوِموها إلى مَسلخٍ لضباطه وجنوده ومَقبرةٍ لدباباته ومِصيدةٍ لمسيّراته بشَهادةٍ مصورة/ وهو أصيب بمقتلِ خمسةَ عشَرَ بين ضابطٍ وجندي في أربعٍ وعشرين ساعة/ ومن بينهم ضابطٌ التقَطَ صورتَه الأخيرة أمام مبنى بلدية راميا/ في المَيدان تَحققت نبوءةُ السيد: دَخلوا عمودياً ويَخرجون أفقياً/ وعن المَيدان أَجمعت يديعوت أحرونوت وهآرتس على إن اسرائيل بدأت تغوصُ في وحْلِ لبنان/./ على جبهة الإسناد السياسية/ قدَّم رئيسُ حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جردةَ حسابٍ لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للحصول على التزامٍ حقيقي من إسرائيل بوقف إطلاق النار/ خاصة أن التجارِبَ السابقة أثَّرت على صُدقية الجهودِ الدولية/ وطالب بضرورة وقفِ إطلاق النار وردعِ العدوان الإسرائيلي الذي أدى الى نزوحِ أكثرَ من مليونٍ واربعِمئةِ ألفِ لبناني/ وشدد على التزام لبنانَ بتطبيق القرار 1701 من دون أيِّ تعديل/أما المبعوثُ الاميركي آموس هوكشتاين فاعاد التأكيدَ على مندرَجاتِ القرار 1701 في حديث للجزيرة/ ولم يَقْرُبْ من آليات التنفيذ التي لا يَعرفُ سِرَّها إلا ثلاثة / هوكشتاين وميقاتي وبري/وانكشف الحِجابُ عنها في سلسلةِ الاعتداءات التي طالت حركةَ أمل ومعاقلَها وناسَها وقد شَيعتِ النبطية منهم اليومَ ثلاثةَ عشَرَ شهيدا في كسار الزعتر /./ وكَسَّاراتُ اسرائيل واميركا مستمرةٌ بدكِّ حصونِ الرئيس نبيه بري طلَبَاً لرايتِه البيضاء معلناً بشكلٍ أُحادي وقفاً لاطلاق النار والموافقةَ على اقامةِ المنطقةِ المحروقةِ العازلة لعودة المستوطنين الى الشمال . لكنَّ الجوابَ اللبنانيَّ لتاريخِه .. أَوقِفوا اطلاقَ النارِ اولاً .. ولن يتمَّ غَدرُنا مرتين .