تظاهر المئات من العراقيين في العاصمة بغداد ومدينة الديوانية جنوبا، تنديدا بـ "الإساءة" للجيش العراقي، من قبل أحد رجال الدين.
وانطلقت التظاهرات عصر الجمعة وحملت شعارات ترفض الإساءة للجيش وشعارات تضامنية، فيما طالب عدد من المتظاهرين بمحاسبة كل من يسيء للجيش".
وأثار الأمين العام لشورى العلماء والمنسق العام للتجمع العربي والإسلامي في العراق الشيخ يوسف الناصري غضب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بعد مطالبته بحل الجيش العراقي ووصفه أفراده بالمرتزقة.
وكان الناصري قد وصف الجيش العراقي في حديث متلفز بث يوم الأربعاء بـ"المرتزق" وطالب بحلّه، وإسناد مهامه إلى الحشد الشعبي.
وقال الناصري: "أطالب بحل الجيش العراقي، وإعادة هيكلة القوات الأمنية، واعتبار الحشد الشعبي هو الجيش الأول، وليس الرديف، وتحويله إلى وزارة لحماية أمن العراق ومستقبله".
وأضاف: "لسنا بحاجة إلى من يعطى الأموال ليكون جنديًا في الجيش، وعندما تحصل حادثة يلقي بملابسه ويهرب، فهذا جيش مرتزق وليس وطنيًا".
وانتشر اسم الشيخ يوسف الناصري بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، وطالب المستخدمون بمحاسبته معتبرين أن تصريحاته مهينة للجيش العراقي.
فقال الإعلامي حسام الطائي: "معاون رئيس حركة النجباء الشيخ يوسف الناصري: الجيش العراقي مرتزق وليس أصيل ونطالب بحله وإسناد مهامه إلى الحشد الشعبي. ألا يعتبر هذا التصريح إهانة لمؤسسة عريقة مثل الجيش العراقي ويجب أن يحاسبه عليه قانونيا".
وقال يحيى رسول: "إن الجيش العراقي الذي حقق النصر على داعش وفرض الأمن والاستقرار في بلدنا بالاشتراك مع إخوانه من الشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة والصنوف الأخرى، أسمى من أن يتم التجاوز عليه، سنحاسب وبشدة كل من يتطاول على جيش البطولات ولن نسمح بالتقليل من شأنه ومن تضحيات مقاتليه".
ودافع عراقيون عن الجيش العراقي والحشد الشعبي عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال نشر صور تجسد حالة الأخوة بين الطرفين على حد تعبيرهم.
فقال الخزعلي: "الحشد والجيش يد واحدة فإنهم تشاركوا في أجر الجهاد وهم أبطال النصر وما حققوه وما قدموه من تضحية أغاظت الكثير من المتربصين الذين أرادوا أن يبقى الحشد بمعزل عن المنظومة العسكرية لكن هيهات أن يمحوا تاريخ النصر الذي رسمه الحشد الشعبي في إعادة الروح المعنوية لجيشنا".
وأرفق الخزعلي تعليقه بصورة لبزة عسكرية نصفها من بزة الحشد والنصف الآخر لبزة الجيش العراقي.
ونشر سومري صورة لشقيقين من آل السراي قتلا في العراق أحدهما مع الجيش والآخر مع الحشد، وعلق على الصورة قائلا: "أشقاء شهداء، أحدهما في الحشد الشعبي والآخر في الجيش العراقي الباسل ... دون الوطن والمقدسات".
وأكدت هيئة الحشد الشعبي في العراق، رفضها لأي "إساءة" للقوات الأمنية وللجيش العراقي.
وقالت الهيئة في بيان: "نؤكد أن ما صدر عن رجل الدين يوسف الناصري في برنامج تلفزيوني يمثل إساءة تعبر عن وجهة نظره الشخصية ولا تتعلق بنا لا من قريب ولا بعيد".
وأضافت الهيئة: "مع محاولة بعض الجهات الإعلامية توظيف هذه التصريحات بشكل غير صحيح بالإشارة إلى أنها قريبة من منطلقات الهيئة، نهيب بجميع وسائل الإعلام عدم استضافة أي شخص بعنوان الحشد أو التحدث باسمه بصفة قيادي أو ما شابه، وندعو إلى التنسيق مع المديرية بهذا الخصوص".
وردا على الكلام الذي طاله، أكد الشيخ يوسف الناصري "أن جيوش السفارة الأميركية الذين هبوا الآن للدفاع عن الجيش ضد مقطع مفبرك قد تم اقتطاعه ومنتجته بطريقة مؤسفة من لقائي على إحدى القنوات الفضائية لتصيد بالماء العكر هم أنفسهم سابقا من وصفوا الجيش بأوصاف لا تقبل ولا يمكن حتى نطقها".
وأضاف: "وفي ذلك الوقت صدورنا ودماؤنا وأصواتنا وأقلامنا كانت أمام الجيش وأمام هجمتهم الشرسة المدفوعة الثمن، ودافعنا عنه وساندناه، وأما اليوم عندما أتكلم عن خائن في الجيش وهو الفلاحي الذي أعطى إحداثيات الحشد الشعبي للمستكبر الأميركي وأتكلم عن تطهير الجيش من هذه العناصر الفاسدة التي كانت السبب سابقا في الانكسارات التي حصلت في الموصل وغيرها تجد هؤلاء المرتزقة يهبون لفبركة الأخبار تنفيذا لأوامر أسيادهم القابعين في السفارة".
وفي المقابل طالب نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق عبد الأمير رشيد يار الله، الناصري بسحب تصريحه عن الجيش والاعتذار عنه، فيما هدد باتخاذ إجراءات قانونية بحقه.
وقال يارلله في بيان له، إن "قيادة العمليات المشتركة تستنكر تصريح الناصري الذي اتهم الجيش بتهم قاسية تطعن بوطنيته ويطالب بحل الجيش".
وأضاف أن القيادة "تطالبه بسحبه والاعتذار عنه، لأن هذا التصريح لا يشكل إساءة للجيش العراقي فحسب وإنما لكل الشهداء والمضحين من أبنائه ولعموم الشعب الذي يقدس جيشه".
وأشار إلى أن "قيادة العمليات المشتركة تحتفظ بحقها القانوني في اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق من يحاول الإساءة للجيش العراقي والقوات الأمنية العراقية".