هنا الضاحية.. التمت على جرحها/ لملمت أشلاء أبنائها/ وتركت قلبها تحت الأنقاض بحثا عن ضحكة الطفلة "نايا" وعن مفقودين/ وعلى دفعات شيعت شهداءها إلى المثوى الاخير في كل جهات الوطن/ ورفعت صلواتها على كفين لشفاء الجرحى/ ومع أولى خيوط الفجر نفضت الغبار عن جسدها وقامت من "بين الأموات" مرة أخرى/ في ضربة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة/ وبعد كل محاولة قتل عن سابق عدوان/ كانت تعود الأحلى بمن فيها وما عليها// دفعت الضاحية ومعها بيئة المقاومة مهر الوفاء غاليا/ ولم تبخل حتى بالروح/ وعن قناعة مستمدة من عقيدة الشهادة أعلى المقامات/ سلمت أمرها وما استسلمت// الضاحية توأم المقاومة وخزان شبابها وبيئتها الحاضرة والحاضنة/ وهي بمثابة الروح للجسم المقاوم/ ومن هنا فالتكليف الشرعي لحمايتها من نفسها أكثر من واجب// بعد ليلة القادة في الرضوان/ ثبت بالوجه غير الشرعي للعدوان الإسرائيلي أن الضربة لم تقصم ظهر قيادة الصف الأول وحسب/ بل أصابت شظاياها كل لبنان/ في حرب إسرائيلية فتحت ثغرة كبيرة في قلوب كثيرة/ نزفت غضبا وقهرا على ما جرى/ وهذا النزيف رسم علامات استفهام كثيرة/ كيف لهذا الجسم المتماسك منذ طلقته الأولى/ أن يفتح بيت النار في عقر داره؟/ هو الحزب الصارم في هيكليته/ من أعلى الرأس إلى الأخمص القابض على سهر الليل وأمن الحدود/ كيف وقع في الكمين وجمع عشرين من خيرة الخميرة/ ورعيل الجهاد الأول في المكان المصيدة/ حيث الاكتظاظ وحيث الترصد من السماء والأرض/ وحيث العيون المراقبة مفتوحة على كل إشارة// المقاومة ولادة القيادة ومثل الطبيعة لا تقبل الفراغ/ وتجارب الماضي دليل الحاضر/ لكن ما جرى في ليلة الرضوان بفاعل مستتر حتى اللحظة، أودع الاحتلال كلمة السر/ يفرض تحقيقا جنائيا من داخل الجلدة وخارجها/ وفي الوقت عينه يطرح السؤال عن جدوى الأنفاق ومدن الباطن/ حيث الإقامة الآمنة/ ومصدر القلق للعدو/ والمقاومة إذ بعثت اليوم بعشرات الصواريخ وقذائف المدفعية نحو القواعد والثكنات العسكرية والمقار الاستخباراتية/ فإن إسرائيل وفي عدوانها على الضاحية/ أطبقت مبنى سكنيا على رؤوس ساكنيه/ وأزاحته من مرمى النار لفتح ممر نحو الخلية المستهدفة/ وعلى هذا العدوان/ ألغى الرئيس نجيب ميقاتي زيارته إلى نيويورك/ على قاعدة أن لا اولوية في الوقت الحاضر تعلو فوق وقف المجازر التي يرتكبها العدو والحروب المتعددة الانماط التي يشنها/ وطالب المجتمع الدولي والضمير الإنساني باتخاذ موقف واضح من هذه المجازر الفظيعة/ وعلى جناح الفراغ الرئاسي ومبادرة الخماسية يصل غدا إلى بيروت الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان/ ويستهل الزيارة بالمشاركة في إحياء العيد الوطني السعودي/ على أن يشغل محركات الاستحقاق الرئاسي نحو المقار الرسمية "بالديزل المعطل"،// وبالتزامن مع التطورات الميدانية/ تحدث مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان عن أن خطر التصعيد في الشرق الأوسط واضح وحقيقي/ في حين نقلت واشنطن بوست عن مسؤول أميركي أن أصواتا بإدارة جو بايدن تتساءل : لماذا نساعد إسرائيل إذا كانت هي من جلبت هذا الوضع لنفسها/ والصحيفة ذاتها نقلت عن دبلوماسي أوروبي قوله إن إسرائيل تظن أن ضرب أعدائها بقوة سيردعهم/ لكن التاريخ يدل على أنها لا تفهم الرسالة.