تحتَ السماءِ الواحدة: مسيَّراتٌ ومهرجانات/ جمرٌ وكتلٌ صاروخية تزنِّرُ الساحلَ الجنوبيّ ليلًا, وسجادٌ أحمر يحمِلُ خصوراً ونجوماً وميدالياتٍ بينَ الأحجارِ الكريمة القديمة في وسطِ بيروت/ هو لبنان, الذي صلّى أبناؤهُ على طريقِ مار شربل, وانتشروا موزَعينَ على ضجيجِ المدن ومهرجاناتِها الصيفية, واجتمعوا في قلبِ العاصمة على قِمةِ بياف الفنية التي جاءت كمرآةِ حبٍ في زمنِ الحرب/ وكان المعْلَمُ الرومانيّ ومدارجُهُ وآثارُ لبنانَ القديمة شواهدَ على بلدِ العيد.. الذي عبّدَهُ الرحابنةُ يوماً وطناً مزروعةٌ على دوائرِه "نار وبواريد"/ ويؤكدُ اللبنانيونَ يومياً له "كيف ما كنت بحبك"/ وعلى سقوفهِ وبين شهادتَيْن.. تَجري أحداثٌ متتالية كالانفجارات, ويستمرُ لبنان المقاوِم في حربِ الصمود, أمّا الحياة فتأخذُ أشكالَها المتعددة خارجَ دائرةِ الحرب/ ولبنان الذي لا يقع, الصخريُ كأعمدةِ الرومان, يذهبُ الى تسييرِ شؤونهِ دونَ الوقوعِ أيضاً تحتَ ضغطِ تهديداتٍ اسرائيلية لا تزالُ مستمرةً منذُ تسعةِ أشهر/ لكنْ أعنفَ الليالي تلك التي عاشتها قرى الساحل الجنوبي بالامس مع استهدافِ اسرائيل مستودعَ تخزينِ أسلحةٍ للمقاومة في عدلون، ما تسبّب بتطايرِ الشظايا الى قُرىً عدّة/ ورداً على هذا الاستهداف كان حزبُ الله يسحبُ القصفَ نحو مستوطناتٍ جديدة ويوقعُ قتلى وجرحى/ والعدوّ الاسرائيليّ يتجاوزُ الخطوطَ الحمر فيُصوّب على برجِ المراقبة التابعِ للجيشِ اللبنانيّ في بلدةِ علما الشعب ويصيبُ جندييَن بجروح// وشعلةُ الجرحى والشهداء حملتها اليوم الصحافية اللبنانية كريستيا عاصي الى الاولمبياد في فرنسا فأهدت وهجهَا الى من فقدناهم هذا العام قائلةً: هذا كلُه من أجلهِم وتكريماً لهم ولذكراهُم.. سأبقي الذكرى حيّةً لعصام عبدالله.. وكلُ ما أفعلُهُ هو من أجلِه/ هذهِ هي الطريقة التي سأحصلُ بها على العدالة/ والشعلة النفطية حملها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى العراق.. الدولةِ شبه الوحيدة التي ما تزال عينهُا على لبنان وقلبُها معهُ وليس عليه/ بحثَ ميقاتي وثلةٌ من الوزراء في مشاريعَ اعادةِ علاقاتٍ دمرتها السمسرات/ وحملَ حلولًا لمسألةِ الفيول العراقي تقترحُ التجزئه بالدفع وعبر منصةٍ خاصة/ وبحثَ وزراءُ الصناعة والاشغال والطاقة والزراعة كلٌ في مجالاتِه مشاريعَ تتعلقُ بالصادرات وعلى الاخص الشاحنات اللبنانية التي تصلُ الى العراق عبر الحدود/ إذ طلبَ وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية ايصالَها الى الداخلِ العراقي من دونِ نقلِها عبر شاحناتٍ عراقية/ ويمكن الاستنتاج ان ميقاتي "قطّبَ" الرُقعة التي مزقتها ايادٍ لبنانية عبثت بالعلاقات، وبينها من هو في عداد الوفد وبكامل طاقته/ أما التمزيق الوزاري والسياسي فهو بأبهى حلته.. فالثنائي رفض لقاء وفد المبادرة الرئاسية بسبب شغبٍ من الحكيم على رئيس مجلس النواب
فيما الحكومة استحصلت على ضوء اخضرَ من الرئيس نبيه بري لتجاوز توقيع الوزير في اي من المسائل الهامة مثل رئاسة الاركان .
وهي اشكالية تم بحثها في لقاء بري والنائب السابق وليد جنبلاط اليوم