تُصبِحون على وطن من رتبة بطلِ الأمس شهيدِ اليوم// محمد فرحات/ رائدٌ ضَبطَ المواجهةَ على النُّقطة صفر/ حين وقفَ بوجه المحتل مدافِعاً عن آخِرِ شبرِ ترابٍ في عيتا الشعب والجيشِ والمقاومة/ وما بين أرضَيْنِ محررةٍ ومحتلة/ تصدَّى لمحاولة العدو تثبيتَ سلكٍ شائك عند الخط الأزرق/ وأعطى أمرَ الَّلحظة للجنود: "عسكر بس قلّك لقّم بتلقّم"/ الرائدُ المُرَفَّعُ إلى رُتبة عقيدٍ بعد الشَّهادة/ المتحدرُ من دير قانون رأس العين/ وعند عتبةِ عيتا المقدسة/ امتشقَ سلاحَه ووجَّه رسالةً من فُوَّهة بندقيتِه: "نحن هنا لأنّنا ندافعُ عن أرضنا"،// سَجّل الضابطُ الشهيد وقفةَ العز هذه قبل سنةٍ وسبعةِ شهور/ فأَدرَجَته إسرائيل على لائحة الأهداف /ووقَّتَتِ استهدافَه فجرَ اليوم بغارة عند اطراف ياطر خلال عملية إخلاء جرحى// الجيشُ الملتحم مع نسيجِ الشعب ثلاثةَ عشَرَ شهيداً في اماكنِ خدمتهم وسبعةَ عشَرَ اخرين في منازلهم مع عائلاتهم/ فما الضمانةُ بعدم استهدافِه في حال أمسكَ بأرض الجنوب تطبيقاً للقرار 1701؟،// سبعون دولةً زائداً خمسَ عشْرةَ منظمةً دولية/ اجتمعت على مؤتمر دولي بشأن لبنان/ تمثلت فيه الإدارةُ الأميركية بشخص حاجب لشؤون الإدارة والموارد في وَزارة الخارجية الأميركية/ تلقَّى فيه الجيشُ اللبناني دعماً بمئتَي مليون دولار/ وحَصد الجانبُ الإنساني ثمانمئة مليون/ وتَقدَّم المليارَ دولار كلامٌ في السياسة من وزن وقفِ إطلاق النار وتنفيذِ القرار 1701 معطوفاً على تجنيد المزيد من الجنود وتعزيزِ قدرة القواتِ المسلحة اللبنانية/ وتثبيتِ معادلة الاستقرار بالعمل الوثيق مع اليونيفيل/ وهي عناوينُ ترتبطُ عضوياً بالتزامِ ودعمِ المجتمع الدولي/ وعلى رأسه الولاياتُ المتحدة الأميركية/ التي تَمنع فائضَ القوةِ عن الجيش سلاحاً وعَتاداً وتريدُه حارسَ حدودٍ لإسرائيل/ وتمدُّ حكومةَ بنيامين نتنياهو بالسلاح الذي يَستهدفُ مواقعَ اليونيفيل وأبراجَ المراقبة/ ولأنها لغةُ القلب بالفرنسية، قال رئيسُ الحكومة نجيب ميقاتي افتتاحيةَ كلمتِه محذراً من أن العاصفةَ التي نشهدُها حالياً تحملُ بذورَ الدمارِ الشامل ليس للبنانَ فحَسْب بل للقيمِ الإنسانيةِ جمعاء/ وتحت سقفِ وقفِ الحل ومن دون شروط/ لا كلامَ معَ أيِّ أحدٍ قبل وقفِ إطلاق النار// وبين النيرانِ الممتدة من غزةَ فالضفةِ إلى لبنان/ يتنقل وزيرُ الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في المنطقة/ وقادَتْه جولتُه اليومَ إلى قطر/ حيث ضَرَب موعداً لجولةِ مفاوضاتٍ جديدة على قاعدة أن إسرائيل حَققتِ الأهدافَ الاستراتيجية التي وَضَعتها لنفسها/ وهذه لحظةُ العمل لإنهاء الحرب وإعادةِ الأسرى إلى بيوتهم وبناءِ مستقبلٍ أفضلَ لشعب غزة/ عاوَنَهُ بذلك الإعلامُ الإسرائيلي الذي تحدَّثَ عن وفدٍ سيتوجَّهُ للدوحة قريباً لاستكمال مفاوضاتِ صفْقة تبادل الأسرى// رُميت ورقةُ التفاوض تحت النار/ في وقت يتعرضُ شمالُ غزة للحصار والتطهير العِرقي/ ويتوعَّدُ فيه مسؤولٌ عسكري إسرائيلي لفايننشال تايمز بأن الحكومةَ غَيَّرت هدفَها بعد التصعيد في لبنان وتريدُ واقعاً جديداً في الشمال/ وامتلاكَ القدرة على فرض القرار 1701 والعملَ بحرية لتأمين الحدود/ وعلى هذه الخلاصة/ فإن اندفاعةَ بنيامين نتنياهو الشخصيةَ والسياسيةَ وَضَعت كلَّ المنطقة في المنطقةِ الرمادية/ وفي انتظارِ اتضاحِ الالوان الحربية فإن المساعي الاميركية تواصلُ سيرَها وسَطَ حقلِ ألغام/ وعَلِمت الجديد ان اجتماعاً سيُعقد غداً في العاصمة البريطانية بين وزيرِ الخارجية انطوني بلينكن والرئيس نجيب ميقاتي الذي وصل من باريس/ على ان يجتمعَ الاميركيون في العاصمة البريطانية مع وفدٍ فرنسي بشكلٍ منفصل/ والى حينِه، لا قرارَ بعد لوقفِ إطلاق النار/ قبل حسم الردّ والردِّ المضاد على جبهةِ طِهران تل أبيب// اما الجوابُ الابلغ فهو في المَيدان.. خمسةُ جنودٍ قتلى وعشراتُ الجرحى اعترفت بهم إسرائيل، ولا كلامَ يعلو فوقَ كلامِ المَيدان.