ولفت كاتب المقال الى انه من المقرر ان يُعقد اجتماع بين عائلة الصدر ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف غداً للتباحث في ما آلت اليه قضيته، فيما التقت العائلة لنحو ساعتين رئيس معهد الإستشراق في روسيا البروفيسور فيتالي نعومكين الذي أبدى اهتماما بالغا بفكر الإمام الصدر، مقترحا ترجمة خطاباته ومقالاته إلى اللغة الروسية في معهد الإستشراق، لا سيما كتاب "الأديان في خدمة الإنسان".
وعُلم انّ حيثيات زيارة عائلة الصدر الى موسكو كانت حاضرة في لقاء بوغدانوف مع السفير اللبناني لدى روسيا شوقي بونصار قبل أيام، حيث استفسر المسؤول الروسي عن دوافع الزيارة وما الذي تستطيع موسكو ان تفعله، فأكد له بونصار، تبعاً للمعلومات، انّ الامام الصدر قامة وطنية وروحية كبيرة، لافتاً الى انّ قضيته تهم الرأي العام اللبناني "وهو يشكل رمزا وطنيا كغيره من القامات الكبرى في البلد من مختلف الطوائف".
وأفادت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية" انه طُرحت خلال النقاش بعض الوقائع المتصلة بالقضية ومنها توقيف هنيبعل القذافي في لبنان، حيث كشف بوغدانوف انّ عائلة هنيبعل زارت السفارة الروسية في دمشق سعياً الى الدفع في اتجاه تأمين الإفراج عنه، بينما شدد بونصار على أن المطلوب ترك القضاء يأخذ مجراه.
كما لفت بوغدانوف الى ان النظام الليبي السابق "طار"، وليبيا أصبحت منقسمة على نفسها، ما يُصعّب الوصول إلى الحقيقة الكاملة، "خصوصا ان الذين يتولون حالياً السلطة في ليبيا كانوا في صفوف المعارضة او خارج البلاد أثناء حكم القذافي. وبالتالي، هم لا يملكون معلومات وافية في شأن قضية تغييب الإمام الصدر، إضافة الى ان موسكو ليست لديها علاقات وثيقة مع أغلب هؤلاء باستثناء خليفة حفتر الذي لا يعرف الكثير حول الملف".
وأوضحت المصادر ان بوغدانوف نصحَ بأن يتم التركيز على التواصل مع بعض رموز النظام الليبي السابق الذين ما زالوا أحياء ويتواجدون خارج ليبيا.
واشارت الصحيفة الى ان الوفد يضمّ كلاً من إبن الإمام صدر الدين وابنته مليحة الصدر، إضافة إلى مقرر لجنة المتابعة القاضي حسن الشامي والمستشار القانوني للعائلة جوزف غزالة ومنسق الزيارة الاعلامي فادي بودية.