وفي فيديو انتشر سابقاً، تظهر وارد وهي تتجول في سجن صيدنايا، عندما عثر فريقها على ما يبدو على زنزانة لا تزال مغلقة، وفي الداخل كان هناك رجل يختبئ تحت بطانية، عرف عن نفسه بأنه “مدني” اسمه عادل غربال، وهو أب من حمص، بحسب صحيفة القدس العربي.
منصة “تأكد” تحدثت إلى السكان المحليين في حمص، وأكدوا أن "الرجل هو سلامة محمد سلامة أو أبو حمزة"، مشيرين إلى أنه "كان ملازم أول في المخابرات الجوية السورية".
وأفاد سكان في حي البياضة بأنه "كان يتواجد بشكل متكرر على نقطة تفتيش عند المدخل الغربي للمنطقة، واتهموا سلامة بالتورط في السرقة والابتزاز وإجبار السكان على أن يصبحوا مخبرين، وقالوا إنه شارك في عمليات عسكرية على عدة جبهات في حمص عام 2014".
كما زعم السكان أن "سلامة قتل مدنيين وكان مسؤولاً عن اعتقال وتعذيب شبان في المدينة بتهم ملفقة".
وقالت “تأكد”: “تم استهداف العديد منهم ببساطة لرفضهم دفع الرشاوى أو رفض التعاون أو حتى لأسباب تعسفية مثل مظهرهم”. وزعم الأهالي أن سلامة ألقي في سجن دمشق قبل أقل من شهر، بسبب خلاف مع ضابط برتبة أعلى على أموال زعم أنه ابتزها. وقال السكان المحليون إنه يحاول منذ ذلك الحين كسب التعاطف بعد سقوط النظام، مدعياً أنه “أجبر” على ارتكاب جرائمه.
ولاحقاً، نقلت شبكة CNN عن سكان محليين في سوريا قولهم، إن "الرجل الذي صورته خلال إطلاق سراحه من سجن في دمشق على يد الفصائل السورية، هو ضابط مخابرات سابق في النظام السوري المخلوع، وليس مواطنا عاديا سُجِن بحسب ما ادعى وقت إطلاق سراحه".
وفي البداية، عثرت شبكة CNN على الرجل أثناء تتبعها خيطا للوصول إلى الصحفي الأميركي المفقود أوستن تايس. وفي تقرير مصور، صادفت المراسلة الدولية للشبكة كلاريسا وارد وفريقها، برفقة حارس من مسلحي الفصائل السورية، وجود زنزانة في سجن بدمشق كانت مغلقة من الخارج. فقام الحارس بإطلاق النار على القفل بمسدسه لفتحه، وعُثِر على الرجل وحيدا داخل الزنزانة، تحت بطانية.
وعندما خرج إلى الهواء الطلق، بدا الرجل في حالة ارتباك. وعندما سأله المقاتل من الفصائل السورية الذي أطلق سراحه عن اسمه، عرّف الرجل نفسه بأنه عادل غربال من مدينة حمص بوسط سوريا.
وادعى أنه كان محتجزاً في زنزانة لمدة ثلاثة أشهر، مضيفا أنه السجن الثالث الذي احتُجِز فيه. وقال الرجل أيضا إنه لم يكن يعلم بسقوط نظام بشار الأسد. وكان محتجزا في سجن يديره جهاز المخابرات الجوية السورية حتى انهيار نظام الأسد.
وكشفت صورة حصلت عليها شبكة CNN، الاثنين، الهوية الحقيقية للرجل، واسمه سلامة محمد سلامة، ملازم في مديرية المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد.
وقدم أحد سكان حي البياضة في حمص لشبكة CNN صورة قيل إنها لنفس الرجل خلال تأديته لخدمته العسكرية، فيما يبدو أنه في مكتب حكومي. وقد أظهر برنامج التعرف على الوجه تطابقا بنسبة تزيد عن 99% مع الرجل الذي التقت به شبكة CNN في زنزانة سجن دمشق. وتُظهِر الصورة الرجل جالسا على مكتب، ويبدو فيها أنه يرتدي الزي العسكري. ولم تنشر شبكة CNN الصورة للحفاظ على سرية المصدر.
ومع مواصلة شبكة CNN البحث عن معلومات عن السجين المُفرج عنه بعد التقرير الأصلي، قال العديد من سكان حمص إن الرجل هو سلامة، الملقب أيضا باسم "أبو حمزة". وقالوا لشبكة CNN إنه كان يدير نقاط تفتيش إدارة المخابرات الجوية في المدينة، واتهموه بسوء السمعة في الابتزاز والمضايقة.
ومن غير الواضح بعد كيف أو لماذا انتهى الأمر بسلامة في سجن دمشق، ولم تتمكن شبكة CNN من إعادة الاتصال به مرة أخرى. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، كان موقع Verify-Sy، الذي ذكر أنه موقع سوري للتحقق من صحة الوقائع، أول من حدد هوية الرجل باسم سلامة. وقال إنه سُجن لمدة تقل عن شهر بسبب نزاع حول "تقاسم الأرباح من أموال تم ابتزازها مع ضابط أعلى رتبة". ولم تتمكن شبكة CNN من التحقق بشكل مستقل من هذا الادعاء.
ويذكر أنه تم تسليمه إثر التصوير من قبل حراس من الفصائل السورية المسلحة إلى الهلال الأحمر السوري. ونشرت منظمة الإغاثة الطبية في وقت لاحق صورة له على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة إنهم أعادوا سجينا محررا إلى أقاربه في دمشق، علما أن المكان الحالي الذي يُوجد به سلامة غير معروف.