لم ترفع البصمات الجنائية عن الملف الذي أودع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة السجن/ لكن ما رفع فقط لا غير هو الأيادي السياسية المتراصة ثلاثين عاما والتي كانت نبع الحنان// من الواضح أن الحصان ترك وحيدا/ وأن القانون سيأخذ مجراه بعدما ابتعدت المجاري الكبرى في السياسة وتشكلت تحت قوس العدالة/ وفي مسار العدل فإن توقيف سلامة مستمر الى حين مثوله الاسبوع المقبل امام قاضي التحقيق الاول في بيروت بلال حلاوي الذي تسلم الملف اليوم بعد ادعاء النيابة العامة المالية/ وفي سؤال حلاوي عن المضبطة الموجهة الى سلامة ولائحة الاتهام والجرم الذي قاد الى التوقيف.. يكتفي قاضي التحقيق الاول أنه ولدى استجوابه الحاكم السابق سينحصر التحقيق في الملف المرفوع اليه موضع الادعاء، وليس في مجمل اعمال سلامة في الحاكمية// وفي تدقيق الجديد في هذا الادعاء، يتبين ان ما أحاله الحاكم بالانابة وسيم منصوري الى النيابة العامة، هناك مئة وأحد عشر مليون "وكسورها" وردت في تقرير ألفاريز آند مارشل، ذهب إلى مصارف محلية عدة من دون تسمية اسماء الشخصيات المحولة اليها هذه الأموال تحت غطاء السرية المصرفية/ وما فعله منصوري لدى تسليمه المستند الى النيابة العامة، أنه سمى الحسابات بأسمائها.. وهي باتت اليوم ملك القضاء الذي عليه التدقيق في المستفيدين من التحويلات// وقالت مصادر قضائية للجديد إن قرار المدعي العام جمال الحجار بإحالة الملف الى النيابة العامة المالية وعدم حفظه، يعني أنه التمس جرائم جزائية خلال استجوابه سلامه// وفي انتظار جلسة الاستجواب الاولى الاسبوع المقبل.. فإن بطولات التيار في تبني هذا الإنجاز "حلا ونسبا" فاق التوقعات الفلكية/ فانهمرت عبارات جبران عن النصر العظيم في فيديو موجه الى الجماهير/ محذرا من التلاعب السياسي والقضائي في هذا الملف/ فيما تطوعت القاضية غادة عون باقتحام غرفة الضباط الاربعة لمقابلة الضابط الخامس واستجوابه داخل المديرية العامة لقوى الامن// وفي اقتحام الاربعة الخارجين من معتقل التيار.. فإن أول اطار سياسي سيتم تنسيقه غدا في الديمان، مع زيارة النواب ابراهيم كنعان، سيمون ابي رميا، الياس بوصعب وآلان عون الى البطريرك الراعي/ وإذ تلوح من هذا اللقاء علامات الظهور الرئاسي، فإن الاستحقاق الذي سيحتفي بسنتين على الفراغ سيحضر غدا في لقاء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والمستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي المكلف ملف لبنان الوزير المفوض نزار العلولا، في حضور السفير السعودي في لبنان وليد البخاري/ وهو الاجتماع الأرفع منذ الحرب على غزة واشتعال جبهة لبنان الجنوبية/ ولا يبدو أن للحرب نهايات.. إذ تخضع الجمعة لمقترح أميركي محدث يطلقه الرئيس جو بايدن.. فيما لا يزال بنيامين نتنياهو يناور على محور فيلادلفيا/ ومع زيارة هي الاولى للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى تركيا منذ اثنتي عشرة سنة.. ساد الاعتقاد أن المصري والتركي سيثبتان سيادة مصر على محور فيلادلفيا وأحقيتها في حسم النزاع مع اسرائيل/ لكن الرئيس السيسي اهتم بالاوضاع في القرن الإفريقي، وشدد على انهاء العنف في ليبيا وحسم النزاع في الصومال/ ولم يتم إدراج محور فيلادلفيا بندا ساخنا في بلاد الاناضول/ ومن هنا يعرف لماذا يتسمك نتنياهو بهذا المعبر .. فهو لم يجد خصما عربيا يقول له " الارض لي " وهذه سيادتنا عليها فاما ان تنسحبوا منها وفقا لاتفاقية كمب ديفيد وملحقاتها او ننشر جيشنا عليها.