49 عاماً بين ذلك الدوي الذي إندلقت فيه قارورة الطيب، وتضوع اريج الباقة الحمراء من زهور الفتوة والفداء في عين البنية وكانت الوصية الخالدة "بأن كونوا مؤمنين حسينيين".
فبين الخامس من تموز هذا العام ونجيع دماء الشهداء في ذلك التاريخ كان ويبقى رجع صدى... تلك الوصية وذلك الصوت الصدري الذي أعلن الشهادة الولادة وأوقد الشعلة في غمرة ألآلآم المبرحة، فكان الخامس من تموز يوماً للشهيد ويوماً للإنطلاقة، ومذاك والى اليوم، قافلة طويلة من الشهداء الأبرار، نؤكد لهم في يومهم ولقائد الحركة سماحة الإمام السيد موسى الصدر وللبنانيين عامةً، بأن الجهاد والإستشهاد دفاعاً عن لبنان في مواجهة العدوانية الإسرائيلية التي تهدد الوطن وثرواته وسيادته وحدوده ونموذج التعايش فيه هو واجب وطني، وأن الدماء التي أريقت وتراق تحت هذه العناوين تثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الوطنية ليست شعارات ولا أرباحاً ولا مكاسب ولا متاعاً للمساومة وللعرض والطلب، بل إن الوطن هو أبعاد وجود الإنسان وأساس كرامته ومجال رسالته تجب حمايته بالأرواح ومهما غلت التضحيات.
إن حركة أمل في يوم شهيدها تتوجه بتحية إجلال واكبار لشهداء الكوكبة الأولى وللشهداء الذين مضوا بنفس الدرب فارتقوا أنجماً وأقماراً وشموساً دفاعاً وذوداً عن لبنان، لاسيما الكوكبة الأخيرة من شهداء الحركة وكشافة الرسالة الإسلامية والشهداء من أهلنا الصامدين ومن الإعلاميين وسائر المقاومين تحية الإعتزاز والتقدير لذويهم لآبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم، ففي يوم الشهيد وبإسم الشهداء تجدد الحركة إلتزامها وتمسكها بالثوابت التي قدمت من أجلها أغلى ما تملك من تضحيات:
أولاً: العمل دون هوادة من أجل حفظ لبنان وطناً عزيزاً قوياً واحداً موحداً لجميع أبنائه، ورفض ومقاومة أي محاولة للتقسيم أو الفدرلة تحت أي عنوان من العناوين بكل الوسائل المتاحة ديمقراطياً ووطنياً وقانونيا.
ثانياً: تجدد الحركة تمسكها بالحوار والتلاق والتشاور نهجاً وسلوكاً في مقاربة كافة القضايا والعناوين الخلافية، لاسيما السياسية منها وفي مقدمها الأزمة الراهنة المتصلة بإنتخاب رئيس للجمهورية، وهي في هذا الإطار منفتحة ويدها ممدودة بإتجاه أي مسعى يفضي لإنجاز هذا الإستحقاق وفقاً لقواعد الدستور وتحت قبة المجلس النيابي.
ثالثاً: في الشأن المتصل بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان من بوابة الجنوب وفي الوقت الذي تؤكد فيه الحركة دعمها الجهد الذي تقوم به السلطات الرسمية اللبنانية بإتجاه المجتمع الدولي من أجل إلزام الكيان الإسرائيلي بكل مستوياته السياسية والأمنية والعسكرية بتطبيق كافة مندرجات القرار الأممي 1701، والكف عن إستباحته له منذ لحظة صدوره في آب من العام 2006 بأكثر من 30000 خرق، براً وبحراً وجواً، فضلاً عن ضم الشطر الشمالي من قرية الغجر، فأن الحركة بإنتظار كبح جماح هذه العدوانية وأطماعها وإنطلاقاً من الواجب الوطني الملقى على عاتق كل لبناني، فإن كل حركي معني بأن يكون فدائياً للدفاع عن حدود أرضنا المقدسة الى جانب كل مقاوم مخلص لأرضه وترابه ووطنه لبنان في مواجهة أي محاولة للإجتياح أو للإحتلال.
كما أن الحركة معنية بتأمين كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني في نضاله ومقاومته المشروعين لتحقيق حلمه بالعودة والتحرير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهي تدعو المجتمع الدولي الى المسارعة والعمل الجاد لوقف حرب الإبادة التي يواصل الكيان الإسرائيلي شنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربيه منذ أكثر من ثمانية أشهر وحتى الآن على نحو بات إستمرارها لا يمثل إساءة وصفعة للإنسانية فحسب إنما يمثل تهديداً للمنطقة بأسرها ويضع الأمن والاستقرار فيها على شفير إنفجار لا تحمد عقباه.
رابعاً وليس آخراً: إن تزامن يوم شهيد الحركة مع حلول العام الهجري الجديد وذكرى إستشهاد الإمام الحسين وإبنائه واصحابه عليهم السلام هو ليس من قبيل الصدفة إنما هو تلاق طبيعي وتاريخي للحركة في إدائها وسلوكها وجهادها وتضحياتها بين هاتين المناسبتين وكل المناسبات الإيمانية والرسالية فمن وحيهما نجدد الدعوة الى وجوب إستلهام كل القيم التي تجسدها الهجرة النبوية الشريفة وذكرى عاشوراء، هجرة للفتنة ودعوة دائمة للوحدة والثبات على القيم والمبادئ، والشعار دائماً "حسينيون ونبقى" لا نعطي إعطاء الذليل ولا نفر فرار العبيد.