مقدمة النشرة المسائية
سماء لبنان تنزف مطرا ونارا ورياحا حربية تشرينية.. هي بلاد تمشي على سطح الماء والنار معا.. في تسابق نحو قتل المدنيين.. الصامدين منهم في بيوتهم ..والنازحين على طرقات ومخيمات
وباتت الحرب ضدهم تنزل من السماء, بالسلاح المناخي الابيض.. وبسلاح عدو استباح المدن وشرع لنفسه ضربها من الجو كما من عمق البحر وغدا ينطلق العام الدراسي.. ليجد ان الصفوف ومقاعدها صارت ملجأ نازحين وأن عددا من افراد الهيئة التعليمية نالوا الشهادة.. فيما سيتلقى تلامذة اطفال دروسا حديثة عن رفاق المدرسة الذين خرجتهم اسرائيل شهداء يدخلون كتاب التاريخ معلمون.. تلامذة.. هيئة تعليمة عامة وخاصة وتواكبهم وزارة التربية في ثلاثمئة وثلاثين مدرسة.. جميعهم يحملون غدا العلم كالنار بعدما كان نورا.. لكنهم يتحدون الحرب وأخطارها لإنقاذ ما امكن من عام دراسي اما ما تبقى من عام الحرب فهو يتمدد الى السنة الاميركية الجديدة والحاكم في بيتها الابيض واذ تحتدم هناك فإننا ننتخب هنا ونراهن على جمهوري وديمقراطية فيما يفتقد لبنان الى الميزتين معا.. وهو الذي حرم نفسه من انتخاب رئيس لسنتين وشهر وحديث الرئاسة معطل حاليا لصالح مجريات الحرب وجرائمها ومجازرها التي تزور مدنا وقرى سبق ان دمرتها ففي الغازية وحارة صيدا اربعة شهداء وفي غاليري سمعان.. شظايا غارة اسرائيلية مزقت جسد الطفلة فاطمة عباس ابنة الاربعة عشر شهرا والنازحة من الضاحية الى بعبدا ولا تتسع السطور لتعداد الضحايا.. وبينهم من لا يزالون على الارض داخل القرى ولا يسمح العدو بسحب جثامينهم واذا أقدمت الفرق الصحية وهيئاتها والدفاع المدني على الإنقاذ فانها ستحتاج الى عمليات انقاذ وكما طواقم الاسعاف كذلك المستشفيات التي اصبح ما تبقى من مرضاها .. تحت الخطر وبينها مستشفى تبنين الحكومي التي صمدت منذ بدء العدوان واظهرت المشاهد من داخلها اليوم حجم الدمار بعد الاستهداف كل هذا.. مستمر على مسار بنيامين نتنياهو الذي يجدول ايامه بين مجزرتين .. ويتجول في الشمال الفلسطيني المحتل مزهوا بما فعل.. قائلا: ضربنا كل مناطق لبنان، ومع أو من دون اتفاق فإن المفتاح لاستعادة السلام والأمن في الشمال واعادة السكان بأمان إلى منازلهم هو أولا وقبل كل شيء إبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وضرب أي محاولة يقوم بها لإعادة التسلح والرد بحزم على أي إجراء ضدنا وشدد على أنه يجب قطع خط أنابيب الأوكسيجين التابع لحزب الله من إيران عبر سوريا لكن الزيارة الى الشمال بحد ذاتها جاءت لرفع ما وقع من الشمال ..والذي شهد اليوم ايضا على سحب من المسيرات .. منها ما انفجر .. ومنها ما حير طائرات العدو التي توظفت في دوام يومي لمطاردتها.